البث المباشر

الصحابي الجليل عمر ابن الجموح

الإثنين 11 فبراير 2019 - 11:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 210

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الارقام الذين يبتهج بهم سجل الصادقين هو شهيد الاسلام عمرو بن الجموح(رض)، هذا البطل كان اعرجاً وكان كبير عشيرته ولديه اولاد اربعة كانوا يجاهدون بين يدي رسول الله(ص) في يوم احد، فلما شاهد موقع الرسول يوم احد وكيف تظافرت اعداء الاسلام وتضامنوا على ان يلحقوا الضرر بالمسلمين من باب الانتقام والتشفي لما اصابهم من هزيمة يوم بدر، كان موقف النبي موقف محرج، عمرو الجموح شاهد هذا الوضع فقرر ان يلتحق هو برسول الله(ص) فحبسه قومه ومنعوه وقالوا اما كفاك وجود اولادك الاربعة وانت رجل اعرج ولاحرج عليك، آلاية تقول: «ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج»وانت عمدة القبيلة الشاخص في القبيلة، الاديب يقول:

قد دعتني للخلاف عشيرتي

فجعلت قولهم من الاضلال

لما الح عليه اولاده فقال لهم ويحكم اذهب اولادي الى الجنة واجلس عندكم، نسمي هذه مرحلة اليقين، هذا الذي يصل الى هذه المرحلة من الايمان تتكشف له الحجب، فعلاً دخل ساحة المعركة ودخل بكل استعداد فقال له النبي انت رجل اعرج وقد رفع الله عنك ذلك هناك طبقات اسقط الله عنهم الجهاد لكن لا يعني بأنه فوت عليهم هذه الفرصة وفضيلة الجهاد انما يكون ثوابهم اكبر لان يأتون تطوعاً ورجاءاً، فقال اني اريد ان اطأ عرجتي هذه الجنة واراد قومي ان يحبسوني عنك منعتهم، فعلاً النبي توسط وقال لاعليكم الرجل راغب فلا تمنعوه، لعل الله سبحانه وتعالى يرزقه الشهادة تركوه، فقاتل بين يدي رسول الله، تقول زوجته هند سمعته لما خرج من البيت كان يدعو اللهم لا تردني الى اهلي وكان يحمل معه كفنه اوحبرته، كيف ان الله سبحانه وتعالى استجاب له دعوته استشهد، بعد استشهاده حملت زوجته ومعها اخته حملتا جثمانه على بعير، هو شهيد وابن اخته ايضاً‌ شهيد، تروي اخته تقول حملت ثلاث جنائز على البعير، ابني وزوجي واخي "عمرو بن الجموح" فلما تحركنا قليلاً برك الجمل ولم يتحرك،‌ كلما حاولت فلا يذهب الجمل لا يميناً‌ ولا يساراً، تحيرت وهذا سر وهي لم تقرأ هذا السر فجاءت الى النبي(ص) واخبرته فقال لها رسول الله هل سمعيته يقول شيئاً عند خروجه الى المعركة؟ قالت نعم، سمعت كان يدعو اللهم لا تردني الي اهلي وارزقني الشهادة، قال النبي هذا هو السر، عدم تحرك الجمل، ثم قال لها النبي(ص) يا امة الله ما زالت الملائكة تظلل اخاك من لدن استشهد حتي اللحظة لينظرون اين سيدفن فقالت السير بأن النبي(ص) انزل الجنائز وحفر لهم قبوراً ودفنهم والتفت النبي وقال لها ياهند ان عمرو واخوك وابنك ترافقوا في الجنة، هنا اذكر هذه اللفتة وهي جميلة جداً، عمرو بن الجموح الشهيد استشهد مع عمرو بن حزام الانصاري وهو اخ عبد الله بن جابر الانصاري استشهد ايضاً يوم احد، كانا اخوين في حياتهم، كأن النبي يوم المؤاخاة آخا بين الناس وفي النهاية آخا بينه وبين امير المؤمنين بعدما بقي الامام لوحده سأله يا رسول الله بقيت وحدي قال انت اخي، عمرو بن الجموح وعمرو بن حزام آخا بينهما رسول الله فكانا اخوين في حياتهما ويوم احد سقطا جنباً الى جنب فلما نظر النبي اليهما قال يا سبحان الله ان هذين اخوين في حياتهما والان استشهدا في موقع واحد جنباً الى جنب سأدفنهما في قبر واحد، فشهد عمرو بن الجموح ومعه حبرته او كفنه على ان الشهيد الذي يقتل في المعركة والمواجهة ومع امام معصوم او مع النبي لا يغسل ولا يكفن يدفن بدماءه، لكن حيث ان كانت معه حبرته فقال النبي لفوهما فلما لفوهما بالحبرة كان عمرو بن الجموح طويل القامة‌ وعمرو بن حرام قصير القامة فكانوا اذا سعبوا الحبرة على رأس عمر وبدت رجلاه، اذا سحبوها علي رجليه بدا رأسه فقال النبي اسحبوها صوب رأسه وغطى رجليه بحشيش وقال انهما اخوان في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة واهال التراب عليهما، مرت على هذه الحادثة اكثر من اربعين سنة، جاء معاوية بن ابي سفيان الى المدينة وكان حاقداً على الانصار والمهاجرين لماذا تضامنوا مع الامام امير المؤمنين في صراعاته مع اهل البيت فأراد ان يطبق حقده بعمليات يتشفى بها فأتى الى احد وقف على مقبره احد قال هذه ارض صالحة للزراعة ولابد ان نزرعها، اصدر قراراً بأن من كان له شهيد او قتيل في احد فليستخرجه من هنا لان الارض صالحة للزراعة ونريد ان نزرعها فوثب الناس لنبش القبور ولكن سبحان الله ويمكرون، ومكروا ومكر الله، لا يحيق المكر السئ الا بأهله، كشفوا المقابر واذا الأجساد على حالاتها، من جملة المقابر كشفوا قبر عمرو بن الجموح وعمرو بن الحزام، قالت الروايات فوجد الجسدين على حالهما والحشيش الذي كان على رجل عمرو بن الجموح كان اخضراً لم يجف فأخذ الناس ينظر بعضهم البعض وهو يقول لا ينكر منكر فضل الشهادة بعد اليوم ابداً وارتد فعله عليه بخراب وبان للناس من جديد فضل هؤلاء الشهداء وبالخصوص عمرو بن الجموح، اعادوا التراب واستجدت قضية احد وقضية عظمة الشهداء وغرو ان الله يعوض الشهداء تعويضاً في في الدنيا قبل الآخرة: 

جادوا بأنفسهم عن نفس سيدهم

والجود بالنفس اقصى غاية الجود

أسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن اقتدى بسير هؤلاء العظماء الصادقين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة