البث المباشر

الصحابي ابو سعيد الخدري(رض)

الإثنين 11 فبراير 2019 - 09:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 197

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
رحم الله ابا سعيد الخدري(رض)،‌ هو من قمم الصادقين في موالاة اهل البيت خصوصاً موقفه مع الامام امير المؤمنين(ع) نحن لا نفتح كتاباً في الحديث او في السنة او في الفقه او حتى في مجالات اخرى الا ويمر علينا اسم هذا الصحابي بأعتباره من المصادر المعتمدة والتي يجمع عليها الكل على نزاهتها واستقامتها، ابو سعيد الخدري، اسمه سعد ابن مالك الخزرجي وكنيته ابو سعيد وكان من السابقين الذين رجعوا الى رسول الله ومن صحابته المحبوبين لديه، لايفوتني ان انوه بأن اباه مالك الخزرجي كان ايضاً صحابياً لكن الخدري صفة خاصة وصارت لقباً لابي سعيد(رض) ولابد لها من منشأ، هو صحابي وابوه صحابي وطبعاً ‌التاريخ يحدثنا عن استقامة ابي سعيد الخدري لان هناك كثير من اصحاب الرسول(ص) اما انحرفوا في حياته او بعد مماته ومنهم من ارتد عنه ومنهم من اهدر النبي دمه في حياته، القرآن يشير الى هذا بأجمال: «أفان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم» المقياس لدينا هو حسن النهاية او حسن العاقبة، ماهي حالته في اللحظة الاخيرة من حياته، لدينا نموذج كشبث بن ربعي وحياته مفعمة بالجهاد وايديه بيضاء في مواقفه، جهوده وجهاده ولكن التاريخ ينظر الى ايامه الاخيرة كيف باع نفسه للسلطة وصار يصدر الفتاوى بأهدار دم الحسين(ع)، المناط هي النهاية، ما هي نهاية هذا الرجل، ابو سعيد الخدري(رض) سيمر علينا من خلال هذه الدقائق القليلة موقفه في النهاية. في يوم احد كان مع رسول الله(ص) الا ان النبي(ص) لم يسمح له او نقول لم يدعه الى القتال لصغر سنه ولذلك كان دوره ايضاً جهادي في دور آخر في مجال الفقه وحفظ العلم.
يقول المؤرخون بأن ما كان بين الشبية من اصحاب النبي افقه من ابي سعيد الخدري وقد اشتهر انه كان يحفظ احاديث رسول الله ولا يتوانى ولا يتمايل مع الهوا في صب الاحاديث لذلك كان موضع حقد الامويين، لانه لم يجعل السنة وما في رأسه من محفوظات من احاديث لم يجعلها سلعة بين ايدي بني امية وقال ابن عبد البر كان ابو سعيد الخدري من الحفاظ المكثرين ومن العظماء العقلاء واخباره تشهد بذلك وقد استشهد به الحسين(ع) يوم عاشوراء في خطابه الموجه لبني امية في اللحظات الاخيرة من حياته حيث قال بأبي هو وامي «وان كنتم في شك مما اقول فأن عندكم من ان سألتموه، سلو جابر بن عبد الله الانصاري وابا سعيد الخدري فأنهم يخبرونكم انهم سمعوا هذه المقالة من جدي رسول الله في وفي اخي الحسن(ع)» ابو سعيد الخدري احد الذين عانوا من بطش بني امية فعند واقعة الحرة هذه الواقعة الرهيبة والتي هي من العلامات المؤلمة والمرة في تاريخ الاسلام، يذكر ابن قتيبة في كتابه الامامة والسياسة في حوادث واقعة الحرة كيف اعطيت الصلاحيات للجيش الاموي وكيف خول قادة ‌الجيش بعدم الاكثرات لا احترام المسجد النبي ولا احترام قبر الرسول بحيث كان البعض يلوذون عند قبر رسول الله فأمر القادة جلاوزتهم بقتل هؤلاء حتى‌ ولو لاذوا بالقبر، فعلاً كم وكم قتلوا وكم حدثت جنايات اخرى ويذكرون ايضاً‌ هذه الحادثة المرة في هذه الواقعة الف بكر اعتدي عليهم والمواليد من الشبه بالآلاف فيقول ابن قتيبة ان ابا سعيد الخدري كان مريضاً ملازماً بيته وطبعاً ‌قادة بني امية لديهم خلفية كاملة عن ابي سعيد ويعرفون صلته ومحبته للامام امير المؤمنين، وهذا كان يشكل جرم خطير فبطريق الصدفة او عنوة خلال الهجوم الوحشي على المدينة واهل المدينة عرف الامويون بيت ابي سعيد فهجموا عليه اربعة من قادة الجيش الاموي وتنكروا يعني اظهروا بأنهم لا يعرفوه قالوا من انت ايها الشيخ وهو كان مسجى‌ لان ابا سعيد من الاشخاص الذين امتحنه الله تعالى في حياته بألوان المحن وهذه من صفات المؤمنين فسألوا منه من انت؟ 
قال انا ابو سعيد الخدري صاحب رسول الله وابن مالك صاحب رسول الله، قالوا لقد سمعنا عنك فلماذا تباطئت عن نصرتنا، لكن نعذرك ونعتبرك انك تركت قتالنا ولزومك بيتك وهو يبرر اننا لا نقتلك لكن يروي ابن قتيبة انهم قالوا اخرج لنا ما عندك، فقال والله ما عندي مال فضربوه وسحبوه من على فراشه وهو يستغيث وينادي والله ما عندي من المال ولا درهم، اما عياله واولاده نتفوا شعره ولحيته وحاجبيه وكان يستغيث ويضطرب ثم ركلوه بأرجلهم ونهبوا كل ما كان في بيته حتى انهم اخذوا الثوم وبعض الحمام يبدو ان بعض البيوت تقتني الطيور، ابا سعيد الخدري(رض) ممتحن بألوان المحن وواحدة منها طول مرضه، مرت اشهر وهو مسجى ‌على الفراش وهذه من الحالات التي يداعب الله بها المؤمن او هناك حديث للامام زيد العابدين كان يردد الامام(ع)«اني لاكره للرجل ان يعافى في الدنيا ولا يصيبه شئ من المصائب» في حياة الرسول(ص) ترد هذه الملاحظة ان رجلاً ‌دعا رسول الله واستجاب النبي دعوته فلما بسط المائدة واراد ان يأكل، دجاجة كانت ضربت عشاً على ‌الشجرة باضت وسقطت البيضة من الشجرة الى الارض ما انكسرت فهذا الرجل يقول للنبي مبتهجاً ان انا سعيد وحياتي كلها سليمة انظر يا رسول كيف ان البيضة سقطت من الشجرة الى‌ الارض وما انكسرت امتنع النبي عن تناول طعامه وقال «انا لا احب الرجل الذي لا تنزل به نازلة».
على اي حال ابتلي سعيد بطول مرضه واحتضاره وسكرات الموت وحملوه الى مصلاه فبقي بالمصلى ثلاثة ايام وتوفي(رض) في المدينة عام 65 هـ ليكون منارة من منارات الصادقين في ولاء اهل اليت تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة