البث المباشر

صاحب عيسى ابن زيد الشهيد

الإثنين 11 فبراير 2019 - 09:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 195

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
رحم الله حاضر وهو صاحب عيسى بن زيد الشهيد او وزيره او مستشاره، هذا الرجل من عناصر الصادقين بجهادهم وصلابتهم ووفاءهم في نصرة اهل البيت وكان حاضر من الدعاة لحركة عيسى بن زيد(ع) اضافة الى ‌ابن علاق الصيرفي وصباح الزعفراني هؤلاء‌ الثلاثة مع عيسى كانوا مطاردين وكان المهدي العباسي قد اعلن هدر دماءهم كما اعلن الجوائز لكل من يخبر عن امكنة اختفاءهم، خصوصاً عيسى بن زيد قائدهم، بالتالي ظفر المهدي العباسي بأحد هؤلاء الثلاثة وهو حاضر، لم يذكر المؤرخون اكثر من هذا لا اسم ابيه ولا لقبه، فلما ظفر به المهدي العباسي زجه في الحبس وهنا يروي لنا ابو العتاهية الشاعر المعروف يروي هذه الحادثة ويقول، انقطعت عن نظم الشعر وصار هذا مثار استياء البلاط العباسي وبعد اصرار البلاط على‌ ان اعاود الشعر واصراري على موقفي انتهى هذا الامر الى زجي في الحبس على ذمة المحاكمة لانه ابو العتاهبة كان ينظم الشعر ويمدحهم بالمناسبات يقول حبست، يقول ابو العتاهية كانت هذه اول مرة ادخل فيها السجن بعد تلك الفصول السعيدة من حياتي فلما ادخلت الزنزانة وقد ذهلت واكاد اجن، نظرت يميناً وشمالاً رجلاً استأنس به واتحدث اليه فجأة بكهل حسن الصورة بين عينيه سيماء الخير يقول جلست الى جنبه، ‌لكن بسبب دهشتي لم اسلم عليه ولم اسأله عن امره وعادة اذا ما سجن الفرد يثب على‌ السجين السابق يسأله عن جريرته التي سجن بسببها، ادخلنا سجون الطواغيت، لما ندخل الحبس نسأل السجناء واحد واحد يرحبون بنا ونسألهم انت لأي سبب واي قضية، ابو العتاهية يقول جلست جنب هذا الكهل ولم اكلمه او يكلمني وانا مطرق برأسي الى ‌الارض افكر في امري وشبه متهستر، يقول رأيته يقرأ هذه الابيات:

تعودت مس الضر حتى الفته

واسلمني حسن العزاء الى‌ الصبر

وصيرني يأسي من الناس واثقاً

بحسن صنيع الله من حيث لا ادري

اذا انا لم اقنع الدهر بالذي تكرهه

منه طالعت بي على الدهر

ووسع صدري للاذى كثرة الاذي

وقد كنت احياناً يضيق به صدري

ابوالعتاهية وهو شاعر وذوقه شاعري يقول احسست وكأن مضمون هذه الابيات تحول الى ماء بارد على قلبي وهدأت نفسي وتعافيت معنوياً فقلت له يا هذا اعد هذه الابيات يرحمك الله، يقول فأنفجر الرجل هذا قال لي ويحك يا اسماعيل، تبين يعرفني، ولم يكنني، يا اسماعيل ما اسوأ ادبك واقل عقلك ومروءتك دخلت علي ولم تسلم وهي تحية المسلم للمسلم ولا توجعت لي توجع المسلي المبتلى ولا سألتني مسائلة الوارد على المقيم حتى سمعت مني هذه الابيات تسألني عنها؟ ابو العتاهية يقول تعجبت كيف ان هذا عرفني ثم اعتذرت اليه وبينت له الاسباب وذكرت له محنتي فقال لي واي شئ يحزنك انما تركت مدحك لهم وكان شعرك جاهك عندهم وسبيلك اليهم فحبسوك حتى تقوله وانت لابد من ان تقوله فيفرج عنك ولكن انا سيدعى بي هذه الساعة فأطالب بأحضار سيدي ومولاي عيسي بن زيد بن رسول الله وانا بين امرين اما ان ادل عليه فقد لقيت الله بدمه وكان رسول الله خصمي يوم القيامة وان رفضت ذلك فسأقتل لذا فأنا اولى ‌بالحزن منك ولكن ترى صبري واحتسابي فيقول ابو العتاهية يكفيك الله ثم قلت له اعد هذه الابيات فأخذ يقرأها مرة ثانية وثالثة:

تعودت مس الضر حتى الفته

واسلمني حسن العزاء الى الصبر

الى ان قال: 

وصيرني يأسي الى الناس واثقاً

بحسن صنيع الله من حيث لا ادري

ثم يقول ابو العتاهية فجأة واذا انا بالجلادين على رؤوسنا فساقونا الى المهدي العباسي، فلما اوقفنا بين يديه وكان قد شهر السيف بيده فبدأ بي، قال لي يا هذا اتقول الشعر ام اضرب عنقك قلت بلى اقوله، فأمر بأطلاق سراحي، ثم التفت الى هذا الرجل وقال له انت حاضر؟ يقول ابو العتاهية انا لم اعرف اسم هذا الرجل الا لما ناداه المهدي قال له انت حاضر صاحب عيسي بن زيد؟ فقال: بلى قال: اين عيسى؟ قال:‌ وما يدريني اين هو، طلبته واخفته فهرب، هرب منك في البلاد واخذتني وحبستني فمن اين اقف على موضع هارب منك وانا محبوس فقال له المهدي، اعلم انك تعلم اين هو متواري فأخبرني اين يتوارى وما هو آخر عهدك به ومتى لقيته آخر مرة؟ يقول ابو العتاهيه واذا بهذا الرجل التفت الي وقال لا اعرف عنه شيئاً وما لقيته منذ توارى ولا اعرف له خبراً فتشنج المهدي العباسي وقال اعلم لتخبرني بمكانه او اضرب عنقك هذه الساعة فقال له حاضر اسمع ما بدا لك أتظن اني ادلك على ابن رسول الله، هذا الوفاء، هذا الصدق وهذا الولاء، لما نقول هذا الرجل من الصادقين، مصداق حي وناطق وصارخ للصادقين في ولاءهم وفي محبتهم، هذا كان بأمكانه ان بكلمة واحدة ينجو وربما يكافأ بأموال وربما حتى بمناصب، وهذا مألوف الطواغيت يستعملون بعض العناصر التي هي ضمن المجموعات المجاهدة لكن بالاغراءات حتى اجهزة المخابرات تعطي الاغراءات تعلن كذا مليون دولار دون ان نعلن اسمك ويتم هذا بتعتيم وخفية وفقط زودنا بالمعلومات، عن عناصر الجهاد، الشخصيات المجاهدة، فترى الرجل يبقى في تلك المجموعة والمجموعة مطمئنة اليه ولكنه يلعب دوراً مزدوجاً وينعم بذلك الثراء على حساب دماءهم وبالتالي يكون نصيب هؤلاء السجون والقتل، لكن هذه خيانة وهذا ضلال فلما قال له المهدي وهو متشنج لتخبرني بمكانه او اضرب عنقك، هذه الساعة، فقال حاضر: اصنع ما بدا لك اتظن اني ادلك على بن رسول الله لتقتله فألقى ‌الله ورسوله بدمه لا والله، لو كان عيسى بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه ولو قطع بدني قطعة قطعة يقول ابو العتاهية: فأهتز بدني، فصاح المهدي: اضربوا عنقه فأحتزوا رأسه في المجلس وصعقت لذلك وكان كما اخبرني في الحبس وهكذا انتهت حياة حاضر المترعة بالجهاد والصبر والوفاء لاهل البيت وليبقى عنصراً ثاقباً وقاداً في سجل الصادقين تغمده الله برحمته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة