البث المباشر

العالم الجعدة ابن هبيرة

الإثنين 11 فبراير 2019 - 09:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 189

الحمد لله رب العالمين والصلاة ‌والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من مشاعل الصادقين وفرسانهم ومن رجالات الامامية وفقهاء هم ومن ولاة الامام امير المؤمنين(ع) هو العالم المتضلع الجعدة بن هبيرة، امه ام هاني اخت الامام امير المؤمنين بنت ابي طالب(ع)، اذن خاله الامام امير المؤمنين وجده لامه ابوطالب عم رسول الله وهو موقعه ذراع يعتمده امير المؤمنين وكان موضع ثقة الامام وسيأتي الحديث عنه خلال هذا البرنامج المختصر جعدة‌ بن هبيرة هو الذي امره الامام امير المؤمنين(ع) بعد ان ضربه اللعين عبد الرحمن بن ملجم امره ان يصلي بالناس ويكون امام المصلين وهذا نص عملي على وثاقته وايضاً نعرف موقعه عند الامام امير المؤمنين ان الامام اوصى ولده الحسن بان يعمل قبور متعددة، سبحان الله مظلوميت الامام امير المؤمنين متعددة الجوانب ومتنوعة في حالاتها لمظلوميت مولاتنا فاطمة(ع) بالنسبة الى قبرها، كذلك قبر الزهراء(ع) لم يحدد او متعدد. الامام امير المؤمنين بنى اربعين قبراً لألا يشخص قبر الزهراء فاطمة ‌كذلك بالنسبة للامام امير المؤمنين ايضاً كانت نفس الحالة ‌لان الامام يعلم ان اعداء الاسلام، اعداء اهل البيت كانوا يلاحقون قبره لتخريبه كما فعلوا ذلك فعلاً وكما فعلوا بقبر الحسين(ع)، اوصى امير المؤمنين ولده الحسن ان يحفر قبور اربعة واحد في المسجد "مسجد الكوفة" واحد في الرحبة "خارج المسجد منطقة" وقبر في الغري "وهو قبره الآن" وقبر رابع في بيت ابن اخته جعدة ‌بن هبيرة ‌الذي اتحدث عنه، طبعاً هذا البيت اشتراه الامام امير المؤمنين لما وصل الى الكوفة بعد ان اقام دولته، اشتراه امير المؤمنين وكان قبل الامام امير المؤمنين الولاة يتخذون من بيت الامارة‌ او قصر الامارة مقراً للسكن وادارة الحكم لكن الامام امير المؤمنين(ع) لم يكن بهذا الخط:

وانما الناس عند قضاتها وولاتها

شرع سواء ارضها والسيد

ومحمد عرش الممالك دونه قدراً

على خشن الحصيرة يرقد

وعلي ذولاثوبين يهدي قنبراً

اغلاهما وله الرخيص الاجرد

الامام امير المؤمنين لم يكن يوماً يفكر بأن يسكن في قصر من قبيل هذه القصور وانما مسكنه قلوب المحبين له وقلوب المحبين لله سبحانه وتعالى فكما ان النبي سكنه كان سكن اضعف الناس كذلك الامام امير المؤمنين استشعر حالة الرعبة وضعفاءها فسكن ما يسكنون ولبس ما يلبسون واكل ما يأكلون، الامام اشترى هذه القطعة من ابن اخته جعدة ‌ابن هبيرة وضرب حولها جدران من طين وسقفاً من البواري ولكن شاء الله لهذه القطعة ‌البسيطة من الارض وهذا السكن البسيط ان يكون من بهجة ومن الشأن ان يناطح السماء ببهاءه وعظمته الآذان بجنبها وكلاهما: 

يتضاربان الى السماء صعودا

بلغا عريش المجد في مسراهما

فتناولا من كرمه عنقودا

البيت لا ببناءه ولكن بأهله

وما حب الديار شرفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا

اللهم ارزقنا محبة علي وآل علي والبرائة ‌من اعداءهم، اذن فجعدة ابن هبيرة كان فارساً وشجاعاً وفقيهاً والامام امير المؤمنين بعدما اقام دولته اختار من بين اصحابه نخبة ليعينهم ولاة كعبد الله بن عباس وعثمان بن حنيف، كأبي ايوب الانصاري، سلمان الفارسي وغير ذلك، في خراسان ولى عليهم الجعدة بن هبيرة والجعدة كان مع النبي يوم الفتح، ‌احد اعوان النبي يوم فتح مكة ‌وكان من احب الناس الى امير المؤمنين والامام لا يحبه لانه ابن اخته لا وانما يحبه لصلة اكبر من ذلك وهو الصلة في الخط والتوجه والمبادئ وعن شجاعة ‌الجعدة ‌فيوم من الايام قال له عتبة بن ابي سفيان يا جعدة انما لك هذه الشجاعة ‌في الحرب من خالك فقال له جعدة ‌لو كان خالك مثل خالي لنسيت اباك وطبعاً هذا معروف ان النبي(ص) يقول الخال احد الضجيعين، العرب في امثالها تقول ثلثين الولد على‌ الخال وكان يردد الجعدة ابن هبيرة هذين البيتين:

ابي من بني مخزوم ان كنت سائلاً

ومن هاشم امي لخير قبيل

فمن ذا الذي ينئى علي بخاله كخالي

عليً في الوغى وعقيل

كان يتفاخر بخاله عقيل وخاله امير المؤمنين(ع)، قالت السير بأن الامام امير المؤمنين امر الجعدة ذات يوم ان يخطب لانه خطيب لسن هو من الخطباء المحدثين لكن لما صعد الجعدة‌ ليخطب وكان خاله امير المؤمنين ينظر اليه فتلجلج وهذا وارد نحن حتى في عالم الخطابة احياناً ‌لما نرى اساتذتنا ونحن على المنبر، لما كان يحضر استاذي السيد جواد شبر وانا اقرأ اتهيبه واتكلم بحذرا ولما يحضر استاذي الشيخ الوائلي اتكلم بحذر فكيف اذا كان امير المؤمنين امام البيان ورجل البلاغة، قالت السير ان الجعدة‌ تلكأ لما شاهد خاله امير المؤمنين، قطع الكلام ولم يستطع ان يواصل فصعد الامام امير المؤمنين وخطب تلك الخطبة البليغة من جملتها قال(ع): «الا ان اللسان بضعة من الانسان فلا يسعده القول اذا امتنع ولا يمهله النطق اذا اتسع»، وانا لأمراء الكلام وفينا تنشبت عروقه وعلينا تهدلت غصونه ثم يقول(ع) ولا ادري لو كان هذا في زماننا هذا ما كان يقول بأبي هو وامي قال واعلموا رحمكم الله انكم في زمان القائل بالحق فيه قليل والكلام عن الصدق كليل واللازم للحق ذليل اهله معتكفون على العصيان مصطلحون على الادهان "مداهنة المستكبرين والطغاة من اجل تحقيق مصالحه ومكاسبه" شائبهم آثم وعالمهم منافق وقاريهم مماذق لا يعظم صغيرهم كبيرهم ولا يعول غنيهم فقيرهم وهذه طبعاً من مظاهر العزاء وعلى الحياة‌ العفا اذا كانت تتسم الحياة‌ بهذه الصفات التي وصفها امير المؤمنين(ع). 
وعلي اي حال الجعدة ‌بن الهبيرة انه هو من الرجال الذين اعتمدهم رسول الله يوم الفتح واعتمدهم امير المؤمنين فعينه والي وبقي الجعدة بن هبيرة الى ‌آخر حياته لسان ينضح بالحق ويتكلم في فضائل اهل البيت وفضائل امير المؤمنين ولاقى من ذلك خطوباً جسام ومضايقات طويلة الى ان توفي ليترك له اثراً مخلداً‌ وثروة رائعة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيد من علو درجاته والسلام عليكم ورحمة‌الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة