البث المباشر

المجاهد الصحابي للرسول(ص) بلال الحبشي

الإثنين 11 فبراير 2019 - 09:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 187

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وفي سياق الحديث عن الصادقين في حبهم وتفانيهم لله ولرسول ولآل بيت الرسول يرد اسم الصحابي الجليل والمجاهد الصابر بلال الحبشي مؤذن رسول الله(ص) واول ما ابدأ حديثي هذا المقتضب عن بلال ابدأه بقول النبي(ص): «رحم الله بلالاً فأنه يحبنا اهل البيت» فهنيناً له على هذه المنزلة التي حباها الله تعالى به، بلال الحبشي هو اول مؤذن رسمي يعني في العلن، كانوا مؤذنين في المدينة‌ رفعوا الاذان اما كمؤذن بشكل علني وبشكل نظامي هو بلال(رض) وذلك يوم الفتح يوم فتح مكة بعد ما دخل النبي(ص)ظافراً منتصراً وعزم على‌ تطهير البيت الحرام من الاصنام والنصب التي كانت منصوبة حول الكعبة اصنام بعدد ايام السنة ولكل صنم صفة، هذا اله الحب وهذا اله الحرب وهذا اله البغض وهذا اله الزرع وهذا اله المطر والي ما هنالك ويعلو هذه الاصناف هبل والذي كان منحوتاً من العقيق والقصة طويلة لا اريد ان ينقضي بها فبعد ما طهر الامام امير المؤمنين البيت الحرام من الاصنام وصار يقيم رسول الله(ص) في البيت الحرام الصلاة جماعة فالمسلمون بقوا في ترديد انه كيف نشعر الناس بحلول وقت الصلاة‌ واحد قال ان يفعل المسلمون كما يفعل النصارى يعني من قبيل ضرب النواقيس وآخر اقترح ان نرسل رسول ينادي في المناطق الحساسة وبالتالي استقر الذهن على ان يكون هناك مؤذن بشكل عام وهبط جبرئيل على رسول الله(ص) بفصول الاذان بما فيها حي على خير العمل وازالها بعد ذلك الخليفة الثاني هذه الوحدة من الاذان في زمن الخليفة الاول كانت موجودة، الرسول(ص)اختار بلالاً وهذا اراد منه النبي ان يضرب على عدة معاني، معنى سياسي ومعنى اجتماعي ومعنى ديني اولاً لماذا اختار رجلاً اسوداً وغير فصيح بلهجته طبعاً هذا يذكرنا بالامس القريب يوم كان رسول الله(ص) بمكة‌ صب المشركون جام غضبهم على بلال من جملة من تفننوا في تعذيبهم كانوا يقرضون بدنه بمقاريض من نار ويقولون له ابرئ من دين محمد ومن رب محمد، فكان هو تحت التعذيب ويؤكد ويزداد صلابة ويصيح احمد صمد، فأراد النبي(ص) ان يعطي هذه الصورة او يترجم هذا الرأي بأن الله سبحانه وتعالى هو النصير للمستضعفين وان المستضعفين هم المنتصرون في النهاية وان الغالب هو الذي مع الله تعالى فصعد بلال واذن وطبعاً لما اذن كانت ردود فعل ساخنة والمشركين ما استطاعوا ان ينسجموا مع هذه الحالة، ‌رجل عبد اسود كانوا بالامس يعذبوه ذلك التعذيب وظنوا انه مات في ذلك الوقت ورموه في مزبلة ‌وكان النبي يمرضه ويدعوله حتى برء من مرضه واذا هذا بلال على ‌سطح الكعبة بعد ان طهرت من اصنامهم يرفع نداء الله اكبر لا اله الا الله صعقوا هؤلاء مثلاً واحد كان ينادي الدخول في بطن الارض خير لي من سماع هذا وواحد،‌ سهيل بن عمر كان يستحسن هذه الحالة ان اباه مات ولم يشاهد هذا الحمار يصرخ على سطح الكعبة بتعبيره، الحارث بن هشام هذا من عمالقة المشركين، كان يصرخ اما وجد محمد غير هذا الغراب الاسود ينعق على ‌سطح الكعبة، اما ابو سفيان كان شبه المدهوش كان يصيح انا لا اتكلم شيئاً، ‌انا لا اتكلم شيئاً فلما سأل قال لان الجدران تنقل كلامي الى محمد وطبعاً هو مغرض بهذا ويريد ان يؤكد على مسألة ان النبي ساحر والجدران من قبيل هذا الكلام.
اما في داخل المجتمع الاسلامي هناك من لا نقول اشكل ولكن يسأل النبي او يستفسر لماذا لم يختار مؤذناً افضل وافصح لغة واروع بياناً لان بلال كان لاينطق السين بأطلاقة كاملة‌ فكانت شبة الشين المختلطة بالسين الا ان النبي(ص) كان يقول لهم بأن سين بلال سين عند الله وشين بلال شين عند الله وان الله سبحانه وتعالى لن يلتفت الى هذا المعنى وذاك وانما يلتفت الى روح العمل.
تقول الروايات بأن بلال الحبشي هو من السابقين الى ‌الاسلام وشهد مع النبي بدراً‌ ويوم بدر كان له موقفاً لانه عثر على من كان يعذبه بمكة وهو امية‌ بن خلف واراد ان ينتقم منه الا ان النبي(ص) دعاه الى ان يصفح عنه ومن هنا انطلقت هذه النظرية وهو تحريم الاسلام للمثلة اراد يفعل به كما فعل به في مكة نهاه النبي(ص)، اشارت الروايات ان رجلاً جاء للامام علي(ع) فقال له يا ابا الحسن مررت على بلال وهو يخاصم جماعة ‌ويلحن في كلامه يلحن يعني لا يطلق الكلمات بالحركات الصحيحة يعني باللغة العربية غير سليم، فقال له الامام امير المؤمنين ما ينفع الرجل اعرابه وتقويمه اذا كانت اعماله ملحونه اقبح لحن وما يضر بلال لحنه اذا كانت افعاله ملحنة وروت السير ان بلالاً حينما اتى من الحبشة الى مكة وسمع اخبار رسول الله(ص) ووقف امام النبي واخذ يمدح النبي وانبهر بجماله وبصورة النبي اخذ يمدح النبي في لغته ويبدو ان لغته لم تكن اللغة‌ العربية فقال النبي(ص)لحسان بن ثابت او علمت ما قال فقال بلى يا رسول الله يعني انا فهمت المحتوى يبدو ان النبي لم تغب عنه حقيقة ‌الموقف الا ان هناك الحضار اراد النبي(ص) ان يكون هناك من يترجم كلام بلال لهؤلاء فقال له النبي يا حسان او علمت ما قال: بلال قال: بلى يا رسول الله قال: فترجم لنا ذلك ليسمع الناس فأنشأ حسان يترجم كلامه:

اذا المكارم في آفاقنا ذكرت

فأنما بك فينا يضرب المثل

ولبلال موقف مشهود وهو انه كان يؤذن في المدينة الى حين وفاة رسول الله(ص)، بعد وفاة ‌الرسول وما حدث ما حدث هناك هذا الرجل قطع الاذان وهجر المدينة ثم رجع بعد فترة فقيل له ان الزهراء(ع) مشتاقة لأذانك وجه الاشتياق هذا ان بلال لما كان يؤدن النبي يطرق الباب على ابنته فاطمة وهو الى طريقه الى المسجد فهي تتذكر اباها خاصة هي مهضومة ‌بعد وفاة الرسول وظلمت فأستجاب بلال واذن فلما نادى اشهد ان محمداً رسول الله انت الزهراء‌ وصاحت:

ابه يا ابه اسمك على المنابر

وجسمك في المقابر

ثم هجر المدينة بلال فقيل له لماذا تهجر هذا البلد الطيب قال انا لا استطيع ان انظر الى مواقع كانت تسكنها مولاتي وسيدتي فاطمة الزهراء، هذه لمحة عابرة عن هذا الصحابي والمجاهد الجليل وطبعاً اقام في السنين الاخيرة من حياته بدمشق وتوفي بمرض الطاعون عام 20 من الهجرة ودفن في دمشق وقبره مشهود ويزار في مقبرة تسمى باب الصغير ويكفيه فخراً انه كلما ورد الحديث عن الزهراء يرد موضوع بلال وقطعه الاذان، زاده الله في علو درجاته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة