البث المباشر

الصحابي جنادة بن كعب الانصاري

الأحد 10 فبراير 2019 - 11:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 166

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في طليعة الصادقين مضموناً ومصداقية كاملة هو الشهيد الصحابي الجليل جنادة بن كعب الانصاري.
هو بطل من ابطال الاسلام وله ادوار جهادية شريفة، ابوه كعب بن الحرث الانصاري الخزرجي، ابوه من الذين صحبوا رسول الله(ص) وجاهد مع الرسول.
جنادة بن كعب صحب الحسين(ع) من مكة وكانت معه زوجته وولده وهو احد الشهداء الذين استشهد مع الحسين(ع) في الحملة الاولى واستشهد بعده ولده وكذلك زوجته ايضاً لعبت دور المقاتل في سبيل الله، الآية تقول: "والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين".
تقول السير، ان الحسين(ع) لما اصبح يوم العاشر من المحرم وصلى صلاة الصبح بأصحابه خطبهم خطبة مختصرة ولكن مهمة وكان من جملة ماذكره الحسين(ع) قال: ان الله قد اذن في قتلكم فعليكم بالصبر طبعاً الحسين(ع) كان يعدهم للكريهة ويهيئهم معنوياً، فخشي ابن سعد ان يهيمن الحسين على الجيش ببياناته المددجة بالحجج البليغة وكان يخلق الفوضى حتى لا يسمع الجيش الاموي كلمات الحسين، نفس السلوك الذي كان الجاهليون يتصرفون به حتى لا يستمع عامة الناس بيانات رسول الله(ص)، سبحان الله (القوم ابناء القوم) فطلب من جيشه استباق الموقف ليشغل جيشه عن سماع كلمات ابي الاحرار واذا بأن سعد يتقدم ويرشق النبال صوب الحسين وينادي بكلمته المشهورة "اشهدوا لي عند الامير اني اول رامي رمى الحسين(ع)".
قالت المقاتل فلم يبقى احد من اصحاب الحسين الاّ واصابه سهم ونتجت الحملة الاولى عن استشهاد خمسين صريعاً بعد اقتتال ساعة كان منهم شهيدنا المخلد جنادة بن كعب وولده عمرو بن جنادة، اما ولده هذا الغلام الذي هو اصغر مقاتل في اصحاب الحسين، ابى الحسين ان يأذن وكان يصر على الحسين(ع) وكان الحسين(ع) يقول: ان هذا غلام قتل ابوه في المعركة ولعل امه تكره ذلك فلما سمع الغلام صاح: يا مولاي، سيدي والله ان امي هي التي امرتني، فهنا اذن له الحسين بالخروج الى المعركة بعد ان اخذ يقسم على الحسين بأمه فاطمة، فخرج مقاتلاً على صغر سنه، ثائراً وكان يرتجز بروح ادبية عالية ويصيح في وسط المعركة:

اضق الخناق من ابن هند وارمه

في عقره بفوارس الانصار

ومهاجرين فحضبين رماحهم

تحت العجاجة من دم الكفار

يشير الى ادوار ابيه الجهادية وجده وغيره ممن كان لهم دوراً مع النبي(ص) لان في اصحاب الحسين العديدون ممن جاهدوا مع النبي وعلي والحسن بن علي كحبيب بن مظاهر ..... يقول:

خضبت على عهد النبي محمد

واليوم تخضب من دم الفجار

واليوم تخضب من دعاء معاشر

رفضوا الكتاب لنصرة الاشرار

ثم يقول:

والله لا ازال مقاتلاً

للفاسقين بمرهف بتاّر

هذا عليّ اليوم حق واجب

في كل يوم تعانق وحوار

قاتل حتى سقط شهيداً فقط القوم رأسه ورموا بالرأس صوب الحسين(ع) وهذا سلوكهم وهذا دأب بني امية، تمثيل بالابدان قطع الرأس.
فلما ضربوا بالرأس صوب فحيم الحسين(ع)، الحسين(ع) تأثر كثيراً، هنا جاء دور امه ونحن نعرف ان الاسلام اسقط الجهاد عن المرأة كما اسقطه عن عناصر اخرى مثل الشيوخ، الاطفال، المرضى والمعاقين لكن كثير منهم رغم اعفاءهم اشتركوا بخصوص العنصر النسوي مثلاً قاتلت نسيبة بنت كعب الانصاري يوم احد واصيبت بثلاثة عشر جرحاً والنبي يصفها يقول: ما التفت يميناً ولا شمالاً الاّ واراها تقاتل دوني ويقول: ان لنسيبة مقاماً خيراً من مقام فلان وفلان مثلاً المتخاذلين، كذلك للعنصر النسوي دور مع الامام علي(ع) ونصرته وكم قد ذكر التاريخ وقد لاحقهن معاوية وانزل بهن صنوف الانتقام، هكذا الموقف يوم عاشوراء فقد اخذت زوجة الصحابي جنادة عموداً تقاتل به فردها الحسين(ع) الى الخيمة.
ان كتب التاريخ والتراجم تزخر بيطولات اصحاب الحسين وتذكرهم بكل جميل في نصرتهم للاسلام ودفاعهم عن بيت النبوة. بخصوص هذا البطل جنادة بن كعب يقول المرحوم الممقاني قدس الله في كتابه "تنقيح المقال" يقول: جنادة بن كعب الانصاري الخزرجي كان من المخلصين في ولاءه للحسين وجده وصحب الحسين من مكة وجاء معه الى كربلاء حتى نال شرف الشهادة.
وقال الشيخ القرشي حفظه الله في كتابه "حياة الامام الحسين(ع)" حول جنادة وابنه عمرو قال: وبرز هذا الفتى النبيل (ابن جنادة) وهو اصغر جندي في معسكر الحسين ولكنه كان يفوق في عقله ودينه كل من كان في معسكر عمر بن سعد.
ترك اثراً عميقاً وحزناً كبيراً عند الحسين(ع)، الحسين كان يقف عند كل صريع لما يسقط الى الارض يأبنه بكلمة فلما وقف عند هذا الشهيد امر بأن يوضع جثمان ولده الى جواره ليكون وثيقة وشاهد حي بين يدي الله سبحانه وتعالى وكان الحسين(ع) ينظر الى جنادة مرة والى ولده مرة اخرى ودموعه تنهمر.
اخذ الله بأيدينا للاقتداء بهذا الشهيد وولده "وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين" واي متقي جوهرياً اعظم من الشهادة والشهيد في سبيل الله.
تغمده الله هو وولده بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة