البث المباشر

احمد ابن حسين الهمداني (بديع الزمان)

الأحد 10 فبراير 2019 - 11:28 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 164

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من شهداء الصادقين وشهداء الولاء في تفانيهم لطريق اهل البيت الشهيد السعيد والعالم التحرير والاديب الكبير احمد بن الحسين الهمداني المشهور والمعروف ببديع الزمان.
هو نسخة نادرة في جهاده وسلوكه، قال عنه مترجموه انه كاتب شهير ومتقدم في العلم والادب وخطيب لسن وشاعر مخضرم، كتب السير تجمع وتتحد على انه من افاضل العلماء الامامية وكان قوي الحجة لسناً في المخاصمة ومناظراته قوية، كان يردد بديع الزمان هذه الكلمة يقول: "اذا سار غيري نحو التشيع برجلين فأنا اسير برجلين واطير بجناحين وان لي في ال الرسول قصائد ركبت الافواه ووردت المياه وسارت في البلاد وللاخرة قلتها لا للحاضرة وللدين ادخرتها للدنيا"، سبحان الله اي عمل نواته او نطفته ان تكون لله باقي ومخلد واما الزبد فيبقى جفاءاً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.
يقول: للاخرة قلتها لا للحاضرة وللدين ادخرتها للدنيا، وله الكثير من القصائد ذكر بعضها العالمة الاميني(رض) في كتابه "شهداء الفضيلة" نماذج اشير الى بعض المقاطع منها يقول:

يا لمة ضرب الزمان على معرسها خيامه

لله درك من خزا ما روضة عادت ثغامه

لرزية قامت بها للدين اشراط القيامة

لمضرج بدم النبوة ضارب بيد لامامة

الى ان يقول:

يا عين جودي للبقيع وضرجي بدم رغامه

جودي بمكنون الدموع وارسلي بدداً نظامه

جودي بمشهد كربلاء فوفّري منه ذمامه

ذكر صاحب "نسمة السحر" في ترجمة بديع الزمان يصفه بأنه كان يردد هذين البيتين لان كان البعض يشككون به وتشويه سمعته، كان يردد علناً:

يقولون لي ما تحب الوصي

فقلت الثرى بفم الكاذب

احب الوصي وآل النبي

واختص آل ابي طالب

للشهيد السعيد بديع الزمان رسائل متنوعة في مختلف العلوم الاسلامية ولم يقتصر علمه وعطاءه على الشعر والادب فقط، تقول رسائل ترجمته بأن له كتب في مختلف العلوم الاسلامية.
ولد هذا العالم الكبير والشهيد العظيم في همدان عام 353 هجرية وسافر من همدان الى نيشابور واتصل هناك بالمرحوم الصاحب بن عباد وكان الصاحب بن عباد يحبه وبقربه في مجلسه واشتهر في نيشابور بالذكاء الخارق، يذكر صاحب يتيمة الدهر انه كان اذا سمع القصيدة مرة واحدة يحفظها بكاملها ويؤديها من غير نقص حرف واحد او اخلال بالمعنى واذا نظر في صفحات الكتاب نظرة عابرة مرة واحده يحتفظ ما فيه، اما في عالم الكتابة كان اذا امسك القلم يستمر عدة ساعات ولا ينهض من مجلسه حتى ينتهي الى جزء او كراس.
كان في نيشابور يأخذ العلم واللغة عن احمد بن فارس ثم انتقل الى بلدة هرات واقام بها هناك عالماً ومرجعاً وداعياً الى خط اهل البيت وطريقهم، فصار له هناك شأن عظيم وبطبيعة الحال من يصبح بهذا الموقع يتكاثر اهداءه ومن دلائل اهمية الشخص كثرة خصومه، هذا شأن العظيم الذي صار له في مدينة هرات والتي كانت انذاك تعج بمختلف الفصائل والمذاهب، فصار له اعداء كثيرون وخصوصاً في طليعتهم النواصب، فأخذوا يتعرضون له بالتهديد والاذى اكثر من مرة وكان هو لا يعب بذلك حتى ان بعض اصدقاءه نبهه مراراً واحد تلاميذه المقربين اليه راه ذات ليلة ذاهباً الى دعوة طعام فألفت نظره الى ان عليه ان يتريث بالاستجابة لاي دعوة، ربما هناك من يكيد له عن هذا الطريق ويستدرجه، على اي حال اخيراً تعرض الى مؤامرة تصفية اكثر من مرة وبالتالي استغفلوه وارسلوا له حلوى مسمومة تناولها ولم يحس بالسم الا بعد ايام وبقي مريضاً فترة طويلة السم يستشري في اوصال بدنه حتى استشهد مسموماً عام 398 هجرية ويذكر الثعالبي انه لما استشهد بديع الزمان الهمداني وشاع الخبر فأوجد له شعوراً عند الناس وحرّك العواطف فصار له تشييع مهيب فلما توفي بديع الزمان قامت عليه نوادب الادب وانثلم حد القلم وفقدت عين الفضل قدرتها وبكاه الافاضل مع الفضائل ورثاه الاكارم مع المكارم.
الشهيد بديع الزمان الهمداني دفن بوصية منه في منزله بهرات وبقي قبره مزاراً وحتى ان البعض من تلاميذه كانوا يتباحثون العلوم ويتدارسون العلم بجوار قبره وهذه حالة مألوفة مثلاً افلاطون يذكرون ان تلاميذه كانوا اذا اعيتهم مشكلة علمية يذهبون الى جوار قبره وهكذا يتصورون بأن روحه تمدهم بالفضل والفيض كذلك بالنسبة الى بديع الزمان الهمداني صار بعض تلاميذه يتدارسون العلم عند قبره فأحدث اعداء الاسلام وخصوم اهل البيت ضجة بأن هذا العمل نوع من المغالاة وعلى حين غرة حزب ذلك المبنى المتواضع يعني بيته ومسكنه حزب ولم يكتفوا بتخريب البيت وانما حزب القبر وساووه مع الارض ويذكر احد مترجميه يقول بأني سألت بعض الزوار الذين كانوا يمرون بمدينة هرات قالوا بأنه لا يوجد اي اثر لقبر هذا الشهيد السعيد.
أسأل الله ان يحفظه في سجل الخالدين وان يتغمده برحمته وانا لله وانا اليه راجعون لهذه المظالم وغيرها التي طالت محبي اهل البيت. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة