البث المباشر

جابر ابن حيان(رض) وعلم الامام الصادق(ع)

الأحد 10 فبراير 2019 - 11:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 145

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
احد اعلام الصادقين ومن ابرز تلاميذ مدرسة اهل البيت هو جابر بن حيان، احد منائر العلم والعمل، جابر بن حيان الكوفي(رض).
هو من مواليد خراسان عام 120 هجرية هو كوفي ولكن ابويه سافرا في رحلة من الكوفة الى خراسان وولد جابر بن حيان هناك، هو اول من ارسى قواعد العلم التجريبي او ما نسميه بالتحقيق وارسى قواعد هذا العلم اخذاً ذلك من الامام الصادق(ع)، الامام الصادق(ع) له كلمة مشهورة وهي قاعدة علمية مهمة، قال(ع): "في التجارب علم مستأنف" عندما يقوم الانسان ببحوث تحقيقية وتحاليل ويضفي عليها شئ من ابتكاراته يصل الى اكتشافات جديدة.
اشتهر جابر بن حيان بأنه واضع علم الكيمياء ومؤسسه ولما اتجه الاوربيون الى العرب لينتهوا من علوم المسلمين لم يجدوا اماماً للكيمياء سوى جابر بن حيان، وعرف بتصلبه في موالاة اهل البيت وهذا الشعور حمله ارثاً من ابويه لانه ولد في اسرة تحب اهل البيت وان والده حيان استشهد بسبب ولاءه للامام امير المؤمنين وعاش جابر يتيماً يسأل ويشعر بفراغ لسبب قتل ابيه وكان يعرف ان اباه استشهد في هذا الاتجاه وهذا نمى عنده شعور الارتباط بمدرسة اهل البيت وبتراث ومودة اهل البيت فهو نشأ عند الازديين وذكر المؤرخون انه نجى بحياته من الموت مراراً، على ما يبدو انه هو ايضاً كان مستهدف وهذا الامر كان رائجاً انذاك لان اي شخصية ترتبط بأهل البيت او تساهم في نشر علوم اهل البيت وتعمل على توسيع ثقافة اهل البيت وحملها الى كل زوايا العالم، فلو كان يعمل مراسلاً ضمن اطار بني امية او اطار اعداء اهل البيت بالعكس كانت تقدم له الخدمات ويزود بكثير من التشويق والتمويل وغير ذلك لكن حيث انه كان ذا قابليات ذهنية عالية وله مواهب، ذنبه الوحيد انه كان مرتبط بمدرسة اهل البيت.
أمضى جابر بن حيان اكثر حياته في الكوفة ثم اتصل بالامام الصادق وكان طبيباً يعالج المرضى ويستعمل العقاقير الطبيبة ويسميها "بالاكسير" وكان يشفي الكثير من المرضى في علاجه، الف الكثير من الكتب في الطب وفي الكيمياء وفي الفلك وفي الرياضة وله كتاب "الجامع" في الاصطرلاب ويحوي على الف باب ونيف من التجارب العجيبة وكلها تعلمها من الامام الصادق لذلك يقول في حقه بعض تلاميذه لما سؤل من اين جئت بهذه الحكم؟
اجاب بهذين البيتين:

حكمة اورثناها جابر

عن امام صادق القول وفي

لوصي طاب في تربته

فهو كالمسك تراب النجف

اما مؤلفات جابر بن حيان فبلغت ثلاثمئة وستين مؤلفاً، هكذا ورد في ترجمته واخرها كتاب ضخم مجموعة رسائل للامام الصادق(ع) وهي خمسمئة رسالة في الف صفحة ومن خواطري التي لا تغيب عن ذهني وانا العبد الحقير السيد حسن الكشميري، اتذكر حينما افتتحت جامعة النجف الدينية وافتتحت بمناسبة ولادة الامام الصادق(ع) اقيم احتفال مهيب وكان ضمن المواد التي القيت قصيدة رائعة لاستاذنا الخطيب المجاهد السيد جواد شبر والقصيدة كانت في الامام الصادق(ع) لكن حيث سياق الحديث يرتبط بهذا، اقرأ هذا المقطع حيث اشار الى تلاميذ الامام الصادق(ع) وبالاخص تلميذه وصاحبه جابر بن حيان ويقول: 

يا قلم التاريخ سجل لنا

يوماً من الايام معدودا

اذع فذا يوم له شأنه

كان على التاريخ مشهود

من طبّق الدنيا سوى جعفر

معارف تزداد تريدا

سل ابن حيّان وسل غيره

كانوا على الدنيا اسانيدا

هم فتحوا للكيمياء بابه

وكان منه الباب موصودا

وخلدوا الدهر بأقلامهم

لو لم يكن في الناس مجحودا

رأيت في احد المصادر انه كان لا يمر بجابر اسبوع الا ويكتشف نتيجة بحوثه علماً جديداً وكان يراجع الامام الصادق بذلك، مثلاً علمه الامام الصادق صناعة ورق لا يحترق بالنار، نحن اخيراً نشاهد ماده تسمى بالاسبست لا تحترق وهذه الامام الصادق علم جابر صناعة ورق لا يحترق لان الحاجة كانت تدعو الى هذا، الحرب بين اهل البيت وخصومهم اتخذت عدة صور منها صورة خطيرة جداً ومؤلمة وهو اتلاف التراث، احراق مكتبات اهل البيت، محبي اهل البيت وما من مكتبة واجهت صدمة كبيرة في اتلافها لمكتبة الشيخ المفيد والشيخ الطوسي في بغداد ولمكتبة حلب المشهورة ومكتبات الموصل وغير ذلك ومكتبات القاهرة ومن يريد التعمق يعود الى المصادر المختصة.
فكانت تواجه الكتب علمية احراق وتدمير، الامام الصادق علم جابر صناعة ورق لا يحتلرق بالنار كذلك علمه صناعة حبر يرى في ظلام الليل هذا ما نسميه اليوم بالفسفور البراق، ايضا الحاجة تتطلب ذلك لان بعض العناصر المواليه لاهل البيت وبعض الارقام المهمة لاهل البيت وعلماء شيعة اهل البيت معظم شبابهم قضوة بالسجون والزنزانات المظلمة وكانت هذه المادة، هذا الحبر الذي يرى في الظلام يوفر جواً يساعد على استغلال الفرصة في الزنزانة ويمكن لهذا السجين ان يمد الامة بعطاء علمي من داخل هذه الزنزانة ومن ذلك الجو المظلم. ولان جابر بن حيان اشتهر بهذه العظمة وهذا المقام تعرض الى اكثر من عشرين محاولة لاغتياله، مرة وضعوا له سماً ومر كان يعبر القنطرة على نهر القوه في النهر لكن امرأة كانت واقفة ساعدته وانقذته، مرة افتعلوا له ازمة مع جيرانه وارادوا قتله وبذلك انجاه الله، كل هذا يدخل في سياق واطار محاربة اهل البيت(ع) والقضاء على العناصر المهمة من رجالات اهل البيت والدعاة لفكر اهل البيت وبالتالي توفي جابر بن حيان(رض) عام 190 هجرية مخلفاً وراءه تراثاً ضخماً من تلك الكتب الراقية والغريب اننا لما نطوف في مكتبات الغرب، في مكتبات كندا واوربا نلاحظ مئات من كتب جابر بن حيان ترجمت الى اكثر من خمسة وعشرين لغة عالمية، تغمده الله برحمته واسكنه جوار ربه. والسلام عليه و عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة