الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من اعلام الصادقين المرحوم الشيخ ابراهيم تقي الدين الحارثي العاملي الكفعمي، هناك كتاب شهير جداً من مصادر الادعية الموثوقة المهمة هو كتاب مصباح الكفعمي، اسم الكتاب غير شهرته "الجنة الباقية والجنة الباقية" لكن شهرته بمصباح الكفعمي لانه يشترك بالاسم مع كتاب مصباح المتهجد ايضاً هذا كتاب مشهور بالادعية للشيخ الطوسي رضوان الله عليه لهذا يسمى بمصباح الكفعمي.
هذا الرجل هو من ابرز العلماء المجاهدين في عصره وكان اديباً وشاعراً ومحدثاً وكان خطيباً نافعاً ومصنفاً مشهوراً وولادته في جنوب لبنان هذه المنطقة التي يسطر شبابها اروع الملاحم واعظم المثل للثبات وللجهاد والمثابرة والتفاتي والتضحية في وجه الصهاينة الخبثاء.
المرحوم الشيخ ابراهيم الكفعمي ابن هذه المنطقة، منطقة جهل عامل انجبت الكثير من فطاحل والعلماء مثل الشهيد الاول والشهيد الثاني والمحقق الكركي والخ.
في عام 840 هجرية كانت ولادة المرحوم الشيخ الكفعمي(رض) اما وفاته فسنة 900 هجرية بكربلاء بمعنى هذا ان له من العمر ستين سنة حين غادر الحياة متجهاً صوب ضيافة الله وعلى ما يشير اليه اصحاب السير انه توفي في كربلاء لكن في منطقة جبشيت بجنوب لبنان هناك قبر يعرف بأسمه ولا ادري هل انه توفي هناك ام نقل جثمانه، لا نعرف اكثر من هذا لكن القبر الموجود في جبشيت مشهور ومكتوب هذا على القبر.
هذا قبر الشيخ الكفعمي ويذكرون ان منشأ القبر وشهرته هو ان رجلاً كان يحرث في تلك المنطقة وعلقت مسحاته بصخرة فلما اقتلعها ظهر له كما ينقل صورة شخص يسأله هل قامت القيامة او في رواية اخرى عثر تحت الصخرة على جسد طري فاخبر الرجل اهل القرية ولما اخرجوا الصخرة وجدوا مكتوباً عليها هذا قبر الشيخ ابراهيم الكفعمي وطبعاً هذا لا يستبعد لانه مما كرم الله به اولياء هو بقاء ابدانهم على طبيعتها وعلى حد رأي بعض المفسرين لما يشير الى الحياة بل احياء يشير الى حياة ابدانهم وحتى الاختيارات كشفت هذا، بعض اجساد الانبياء واجساد العظماء بالنحيف مثلاً كانوا يحدثونا اساتذتنا الكبار عن المرحوم الشربياني رضوان الله او قصة الحر الرياحي(رض) او كما يذكر صاحب وفاء الوفا في اخبار مدينة المصطفى ان ايام عبد الملك بن مروان اجريت بعض التوسيعات في المدينة ومن جملتها هدموا حاشية جبل من الجبال فوجدوا قبراً فيه صخرة مكتوب عليها انا اروى بن شلف والظاهر بالخطوط القديمة وترجمت والظاهر انه كان بني من الانبياء وربما تكون قصة اشيخ الكفعمي(رض) من هذا السياق.
الشيخ الكفعمي هو من سلالة المرحوم الحارث الهمداني وهو من خيرة اصحاب امير المؤمنين(ع).
يذكر صاحب كتاب امل الامل يقول كان الشيخ ابراهيم الكفعمي ثقة فاضلاً اديباً زاهداً ورعاً وكتب عنه اصحاب السير انه كان يحب نشر العلم وتدوينه وقال المؤرخون بأنه زار النجف الاشرف واقام بها فترة طويلة ينقب في كتب المكتبات ومصادر العلوم حتى الف كتباً قيمة مشتلة على غرائب العلوم والاخبار ولا يفوتني ان انوه في هذا الاطار انه ضمن المخطوطات النفيسة في مكتبات كربلاء المقدسة كانت توجد بعض الكتب الخطية للتسيخ ابراهيم الكفعمي بخط يده وكانت موجودة وكما يذكر السيد الطباطبائي الذي هو متخصص في هذا وايضاً اشار الى هذا السيد الامين(رض) وكتب بأني شاهدتها بنفسي وله كتاب ذاع صيته وهو في موضوع الادعية ايضاً اسمه "البلد الامين والدرع الحصين" وربما صنف هذا الكتاب قبل تأليف كتاب المصباح وايضاً من كتبه المشهورة شرحه للصحيفة السجادية واسم الكتاب "الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة" واجمالاً اقول في كلمة واحدة بأن لديه اكثر من خمسين مؤلفاً وكلها نافعة ومفيدة وقد وصفها الشاعر الشيخ محمد بن ادريس بقوله يصف مؤلفات الشيخ ابراهيم الكفعمي يقول:
كتب كمثل الشمس يشرق ضوءها
ومحلها فوق الرفيع الارفع
عظمت وجلّت اذ حوت لمفاخر
ابداً سوها في الورى لم يجمع
في عالم العلم والقلم والادب اضافة لذلك وددت ان انقل من مقاطع وقصائد من شعره وردت في اهل البيت(ع) هذه القصيدة التي اشتهر بها شعره تسمى بالاربعينية وهي اربعون بيتاً وضمن هذه الاربعين بيتاً كل اسماء سور القران التي تحدثت عن فضل اهل البيت(ع) هذه القصيدة طويلة وهذا مطلعها:
مولى له الانعام والاعراف
والانفال والحكم التي لا تجهل
يا نور يا فرقان يا من مدحه
نطقت به الشعراء وهو المرسل
ثم يختتم القصيدة بهاتين البيتين:
يا خاتماً فلق الصباح كوجهه
والناس منه مكبر ومهلل
ابياتها ميقات موسى عدة
والكفعمي بمدحه يتعجل
ابياتها ميقات موسى يشير الى ابيات قصيدته "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر فتمّ ميقات ربه اربعين ليلة".
المرحوم الشيخ ابراهيم الكفعمي كان ايضاً قد اشتهر بحبه للتواجد دائماً في مجالس سيدالشهداء وطبعاً هذه الظاهرة اشتهر بها العلماء قديماً وحديثاً اقتداءً بسيرة اهل البيت(ع) لان نجد التأكيد من اهل البيت(ع) واحداً بعد الاخر بأحياء مجالس سيدالشهداء واحياء ذكر اهل البيت(ع) ويترحم الامام الصادق(ع) "رحم الله من احيا امرنا" لان احياء امر اهل البيت هو احياء للتوحيد واحياء للعدل واحياء للنبوة واحياء للمعاد وبالتالي قضية اهل البيت هي قضية الحق سبحانه وتعالى لذلك دأب المراجع قديماً وحديثاً واشتهر الشيخ ابراهيم الكفعمي بأنه رغم انشغالاته ورغم استفادته من اي فرصة كان لا يتوانى عن التغيب عن اي مجلس وكان يحضر في مجلس سيد الشهداء ومعروف ببكاءه وتفاعله بالمصيبة.
وايضاً ينقل عنه ان هذا الرجل غالباً لا يبتعد بيمينه عن القلم وبيساره عن المحبرة ومن عاصروه يقولون اينما يكون القلم بيده والمحبرة بشماله وهو يكتب ويدون من اجل ان يترك اثراً لخدمة اهل البيت.
رحمه الله وتغمده الله واسبغ عليه شئائيب رحمته واسكنه جزاء اعماله وعطاءه واسع جنته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******