الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من مشاهير الصادقين او ربما في طليعة الصادقين هو الحسين بن روح النوبختي وهو احد النواب الاربعة ابان الغيبة الصغرى للامام المهدي(ع) طبعاً هو بالتسلسل يأتي كثالث ثالث النواب الاربعة، اولهم المرحوم عثمان بن سعيد السمان وربما يأتي الحديث عنه في لقاء آخر ان شاء الله، هذا اولهم والثاني محمد بن عثمان العمري والثالث هو الحسين بن روح(رض) وطبعاً الرابع علي بن محمد السمهري او السمري ربما يأتي الحديث عنهم إن شاء الله.
طبعاً الحسين بن روح النوبختي ينتمي الى قبيلة معروفة بتشددها بالولاء لاهل البيت، اللهم ارزقنا الثبات على حب اهل البيت والاخلاص في ولاءهم خصوصاً في زماننا هذا الذي تكثر فيه الاباطيل والتداعيات الخاوية للفصل بين اهل البيت وبين الناس وطبعاً هذا اخطر ظلم يظلم به الناس حينما يبعدوا عن اهل البيت، آل نوبخت اشتهرت بولاءها وتحمسها في الولاء لاهل البيت من هؤلاء علماء ومشاهير كثيرون منهم اسماعيل بن علي النوبختي، ابو سهل النوبختي، ابو محمد النوبختي، وهو الحسن بن موسى المتكلم والفيلسوف المعروف صاحب كتاب الفرق وطبعاً اجمالاً يعني هي طائفة خرج منها جماعات كثيرة من العلماء والادباء والمنجمين والمتكلمين والكتاب والامراء وحتى الحكام، نوبخت، الظاهر ان منشأ الكلمة فارسية لان البخت يعني السعادة، السعادة الجديدة الحسين بن روح تلميذ مقرب وواعي للامام الهادي والامام الحسن العسكري لذلك لم يكن من السهل اعتماده بهذه المهمة وطبعاً مهمة خطيرة وخيار جداً ثقيل لانه وسيط لم يكن هذا وكيل بمعنى الوكالة السائدة عرفياً كان وسيطاً في نقل التشريع من الامام المهدي(ع) الى الناس الى عامة الناس وهذه درجة لم يحظى بها عامة الناس ربما كان اكثر من ثمانين تلميذ للامام الهادي لماذا يقع الاختيار على افراد لا يتجاوزون عدد اصابع الكف ومن هؤلاء الحسين بن روح لان هذا يفترض ان تكون فيه حالتان، الحالة الاولى الثقة العالية به في نقل التشريع، ايصال التشريع والحالة الثانية، العمل بالتشريع لان الائمة(ع) شأنهم شأن الانبياء «وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه» ان الانبياء وكذلك الاوصياء وكذلك الائمة لم يأمروا بشئ الا وقد أأتمروا به من قبل ان يأمروا به لاينهون عن شئ الا وتجد احدهم منتهياً عنه قبل ان ينهى عنه حتى يأخذ كلامهم وتشريعهم مفعوله الكامل، فالمفروض ان يكون في النائب او الوسيط بين الامام وبين الناس في نقل التشريع وايصال التشريع ان يكون موضع ثقة مئة بالمئة لان يمكن ان يلعب لو تكون عنده التقوى ضعيفة يغير يبدل يضيف ينقص وكذلك في الحالة الثانية انه ينقل التشريع لكن لا يلتزم به وهذه انتكاسة تشكل صدمة لهذا كان موقعه الحسين بن روح موقعاً قوياً لهذا مثلاً قبله محمد بن عثمان النائب الثاني من النواب الاربعة لما مرض مرضه الذي توفي فيه وطبعاً كانت حالة حزينة عند الشيعة المؤمنين فسأل بأنه لو حدث لك امر فمن يقوم مقامك فقال لهم هذا ابوالقاسم ابن روح وهو بينكم وبين الامام المهدي وسيط فأرجعوا اليه في اموركم وعولوا عليه في مهامكم فانه ثقة امين وطبعاً انقل هذه الحالة عن هذا الرجل من دلائل عظمته ودقته واحتياطاته انه كان يقوم بتعتيم تام على امور الرسالة وهذا التكتم يتطلب عقلية بالغة ودقة كبيرة لماذا؟
لانه كان مرصود من الاعداء وكان يفلت من سطوة الخصوم لانهم كانوا يتربصون به الدوائر اقل ورقة ضعف يقتل يباد ومن هنا نلاحظ في التاريخ انه كان محل تعظيم كافة الاصناف مثلاً هذا يوم من الايام شعر بأن بوابه يسب فلانة مثلاً سب احد الاشخاص من الصحابة او كذا فلما سمعه طرده، ارسل عليه وانبه وطرده وقال لاتتواجد عندي ابداً بعد ذلك اجتمع به بعض رؤساء المذاهب الاخرى واذا اطنبوا في تعظيمه وانكشف هذا البواب كان عنصراً تابعاً لهم واريد بهذا الرجل اختراق جهاز وبيت الحسين بن روح للاطلاع على ما يدور هناك فلو كان الامر بالعكس لربما شكل خطورة للحسين بن روح كان دائماً يحاول ان يظهر بمظهر المصلح للعموم وفقيه لعامة المذاهب وطبعاً كتب الكثير من المؤرخين عن هذا الرجل وعن عظمته السيد محسن الامين العاملي(رض) في كتابه اعيان الشيعة وكتب عنه المرحوم الشيخ عباس القمي كتابة مسهبة في كتابه الكنى والالقاب. وفاة الحسين بن روح(رض) كانت عام 326 في شهر شعبان وكان مشهوراً بأنه يصوم عدة اشهر وطبعاً دفن ببغداد في منطقة قديماً كانت تعرف بسوق العطارين اما الآن تعرف المنطقة بمنطقة الشورجة وله هناك مزار وكان العلماء يعودون تلاميذهم ايام كنا بالنجف لما يذهبون الى زيارة الامام الكاظم(ع) كانوا يحبذون تلاميذهم بالقيام بزيارة بعض المزارات الاخرى من باب ايجاد حالة تردد واحياء لذكرياتهم وخواطرهم.
من المشاهد التي جندوا تلاميذهم زيارتها هو مزار الحسين بن روح بالشورجة، كنا نذهب لزيارته وله هناك زيارة صغيرة معلقة عند قبره وطبعاً كنا نزور ضمن المزارات مزار حذيفة بن اليمان مزار سلمان باك(رض) وغير ذلك من المزارات الاخرى واشتهر الحسين بن روح(رض) بهدوء طبعه يقول بعض تلاميذه كان يتعمد البعض رغم انه كان مهاباً كان يتعمد البعض حينما يأتي الاستفسار منه عن بعض المسائل اثارة اعصابه كانوا يطرحون بعض الاشكالات فكان يتعامل معهم معاملة الاخ لاخيه الكبير باحترام والبعض منهم كان يعتذر ويأخذ يده ليقبلها فصادف ان دخل عليه رجل واكثر من السؤال وكانت اسئلة جداً مزعجة للغاية فكان يجيبه بكل صبر وبكل طلاقة وآخر شئ لما خرجوا رجع هذا الرجل واصر على ان يقبل يده وهو يقول لعن الله من امرني بإيذاءك، قلت هو مرصود كان يعني الاعداء كانوا يحاولون ايذاءه ومضايقته فقال اعطني يدك اقبلها لعن الله من امرني بأن افعل بك هكذا وصار ذلك الرجل من خلص اصدقاءه وشهد يوم وفاة الحسين بن روح شهد ذلك الرجل يحث التراب على رأسه بتشييع الحسين بن روح وينادي لقد خسرنا رجلاً عظيماً تقياً ورعاً، هذا الحسين بن روح الذي هو قلت احد النواب الاربعة الذي ادار مسؤولية الارتباط بين الامام المهدي(ع) وبين عموم الشيعة وحتى زملاءه كانوا يرجعون اليه حينما يقفون في مشكلة علمية كان ان لم يستطع حلها كان يستفسر ذلك من الامام(ع) نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليه وعلى كل نواب الامام المهدي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******