الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
من مشاهير الصحابة والمعروفين بحفاظ الحديث والسنة النبوية هو ابو سعيد الخدري(رض) هذا الصحابي وطبعاً وابن الصحابي ابوه ايضاً صحابي احد الصحابة الاجلاء الذين دفنوا في مقبرة البقيع في المدينة، وكانت وفاته عام 65 هجرية، طبعاً هذا البطل العظيم اسمه سعد بن مالك بن سنان وهو من قبيلة خزرج وهذا الرجل من السابقين الذين تضامنوا مع الامام علي(ع) وعرف بأنه كان ثابت القدم نعوذ بالله من زلة القدم ابو سعيد الخدري اولاً اقول ابوه مالك صحابي مشهور واحد الشهداء في يوم احد وطبعاً شهداء احد لهم مزية خاصة ولهم تاريخ خاص وتقييم خاص من النبي(ص) ومن اهل البيت عموماً.
وكان ابو سعيد طبعاً من شبان الصحابة ويوم احد معروف انه اراد ان يشترك في القتال لكن رسول الله استصغر سنه وربما يذهب البعض انه هو الذي كان يضع الاحجار ويقف عليها ليظهر بأنه طويلاً طويل القامة او كبير في السن فالتاريخ يذكر انه حضر يوم احد واراد القتال فأستصغر سنه واشتهر ايضاً من ايام شبابه بأنه متفقه كان يحفظ الاحاديث ولم يكن اشتهر هكذا اولم يكن احد من شبان الصحابة افقه منه حتى قال فيه ابن عبدالبر كان ابو سعيد من حفاظ الحديث المكفئين والعلماء العظماء وطبعاً ابو سعيد احد الاشخاص (ابو سعيد الخدري) الذين استشهد بهم الحسين(ع) يوم عاشوراء لما خاطب بني امية ذلك الخطاب الوجداني ثم قال وان كذبتموني ان عندكم من ان سألتموه سلو بذلك جابر بن عبد الله الانصاري وانس بن مالك وابا سعيد الخدري، يعني اشتهر ابو سعيد بأنه كان لصيقاً برسول الله وكان يحفظ الحديث عن رسول الله(ص) وطبعاً هذا العنصر الفاضل ذاق المرارة واي مرارة من الجيش الاموي يوم هجمت المدينة المنورة في واقعة الحرة واي هجوم كان الله اكبر هجوم غادر وحدثت هناك جرائم وحالات اغتصاب لم يشهد التاريخ نظيراً لها الا ربما في التاريخ المتأخر، افتضت في ذلك (نعوذ بالله) في حالات الاغتصاب الف بكر ربما ولد اكثر من الف مولود ابناء شبه يعني ابناء اعتداء واغتصاب، التاريخ يشهد به لان القيادة الاموية للجيش اعطيت الصلاحيات بأنها لو ظفرت وفتحت المدينة لها ان تفعل كل ما كان ، يعني للجندي الاموي ان يفعل كل ما يريد لذلك احرقت بيوت انتهكت اعراض، بعض الامهات اخذت ابناءها الرضع من على صدورهن وضرب الطفل بالجدار، حالة انتقام اما البعض لاذ عند قبر الرسول(ص) فكانت الخيل تطاردهم، قواد الامويين يطاردونهم ويلوذون بقبر النبي وقالت السير بأن الخيل بالت وروثت عند قبر رسول الله، طبعاً السياسة الاموية كانت تريد هتك الحرمات وخصوصاً في الديار المقدسة والحرمين الشريفين مثل مكة والمدينة كانوا يسعون على هتكها وتدميرها واعطاء القداسة للشام آنذاك التي كانت عاصمتهم، على اي حال نحن والحديث عن ابي سعيد الخدري في هذه الهجمة الشرسة كان ملازماً بيته وكان مرصوداً من القيادة الاموية فهجموا علي داره ولما قال لهم انا ابو سعيد الخدري صاحب رسول الله اقروا، قالوا عجيب مازلنا نسمع عنه، انت محظوظ بهذا المعنى لم تخرج لقتالنا ثم قالوا له اخرج لنا ما عندك فما كان عنده شئ سوى اثاث بسيط، نهبوا البيت واستلبوا كل ما في البيت حتى زوج حمام اخذوها وسلبوا حتى طعام عائلته لذلك اليوم ثم عادوا كأنهم ندموا عادوا فضربوه ضرباً مبرحاً ونتفوا لحيته واحرقوا داره وهربوا وطبعاً هذه لا نستغربها من سمات بني امية وسلوك بني امية، الخلق الاموي والعقلانية الاموية تعج بهذه الجرائم وهذه الجنايات اقرأوا ما فعله الضحاك بن قيس الفهري ما فعله بسر بن ارطاط لما اشخص بهما كقائدين اشخص بهما معاوية ماذا فعلوا من دمار وقتل وترويع للنفوس وقلت بأن المدينة واجهت حمام دم ولم يمر التاريخ بيوم غرقت فيه المدينة في بحر من الدم كذلك اليوم الذي هاجم فيه بني امية المدينة المنورة في واقعة الحرة وابو سعيد الخدري(رض) له موقف جميل يرويه الحافظ ابو نعيم في كتابه الحلية يقول بأن ابا سعيد يروي قال كنا عند رسول الله(ص) وعنده نفر من الصحابة وفيهم ابوبكر وعمر وهنا اعترت النبي حالة يعني شبه غشوة فبعد ذلك استعاد النبي وضعه فسأله ابو سعيد: اصابك شئ يا رسول الله قال: لا، ولكن تغشاني الوحي واتاني جبرئيل بهذه الآية: «انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين».
طبعاً الرواية عن ابي سعيد الخدري وهي رواية جميلة فقال ابوبكر وعمر يا رسول الله ما هذا الامام المبين الذي احصى الله فيه كل شئ أهو القرآن، استغربوا لما اجاب النبي لا قال ليس هو القرآن قالوا أهو الانجيل قال النبي لا قالوا أهو التوراة قال النبي لا فأحجموا، يقول ابو سعيد الخدري بهذه الاثناء واذا بالامام علي بن ابي طالب اقبل فنظر النبي اليه ثم التفت الى الرجلين وقال انظرا الى هذا واشار بسبابته نحو الامام علي قالا انه علي قال ان هذا هو الامام الذي احصى الله فيه علم ما كان وما يكون وطبعاً النبي اشار الى هذا المحتوى اكثر من مناسبة واكثر من مرة ليطلعهم على ان كل علم الهي هو في صدره يعني في صدر رسول الله وطبعاً علي هو نفس الرسول بحكم القرآن آية المباهلة وانفسنا وانفسكم اذن يأتي بطول رسول الله بكل شئ ماعدا النبوة، هذا الحديث يرويه ابو سعيد الخدري عن حسن وكان حاضراً.
ابو سعيد الخدري(رض) امتحنه الله تعالى بطول الاحتضار هذه ساعة النزع وهذه من الساعات الثقيلة والمحزنة، الامام زين العابدين(ع) يدعو اللهم ارزقني الراحة عند الموت وطبعاً هناك من مروا هذه الحالة وطول الاحتضار، طول ساعة السكرات وهذه من سمات المؤمن، المؤمن الله يعمل له تصفية بالدنيا ظاهرة من ظواهر التصفية، طول الاحتضار يقول الامام زين العابدين(ع)اني لاكره للمؤمن ان يمر بالدنيا ولا تصيبه المصائب.
فكان ابو سعيد(رض) اصيب بهذه الحالة واعتبرها ملاطفة من الله او تصفية حساب له يقول ولده كنت احضر عنده وكان يتعامل بشجاعة مع هذه الحالة قبل وفاته بثلاثة ايام قال لي بني لي اليك مطلب قال تفضل يا ابة قال انقل مضجعي الى مصلاي يعني المكان الذي كان يصلي فيه على الدوام يقول نقلنا فراشه الى مصلاه فكان نائماً فيه لم تمر عليه ثلاثة ايام حتى انتقل الى جوار ربه صابراً محتسباً في عام 65 للهجرة ودفن في البقيع وقبره هناك مشهور مع قبور الصحابة ولا ادري الى الآن باقي اثر منه ومعروف انه من ضمن قبور الصحابة وقد اكثر الائمة من الترحم عليه كثيراً وكان الامام الصادق يركز على عظمة ابي سعيد الخدري ويترحم عليه نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******