الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الشخصيات التي لمعت في تاريخ الجهاد الاسلامي والدفاع من مبادئ الدين الحنيف وعن شرف الاسلام وكرامة الاسلام شخصية صحابية وهو حبيب بن مظاهر، الشهيد، شهيد الاسلام، ونلمس الموقع الخاص لهذه الشخصية الاسلامية الجهادية من خلال مثلاً كرمز من الرموز من خلال تخطيط الحسين(ع) لنظام المقبرة ان افرد له قبراً خاصاً ثم بعد ذلك الامام الصادق(ع) لما يزور مشهد الحسين(ع) يزور الشهداء على حدة عمومهم ويزور حبيب بن مظاهر على حدة، على استقلال زيارة خاصه بحبيب بن مظاهر طبعاً هذا تبعاً لما امر به الحسين(ع) من افراد قبره او دفنه بمقبرة خاصة دون مقبرة الشهداء، تعلمون ان هذا تابع عن استراتيجية تبناها الحسين(ع) ليكشف حقائق متعددة عن قيمة اصحابه واهل بيته وتقيمه الى بعض الافراد من اهل بيته واصحابه مثلاً يأمر بدفن بني هاشم كلهم في مقبرة واحدة دون علي الاكبر ويأمر بدفنه عند رجليه وكذلك يأمر بدفن الشهداء كلهم في مقبرة واحدة لكن يستثني من ذلك حبيب بن مظاهر كمؤشر على قيمة حبيب بن مظاهر وموقع حبيب بن مظاهر، طبعاً في اصحاب الحسين(ع) وهم الشهداء سواء كانوا خمسة وتسعين او خمسة وسبعين او اثني وسبعين لان هناك عدد التحق بهم في الطريق وعدد التحق بهم ربما في ليلة الواقعة تقول السير نتيجة خطب الحسين وبيانات الحسين والوضعية التي حكت طبيعة المعتدي وطبيعة المعتدى عليه انفلت عدد كبير من جيش بني امية وادركتهم حالة اللطف الالهي وتحولوا الى شهداء بين يدي الحسين(ع). فبين هؤلاء من هم من اصحاب رسول الله وفيهم من كانون من اصحاب امير المؤمنين وفيهم من كانوا من اصحاب رسول الله وامير المؤمنين والامام الحسن(ع).
ثم انتهى بهم المسار الجهادي الى الاستشهاد بين يدي الحسين(ع)، فحبيب بن مظاهر شخصية صحابي وله اصالته من اصحاب رسول الله ومن اصحاب امير المؤمنين(ع) واقتبس من علوم رسول الله ومن علوم امير المؤمنين نتيجة الصحبة والذوبان في شخصية رسول الله وشخصية الامام علي والذي هو كنز لعلوم رسول الله استطاع حبيب بن مظاهر ان يحتوي الكثير من المعالم والاسرار والمعلومات.
ثم هؤلاء ساقتهم حالة التقوى والتربية وحالة الرياضة وتطبيع انفسهم على التقرب الى الله ان اصبحوا في مستوى عالي من القرب من الحبيب، من الله سبحانه وتعالى، والحديث القدسي يقول: «عبدي اطعني تكن مثلي، تقل للشئ كن فيكون»، طبعاً بأذن الله بقدرة الله لما يحتله المؤمن من موقع عند الله، الله سبحانه وتعالى يستجيب لنداءه يجيب دعوته، حبيب بن مظاهر كان بهذا المستوى واكثر من هذا المستوى حتى ان يوم من الايام كان يتمشى في الكوفة في سوق الطعام فمر حبيب بن مظاهر طبعاً ميثم التمار لا يقل شخصية واصالة وتربية عن حبيب بن مظاهر وقد تحدثت عنه في برنامج سابق لكن هنا النكتة التي اريد استعراضها انهما لما التقيا فقال له ميثم التمار لكأني اعرف رجلاً اخذ يعطي صفات حبيب وهو يقول، طبعاً الكلام لحبيب استقبله ميثم التمار فقال حبيب لكأني اعرف رجلاً يعطي صفات ميثم التمار، يبيع التمر في سوق الطعام يدعى الى البراءة من اهل بيته ويصلب في حب اهل بيته يعني كأن يتنبأ لميثم بنهايته وما يحدث له، رد عليه متقابلاً رد عليه ميثم وهو يقول ولكأني اعرف رجلاً له ضفيرتان يخرج الى نصرة ابن بنت نبيه يقتل بين يدي ابن بنت نبيه ويجال برأسه في البلدان ورأسه معلق بلبان الفرس.
ثم ابتسم كل سمع مقالة الآخر ابتسم وافترقا، بعض المشاهدين قال ما رأينا اكذب من هذين، هذا طبعاً وعاءه وما جبلت عليه نفسه ثم تقييمه للاشخاص تقييم على حد عقله وتفهمه، وان كان بهذا المستوى حبيب بن مظاهر وكان يحمل الكثير من اسرار امير المؤمنين(ع) ورجل معب بكثير من الوعود والاخبار التي سمعها من رسول الله ومن امير المؤمنين بما سيمر به الحسين(ع) من معاناة، ماذا الذي حدث؟
الذي حدث ان الحسين(ع) لما نزل كربلاء لم يكن حبيب بن مظاهر معه وانما كان حبيب بن مظاهر في الكوفة ويشاهد الاوضاع من كثب ويلاحظ النفير العام الذي حدث في الكوفة، النفير الذي اعلنه عبيدالله بن زياد من اجل تعبئة الناس الى قتال الحسين ويشاهد حبيب بمنتهى الاسى والالم يشاهد كيف ان الناس هرعوا صوب كربلاء ليشتركوا في هذه الحرب الظالمة الحرب الغاشمة في وسط هذا الجو وصلته رسالة من الحسين(ع) وطبعاً قلت بأن الجزع والالم كان يستولي عليه لأنه كان يشاهد الناس كيف يقبلون على شراء قطع السلاح ويشاهد كيف ان سوق الحدادين، سوق الاسلحة يعمل ليل نهار نتيجة الضغط والاقبال والشراء فهذا كله تقول الروايات انه كان واقف عند عطار يشتري صبغاً او يشتري مثلاً حناء ليصبغ كريمته وشاهد الناس يقبلون على شراء الاسلحة فسأل قيل له ان الناس يقتنون الخيل والرجال والسلاح لقتال الحسين فلما سمع ذلك رمى الخضاب من يده وهو يقول لا تخضب هذه، اشار الى لحيته الا من هذه واشار الى عنقه اشار الى نحره هكذا كان، وصل به الالم واللوعة.
فالحسين(ع) يذكر اصحابه كما تقول السير انه لما نزل ارض كربلاء ووزع الرايات على اصحابه حسب استعدادهم وحسب صلاحياتهم ومايتمتعون به من قابليات افرد لواءاً اورايةً هذه عزلها، فجاء رجل من اصحاب الحسين قال ابا عبدالله اعطني هذه الراية قال له الحسين، انت نعم الرجل انا لا اقيمك بشكل مستوى هابط نعم الرجل ولكن لهذه الراية رجل ادخرتها ليركزها في صدور القوم، الرجل تعجب قال سيدي من هذا، تصوره انه ضمن المجموعة التي كانت تحيط بالحسين فقال له الامام انه حبيب بن مظاهر، يقول له يابن رسول الله انا اعرف سامع ان حبيب بن مظاهر كفؤ كريم لكنه غير موجود قال الحسين(ع) انه سيحضر بعد ايام، هذا كان في بدايات نزول الحسين بأرض كربلاء وتقول المصادر ان حبيب بن مظاهر كان جالس في بيته ويتناول طعامه واذا بالباب تطرق وفتح الباب واذا بالرسالة من الحسين يحملها سليمان بن صرد كأن يتكتم ويقوم بعملية ارتباط بين الحسين من خلال الرسالة، الرسالة مختصرة يكتب له الحسين، من الحسين بن علي الى اخيه النجيب حبيب بن مظاهر، اما بعد يا حبيب نزلنا ارض كربلاء فان كنت تريد ان تحظى بالسعادة الابدية بادر الى نصرتنا فعلاً. تحرك هو وزوجته ووصل الى الحسين(ع) وقاتل بين يديه قتال الابطال حتى استشهد ليلقى الله مخضباً بدمه وليلقى الله وهو يحمل وثيقة الشهادة وهو اعلى وسام خص الله به المؤمنين من عباده فرحمة الله عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******