الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء وخاتم المرسلين وآل بيته الطيبين الطاهرين.
عن احد الصحابة يقول لقيت سعد بن ابي وقاص فقلت له اني سمعت علي(ع) يقول سمعت رسول الله(ص) يقول اتقوا فتنة الاخنس، اتقوا فتنة سعد فانه يدعو الى خذلان الحق واهله فقال سعد اللهم اني اعوذ بك ان ابغض علياً او ان يبغضني أو أقاتل علياً او يقاتلني او اعادي علياً او يعاديني ان علياً كان له خصال لم يكن من الناس احد مثلها انه صاحب براءة حتى قال رسول الله(ص) لايبلغ عنى الارجل مني وقال له يوم تبوك انت وصي انت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة ويوم امر بسد الابواب الى المسجد ولم يبق غير بابه فسأله احد الصحابة ان يجعل له روزنة صغيرة قدر عينيه ابى رسول الله(ص) وعندما اعترض بعض الصحابة عليه انك لماذا سددت ابوابنا وتركت باب عليً مفتوحاً الى المسجد مشرعاً الى المسجد قال(ص) في الجواب لهذا الاعتراض ماسددتها لكم انا ولا فتحت بابه ولكن الله سدها وفتح بابه.
ويوم آخى رسول الله(ص) بين الصحابة كل رجل مع صاحبه وبقي هو فآخاه اي آخى علياً من نفسه وقال له انت اخي وانا اخوك في الدنيا والآخرة ويوم خيبر حينما اتبعث رسول الله(ص) اشخاصاً لفتح خيبر فرجعوا منهزمين غضب رسول الله(ص) وقال ما بال قوم يلقون المشركين ثم يفرون ثم قال لأعطيين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يديه فلما كان من الغد قال رسول الله(ص) علي بعلي فجاءه ارمد العين فوضع شيئاً من ماء فمه الشريف على عينيه فشفي وعقدله راية ودعاله فما تثنى حتى فتح خيبراً واتاه بصفية بنت حييب بن اخطب فأعتقها رسول الله(ص) وتزوجها وجعل عتقها صداقها واعظم من ذلك يوم غدير خم اخذ رسول الله(ص) بيده وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب والحر العبد.
نعم هذا الحديث الذي سمعتموه اخواني واخواتي من صحابي كبير معروف من اصحاب رسول الله سعد بن ابي وقاص وهو كما يقال عنه فاتح العراق هذا الحديث جاء نظيره في مصادر اخواننا من اهل السنة وجاء ايضاً بصورة مفصلة في مصادر الشيعة وان لم يكن كل اجزاءه قد جاءت في تلك الاحاديث والروايات المدرجة في مصادر السنة فان ادلة كثيرة توجد في مصادر الفريقين ان ما جاء في هذا الحديث هو صحيح.
ان هناك الكثير من صحابة رسول الله اشاد بفضل عليً(ع) وذكروا له مناقب وذكروا له فضائل وابانوا وكشفوا عن عظيم شخصيته سواء نظرتهم اليه وعمق حبهم ومودتهم له ومالمسوه منه من عظيم الخلق من عظيم العلم من عظيم الشجاعة. او ما سمعوه من رسول الله بين الفينة والاخرى او الحين والآخر ولقد اعترف الجميع وبعمق وباخلاص بزهد علي(ع) برغبته عن الدنيا واقباله على الآخرة وانه كان لايضرب السيف ولايقوم في المسجد ولايتصدق ولايفعل شيئاً من هذه الاعمال الصالحة الا لوجه الله، الا لله سبحانه وتعالى كما ان الجميع اعترفوا وباخلاص وبصدق بعلمه الواسع.
بل رجعوا اليه مراراً وتكراراً لانهم شاهدوا مدى العلاقة الشديدة ليس فقط العلاقة التي ترجع الى الوشيجة، وشيجة القربى العلاقة معنوية علاقة استاذ وان صح تلميذ.
علاقة من يربي ومن يتربى على يد ذلك المربي، علاقة الانسان الذي يكون مستخلفاً والانسان الذي يكون مستخلفاً مثل هذه العلاقة لما شاهدها الكثير من اصحاب رسول الله الاجلاء، التفوا حول علي(ع) ودانوا له بالعظمة واحبوه من عمق قلوبهم وصميم ضمائرهم.
انهم وجدوا في علي ذلك الانسان الطاهر ذلك الانسان المخلص، ذلك الانسان الذي وقف ونذر كل حياته لله. أليس هو القائل: الهي كفى بي فخراً ان تكون لي رباً وكفى لي عزاً ان اكون لك عبداً.
هذا مقام عظيم، كل انسان مهما يكن وعلى اي نهج يسير عندما يواجهه وحينما يراه لا يرى بداً من الاعتراف به ولايرى مخلصاً من الاذعان له والخضوع له نعم ان علي(ع) شخصية احبتها القلوب، احبه الصحابة احبه التابعون، احبه تابع التابعين، احبه المسلمون الى هذا اليوم. ولقد تجولت انا في كثير من البلاد الاسلامية ورأيت المسلمين جميعاً يجلون علياً، يحترمون علياً، يكرومون علياً، بل يكرمون اهل بيته ويحترمون ابنيه الحسن والحسين. ويسمون ابناءهم بأسمائهم ويحترمون السيدة فاطمة(ع).
بل وجدت في التاريخ قصائد كثيرة لمسلمين عظماء وشخصيات كثيرة من مختلف المذاهب الاسلامية يشيدون بفضل علي وفضل اهل البيت ويتوسلون الى الله سبحانه وتعالى بهذه الاسماء المقدسة، وهذه الشخصيات الطاهرة منهم الفضل بن رزبهان الخلجي الاصفهاني الحنفي في قصيدته التي يسلم فيها على رسول الله(ص) وعلى فاطمة وعلى عليً(ع) وعلى ابنيه الحسن والحسين وعلى الائمة من اولاده. اعني السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والامام العسكري(ع) الى الامام الحجة المهدي المنتظر(عج).
هذا يكشف عن مدى منزلة اهل البيت(ع) في قلوب المسلمين ولا غرو في ذلك فالمسلمون يجدون آلاف الاحاديث حول اهل البيت وعشرات الآيات التي فسرت بهم وبمنزلتهم وبفضلهم ومن من المسلمين لايسمع ولايقرأ هذه الآية كل يوم «قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى» ومن لا يعلم ان القربى هم علي وفاطمة والحسن والحسين واولادهم.
نسأل الله ان يوحد المسلمين ويوحد كلمتهم وينصرهم وينصر جيوشهم على اعداءهم ويهلك من يسعى في تخريب دينهم وتخريب كيانهم والحط من شأنهم والحط من شأن نبيهم نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرد كيد الاعداء الى نحورهم ونسأله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعاً للاهتداء بسيرة علي(ع) واهل بيته المطهرين والاستضاءة بأنوارهم واذكر وللمرة الاخرى بهذا الحديث الذي يشير الى مجموعة من فضائل علي.
وهي قصة قراءة سورة البراءة وحديث المنزلة وحديث سد الابواب وحديث الاخاء والاخوة وحديث خيبر وحديث الغدير وقد ذكرها سعد بن ابي وقاص كما قلت والحديث جاء في مصادر الفريقين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******