البث المباشر

سيرة ادريس حفيد الإمام الحسن المجتبى(ع)

الخميس 7 فبراير 2019 - 18:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 100

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من شخصيات الاسلام وعباقرة الجهاد في تاريخ الاسلام هو السيد ادريس حفيد الامام الحسن المجتبى(ع)، طبعاً هو ثالث ولد لعبد الله المحض، عبدالله المحض ابوه الحسن المثنى ابن الامام الحسن بن علي بن ابي طالب(ع).
الحسن المثنى احد المعوقين في كربلاء حيث قطعت يده وبقي مجروحاً وحمل الى الجيش الاموي وتشفع به اسما بن زياد الغزاري فعالجه ونقله الى الكوفة وسلمه لابن زياد. وارسل مع السبايا هذا الحسن المثنى، الحسن المثنى تزوج فاطمة العليلة بنت الحسين(ع). وولد له عدة اولاد واحد منهم عبد الله المحض.
اما عبد الله المحض فله عدة اولاد. احد اولاده هو ادريس ابن عبدالله المحض. طبعاً اخوانه ايضاً من رجالات الجهاد ولكن ادريس استطاع الافلات من البطش العباسي وهرب. وكان معه زميلة راشد ووصلا الى مصر. طبعاً لما نقول هرب لينجو على حياته ويعمل من هناك على اداء رسالته. وهي نشر الاسلام ونشر فكر اهل البيت ومقاومة الانحراف والظلال. فهاجر ومعه خادمه او زميله راشد وهربا الى مصر واتجها الى مصر. آنذاك كان الوالي على مصر سليمان بن علي الهاشمي، كان والياً من قبل هارون الرشيد.
كان ادريس وصاحبه راشد يتخفيان متنكرين بملابسهما وكانوا يطوفون في وضع غير طبيعي في الشوارع والازقة بحثاً عن مكان يعتمدان عليه او يثقان من صاحبه. اثناء تجوالهما في مصر وقفا ينظران الى جدار وقد نقش عليه بعض النقوش صاحب البيت خرج فلما نظر اليهما تأمل فيهما وعلم بأن هذين الشخصين ليسا من اهل المنطقة وكما انهما ليسا من الافراد العاديين. هذا يسألهما واطال الحديث معهما اخذ يسألهم عن شأنهما حتى صارحاه وطلبا منه الامان واعطاهما ذلك.
واخبره ادريس بأسمه واسم ابوه واسم اسرته واسم صاحبه الرجل انزلهما في داره لكن نتيجة خوفه واحتياطاته اطلع الوالي سليمان بأمرهما. الوالي ايضاً كان مسالماً فارسل الى الرجل الذي اضافهما بانه لا يرغب في سفك دماء آل الرسول وعليه انه يعطي الرجل "صاحب البيت" مهلة ثلاثة ايام وبعد عليهما ان يخرجا من مصر. وفعلاً فهاجر ادريس بن عبد الله المحض ومعه صاحب راشد وصلا الى طبرق وهي مدينة في بلاد المغرب. ثم من هناك انتقل الى تلمسان مدينة هي الآن جزء من دولة الجزائر واخذ هناك يدعو الناس الى الاسلام على ضوء فكر اهل البيت. وفعلاً انتشر الاسلام هناك على يده وتزوج امرأة من البربر فولدت له ولداً اسماه ادريس الثاني، وهو ابوالسادة او جد السادة الأدارسة.
فلما انتشر امره هناك وانصاع الناس الى افكاره وصلت المعلومات الى البلاط العباسي، فتشنج هارون الرشيد من ذلك واستشار آنذاك جعفر البرمكي مستشاره في ارسال جيش لقتال ادريس واخبره بأن وصول رجل من آل الرسول الىالمغرب والى شرق افريقيا. هذا يهدد كيانه وخطر علىدولته لكن جعفر البرمكي لم يرجح له ارسال جيش ولكن اقترح عليه طريقة الاغتيال. هذه الاغتيالات منشأها بلاط بني امية وبلاط بني العباس. معاوية كم صفا من خصومه بطعام مسموم بعسل مسموم بوجبات آخرى من هذا القبيل.
كذلك العباسيون ايضاً استنوا بهذه السيرة. فجعفر البرمكي اقترح على الرشيد ان يرسل رجلاً الى تلمسان والرجل هذا يسلل الى حاشية ادريس ويتظاهرله بالولاء ومن ثم يسمه بغتة. فعلاً جند الخليفة العباسي رجلاً اسمه الشماخ ودربه على ان كيف يتسلل وكيف ينفذ الى حاشية ادريس ويظهر له الميل. وفعلاً اتى هذا الرجل وفي جيبه قارورة صغيرة من السم يعني نفس الطريقة التي سم بها أئمتنا(ع) سواء بعنب مسموم، برمان مسموم، برطب مسموم والخ.
فوصل الرجل الى تلمسان وتظاهر بالولاء لادريس وكان يصلي وراءه ويسأله بعض الاسئلة الفقهية ويتظاهر من خلال الاسئلة بالتودد لاهل البيت لكن راشد كان غير مقتنع. يعني لم يهضم هذا المعنى وكان ينظر اليه نظرة تريبه. لهذا الشماخ كان يحتاط منه وكان يراقبه حتى في ذات يوم كانوا جميعاً جلوس على المائدة. وفعلاً استغل المائدة الشماخ ولم ينظر اليه احد وكانت الجسلة جلسة مزدحمة واذا بالشماخ يغتال ويستغفل الجميع ويخرج تلك القارورة فيريق منها شيئاً في طعام ادريس رحمة الله عليه.
الرواية الثانية تقول لا اخرج القارورة بزعم انها طيب واغفل ادريس بأن يشمها فما ان شمها او ان تناول من ذلك الطعام الا ووافته المينة على الفور. فلما توفي ادريس(رض) هرب الشماخ وهو رسول الرشيد واخذ يتابعه راشد الى ان تعاركا وضرب يده. حتى انه طبعاً راشد قتل في المواجهة والشماخ قطعت يده واستطاع الهرب ونجا وبعد ذلك كان يشاهد عند الرشيد وهو قطيع اليد. اما راشد فقد دفن هناك مع ادريس في منطقة تلمسان في بعض ضواحيها وآثار جهاد وتبليغ ادريس بقت مئات السنين الىان. بعد ذلك حدثت الحملات الصليبية وما ارتبط بها من حملات معاوية لاهل البيت استطاعوا من خلالها القضاء على ثمار وآثارماتركه ادريس الشهيد (رض)، حفيد الامام المجتبى(ع). وطبعاً قلت ان ادريس اخوانه واعمامه كلهم ضحايا في هذا الخط في نفس هذا الاتجاه.
يعني اذا نلاحظ ما كتبه الطبري بان المنصور الخليفة العباسي في وجبة واحدة سم اثني وسبعين رجلاً وكلهم من ابناء واحفاد وذرية الامام الحسن المجتبى. في وجبة واحدة دعاهم واطعمهم طعاماً مسموماً فماتوا بأجمعهم. واحتفظ باجسادهم فترة من الوقت حتى لا تحدث هناك بلبلة وفوضى. وبعد ذلك امر بمواراة الاجساد بالتدريج لان لا تحدث ثغرة مما تؤدي الى بعض المضايقات له. هكذا لقي المدافعون عن قيم الاسلام وقيم اهل البيت هذا المصير وهذه النهاية.
ولكن الله سبحانه وتعالى وعدهم بالثناء الجميل ووعدهم بالمنزلة الرفيعة عنده يوم يلقون جزاء جهادهم وجهودهم فنسأل الله تعالى لهم الرحمة والرضوان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قدمنالكم مع الصادقين. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة