البث المباشر

مع المختار الثقفي والأخذ بالثأر

الخميس 7 فبراير 2019 - 18:07 بتوقيت طهران
مع المختار الثقفي والأخذ بالثأر

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 99

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله بيته الطيبين الطاهرين.
احد رجالات الاسلام والابطال المنتفضين على الباطل والثائرين من اجل اخذ ثار اهل البيت هو المختار بن ابي عبيدة الثقفي(رض). طبعاً المختار شخصية شغل حيزاً كبيراً من تاريخ الاسلام يروى ان يوم ولادته سمعت امه هاتفاً يردد:

لك البشرى ولد اشبه شئ بالاسد

اذا الرجال في كبد

تغالبوا على بلد

كان له خط الاسد

المختار(رض) هو احد الثائرين او احد من تهيأ لنصرة الحسين(ع) وكان قد اعد فريقاً معه واعدوا السلاح لذلك ولكن كان ابن زياد وجواسيسه نشطاء في مطاردة كل من ينصر الحسين، فلما علم ابن زياد ذلك حبسه بعد ان ضربه على وجهه حتى شتر عينه وكان فترة في السجن بعد ذلك تشفع به عبد الله بن عمر بن الخليفة الثاني. كتب رساله الى يزيد ضمن مراسلات كانت بينهم ويزيد امر ابن زياد بأن يطلق سراحه وينفيه الى الحجاز. وكان هناك يلتقي بعبد الله بن الزبير الخ. طبعاً هناك تثار ضجه حول المختار وتشويه سمعة المختار. فاتهمه البعض ان يدعي النبوة او الشعبذة او الكذب على الله ورسوله. طبعاً هذا كله من صناعة البلاط الاموي، البلاط الاموي كان اي واحد يكون له هذا الموقع الجهادي في الدفاع عن اهل البيت ومواجهة الطغاة كان يحاط بكثير من التهم والبهتان وغير ذلك واكثر من هذا البلاط الاموي حاول الخلط والخبط ان يزج الامام السجاد بالمعمعة.
مثلاً من المداخلات التي افتعلها بنو امية لتوريط الامام السجاد وتلويث سمعة المختار الذي ترك له اثر كبير للاخذ بثارات الحسين احد وعاظ الامويين كان يطلق هذه التخرصات بان الامام السجاد شهد واقفاً على باب الكعبة يلعن المختار ومر رجل سمعه قال لم تسبه وقد ذبح فيكم فقال الامام انه كان كذاباً. هذه طبعاً مما صنعه بني امية لتشويه سمعة اهل البيت. وسمعة الشخصيات التي ترتبط باهل البيت فبعد مصرع الحسين(ع) جاء المختار الى العراق آنذاك كان سليمان بن صرد قائد التوايين، خرجوا للطلب بثار الحسين لما شاهدوا المختار اجتمعوا اليه فقال لهم ان محمد يعني بن الحنفية ابن الامام علي بعثني اليكم اميراً وامرني بطلب دماء اهل بيته المظلومين، فبايعه جميعاً. وجهز المختار جيش التوابين وجعل على الجيش اميراً وهو ابراهيم ابن مالك الاشتر. وخرجوا ليلاً بهذا الشعار يالثارات الحسين. وكان آنذاك سنة 65 والي الكوفة عبدالله بن مطيع.
هذا كان والي الكوفة ويومها تحصن بقصر الامارة ودفع له المختار كذا من المال ان يترك القصر ويخرج لان لافائدة من بقاءه. وفعلاً طلع الرجل واستسلم واخذ المال وهرب فأستولى المختار على قصر الامارة، واقام هناك كما يقال دولته، او اقام كيانه وعين ولاة واخذ يطارد قتلة الحسين(ع). خصوصاً هؤلاء الذين مثلوا بجسد الحسين باجساد اهل البيت.
فارسل المختار في طلبهم من جملة من القي القبض عليه الحصين بن نمير هذا يعني كان فضيعاً في معاملته لاهل البيت يوم عاشوراء في واقعة كربلاء فالمختار امر بقتله باعتبار ان النفس بالنفس، باعتبار ولكم قصاص في الحياة. بحيث ان الامام زين العابدين(ع) يقول المؤرخون ما شهد الامام مبتسماً بعد واقعة الطف الا بعد ما وصلت اليه الاخبار بنهاية قتلة الحسين وما عاملهم به المختار(رض). حتى انه يقولون لما قضى المختار على حرملة هذا الذي ضرب رضيع الحسين سأله عند التحقيق والاستجواب سأله اي السهام كان له وقع في قلبك واثر في خاطرتك.
قال السهم الذي ضربت به طفل الحسين قد رأيته بعيني هاتين كيف ذبحه السهم من الوريد الىالوريد. هكذا كانوا يتباهون حتى تقول الروايات ما اكتحلت علوية، الامام زين العابدن يقول ما اكتحلت علوية ولا اختضبت ولا نزعن السواد ولا تمشطن واختضبن الا بعد ما اخذ المختار بثار ابي عبد الله الحسين(ع).
مثلاً احضر عمر بن سعد وامر بقتله ثم بعد ذلك جئ بابنه حفص. لان هذا ايضاً شارك في قتال الحسين فامر بقتله وكان ينظر اليهما وهو يقول هذا بالحسين وهذا بعلي الاكبر ثم يبكي، ويقول والله لو قتلت ثلاثة ارباع قريش ما وفوا بأنمل من انامل الحسين واهل بيته نعم هذا طبعاً موقف المختار والمختار كانت نهايته حينما هاجمه مصعب بن الزبير. حاربه وصمد المختار امامه وكان قد تضافر معه عبيد الله بن الامام علي الى ان قتل المختار(رض). يعني انتهى النزاع بن جيش مصعب وبين جيش المختار حصن جيش المختار. سبعة آلاف نفر، كانوا في قصر الامارة اعطاهم مصعب العهود والمواثيق بانهم اذا القوا السلاح وخرجوا لا يمسهم بشئ.
كتب وثيقة ووقعها واشهد عليها فلما خرجوا واستسلموا قدمهم واحداً بعد الآخر وضرب اعناقهم. وهذه من الغدرات المهمة والكبيرة في تاريخ الاسلام. ثم بعد ذلك امر مصعب فقتلت زوجة المختار(رض). قتلت ايضاً في حادثة جداً مؤلمة مع الاسف وبعدما ما امر مصعب بن الزبير جاء وابها اسيرة وهي بنت النعمان بن بشير الانصاري الذي اوصل سبايا الحسين الى المدينة.
فهذه لما جاء وابها اسيرة الى مصعب بن الزبير دعاها الى البراءة من المختار ومن عقيدته فقالت اني لا ابرء "انظر الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين" طبعاً هذه ليست قاعدة عامة. فقال لها مصعب تبرئي من عقيدة زوجك قالت انا لا ابرء من دينه لان دينه دين علي ودين علي هو الحق. فامر مصعب بقتلها فقتلت(رض).
هذا طبعاً شئ بسيط او هامشي من حياة المختار هذا العظيم الذي اقل ما نقول فيه هي هذه الكلمة التي قالها الامام زين العابدين: ما اكتحلت علوية ولا اختضبت ولا امتشطت ولا نزعت السواد الا بعد ما اخذ المختار بثار اهل البيت(ع). سألت بنت للنعمان وهي زوجة المختار ما تقولين في المختار قالت انه كان صواماً قواماً فقالت انت ممن يزكية قالت نعم رحمها الله ورحم زوجها هذا الثائر العظيم الذي وقف هذا الموقف المناصر لأهل البيت. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة