البث المباشر

جمال الدين الخليص الموصلي وشعره وكيفية اعتناقه لمذهب أهل البيت

الأربعاء 6 فبراير 2019 - 13:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 96

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من رجالات التاريخ والذين هم من معالم الجهاد وهم معالم البطولة شاعر اهل البيت وهو جمال الدين الخليعي الموصلي، هذا الرجل من الارقام التي يفتخر بها تاريخ الاسلام هو من شعراء القرن التاسع الهجري يعده الشيخ الاميني(رض) من شعراء الغدير، يعتبره من شعراء الغدير طبعاً الرجل من الشعراء المسلمين المؤمنين من الشيعة المعروفين وقد احصى ما نظمه في اهل البيت وفي مودة اهل البيت فكان اكثر من الف وستمئة وستة وخمسين بيتاً‌ من الشعر كما ذكر ذلك المحدث الاميني(رض) في موسوعته الغدير في الجزء السادس الصفحة الثانية عشر وقد انتقى المرحوم الاميني من متنوعات شعره وعده من شعراء الغدير وبخصوص ذكر له هذه المقطوعة التي هي جزء من قصيدته المهمة قالها بمناسبة الغدير يقول فيها:

جندا يوم الغدير

يوم عيد وسرور

اذ اقام المصطفى

من بعده خير امير

ثم يقول مخاطباً الامام امير المؤمنين:

لك اخلصت الولا

يا صاحب العلم الغزير

نال مولاك الخليعي

الهنا يوم النشور

بتبريه الى الرحمن

من كل كفور

طبعاً هنا يشير هذا الرجل الى‌ قضية تتعلق بنواة ارتباطه بأهل البيت وهذه القضية اذكرها على سبيل الاجمال قلت بأن جمال الدين الموصلي الخليعي اساساً هو من منطقة من الموصل من ضواحي الموصل ومن عائلة تعرف بالنواصب يعني من ابوين ناصبيين متجاهرين بالعداء لامام امير المؤمنين، فما هو اذن سبب هذه النقلة العظيمة وبهذه الفوراق الضخمة في الواقع منشأ القضية يعود الى ان امه كانت لم ترزق ولداً، لا تحمل كانت شبه عقيمة لمدة طويلة الى‌ ان يأست فنذرت ان رزقها الله ولداً تبعثه كل سنة ليقطع طريق زوار الحسين لسلبهم لضربهم لايذاء هم وطبعاً هذا النذر كان هذا متعارف ايام بني امية وبعد ذلك المراحل التي تبعت بني امية من ايام العثمانيين وذيول العثمانيين حتى ‌روى المؤرخون ان بعض الامويات نذرت ان مكن الله يزيداً من الحسين تنحر كذا من الابل هذه النذور كانت متعارفة وطبعاً ‌ساعدت القيادة الاموية والكيانات المعادية لاهل البيت ساعدت على‌ تكريس هذه الاعمال لمحاربة فكر اهل البيت وطمس ذكر اهل البيت هذه المرأة نذرت اذا رزقها الله ولداً تجعله من قطاع الطرق لكن قطاع الطرق على‌ زوار الحسين وسلبهم وضربهم وايذاءهم وفعلاً رزقت، هذا الولد واطلقت عليه هذا الاسم جمال وكبر واصبح شاباً تثقف. 
الحت عليه بتنفيد نذرها فجاء الى‌ ضواحي منطقة المسيب في العراق تبعد عن كربلاء اربعين كيلومتراً وكانت هناك القوافل، قوافل زوار الحسين تعبر وهناك نهر تعبر النهر وجسر يوجد على النهر يتجه الى ‌كربلاء وصل هذا الشاب وهو مسلح ليستتر بظلام الليل ويصيب الزوار ويؤذيهم ويفزعهم لكنه كان متعباً تلك الليلة فأستولى ‌عليه النوم وراح في سبات عميق وعبرت القوافل وتضرج جسمه بغبار قوافل الزوار، خلال نومه هذا الشاب يرى‌ في المنام كأن القيامة قامت وقدم الى‌ المحاكمة بهذه التهمة، بتهمة تصديه لزوار الحسين فأمر به الى‌ النار بعد ان اقر بذلك ولما ادخل الى ‌النار هذا كله على‌صعيد الرؤيا لم تمسه النار فاخرجه خزان النار بعد ان علموا لذلك سبباً وهو الغبار الذي اصابه من قوافل زوار الحسين كل هذا كان في المنام فاستيقظ من نومه مرعوباً‌ مهموماً مكتوياً وصارت هذه الرؤيا سبب ارتداده عن رأي والديه وتحول وصار عنده نقلة بالتفكير فصحب الزوار الى‌ كربلاء وحل حرم الحسين نادماً باكياً واخذ ينشد هذين البيتين:

اذا شأت النجاة فزر حسينا

لكي تلقى الاله قرير عين

فان النار ليس تمس جسماً

عليه غبار زوار الحسين

وذكر ذلك ميرزا النوري في كتابه دار السلام كما ذكر هذا المعنى صاحب البابليات في ترجمة شعراء القرن التاسع. هذا صار السبب في توثق علاقته بأهل البيت واصبح مستهدفاً من قبل ابويه فكان ابواه يشتمانه، يلعنانه وتبرءا منه فابتعد عنهم وعاش في الحلة هذا المعنى الذي يشير اليه يخاطب الامام امير المؤمنين:

نال مولاك الخليعي الهناء

يوم النشور

بتبريه الى ‌الرحمن

من كل كفور

عاش بالحلة ومات فيها ودفن فيها وقبره مشهور في منطقة بالحلة تسمى‌ بباب المشهد. على‌ رأس الطريق الذي ينتهي الى ‌الكفل ثم النجف تسمى ‌بباب المشهد قبره هناك موجود وعلى قبره توجد هذه الابيات ايضاً وهي من مقاطع ابياته التي يخاطب بها اهل البيت ويتودد بها لاهل البيت:

ياسادتي يا من بنور هداهم

وسناهم تجلى دجى الظلمات

نال الخليعي النجاة بحبكم

ونجا من النيران اي نجاة

وليبدلن الله خوف وليكم

امناً ويجزيه على الحسنات

وطبعاً هناك لقطات من هذا القبيل نقرأ فيها حياة بعض الشخصيات التي سبق ان ولد هؤلاء من عوائل او من اسر كانت على خلاف اتجاهاتهم يعني مثلاً‌ من قبيل السيد الحميري(رض) او غيره طبعاً‌ هذا المعنى ‌موجود في القرآن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي معنى‌ الميت ومعني الحي لا معنى ‌الميت بأنه ميت جسده يعني لا يتحرك القرآن يطلق على عديمي التفكير على‌ الذين هم اميون لا يفقهون شيئاً‌ هؤلاء الكفار المعاندين وغيرهم يطلق عليه بالاموات والمؤمنين، المؤمن القرآن يطلق عليه بالحي تأمل لذلك يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وهذا المعنى‌ لاحظناه على‌عديد من الشخصيات التي اتسمت بالولاء لاهل البيت ولكن نجد والديه بالعكس وهناك حالات مخالفة ايضاً فالرجل هذا هو ممن احد مصاديق هذه الحالة بحيث يخاطب او يتبرء من ابويه ويخاطب امير المؤمنين:

نال مولاك الخليعي الهناء

يوم النشور

بتبريه الى‌ الرحمن

من كل كفور

يصف والديه بهذه الحالة وفي الواقع هذا ناتج من فهم وادراك من هذا الرجل الله سبحانه وتعالى من عليه بمسحة من التوفيق، جاء لامر وانتهى لامر آخر، جاء بنيه وخلص بحالة‌ اخرى وذلك بعد ان دفع به ابويه الى القيام بذلك العمل واذا به بالعكس يصيح ودوداً مخلصاً‌ لاهل البيت ويوظف حياته وخواطره كلها لمدح اهل البيت والدفاع عن مظلوميتهم، الف وستمئة وستة‌ وخمسين بيت من الشعر قالها في اهل البيت نسأل الله له الرحمة والرضوان وان يوفقنا لكي نستن بسنن هؤلاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة