البث المباشر

قبسات من حياة الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري(رض) وكيفية اسلامه

الأربعاء 6 فبراير 2019 - 10:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 81

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
من اعلام الصحابة ورجالات الاسلام وحواري رسول الله(ص) هو ابو ذر الغفاري(رض) طبعاً غفاري من غفار من قبيلة غفار والرجل هذا عاش بين قوم او جماعة كلهم يعبدون الاصنام.
لكن هو بدافع الفطرة هذه الحجة الباطنية، كان على غير دينهم يعني كان يهزأ بالاصنام ويهزأ بهذه الوضعية. حتى انه شوهد يقف امام الصنم يخاطبه صنم القبيلة الذي كان عندهم يخاطبه: "ما أذلك فلم تعبد في النهاية".
سمع اخبار رسول الله في مكه يعني تطايرت اخبار النبي(ص) من مكه، وصارت تغز والآفاق البعيدة.
فالرجل انجذب، ابو ذر، وجاء الى مكة متستراً، يعني مغير وضعه ومظاهره، وكان ينام في امكنة متعددة حتى لايشك في امره ليلة في الليالي كان نائماً بباب الكعبة، تقول الاخبار وهنا يمر الامام علي(ع)، الامام علي كان دأبه يحب الضيف واكرام الضيف وقعت عينه على رجل بدوي غريب مظهره. مظهر غريب فدعاه الى منزله وهو لايعرفه، وايضاً ابو ذر لايعرف من هذا الرجل.
لكن حسب العرف السائد قال له تفضل الى منزلي. خلال مكوثه في دار الامام علي تعرف على شخصية الامام، فطلب ان يأتي به الامام الى رسول الله وفعلاً جاء به الامام امير المؤمنين الى النبي فاسلم وحسن اسلامه. ثم رجع الى قومه يدعوهم الى الله، صار داعياً للاسلام. وفي هذا الوضع المراحل تغييرت وقويت شوكة الاسلام، وهو كان يتتبع اخبار النبي(ص).
وعلم ان الملاكات تحولت، والنبي في المدينة واصبح رسول الله حاكماً واصبحت له دولة كيان نظام. فتحول الى المدينة هاجر الى المدينة وهذا صار من خلص اللصقاء بالنبي(ص): نقول الاخبار انه سافر مع النبي ذات مرة، طبعاً هو كان يسافر مع النبي في سفراته وغزاوته وغيرها، قلت كان لصيق برسول الله(ص). وهذه المرة كان في غزوة مع النبي لما رجعوا من الغزوة في الطريق برك به جمله، يعني الجمل اعيا او توقف الجمل، كان ضعيف والوقت حر فاصابه عطش. 
ترك الجمل وصار يلتحق بالقافلة من بعيد ومعه ركوة خالية من الماء، يعني قربة خالية من الماء، فكان يمشي راجلاً مر على صخرة كبيرة تجمع الماء في داخلها احياناً كانت تمطر فيجتمع في بعض الصخور التي فيها مكان مجوف؛ يجتمع فيه الماء لما شاهد الماء، جمع الماء فملأ الركوة واصحاب النبي(ص) كانوا قد نزلوا وحطوا رحالهم والنبي من بعيد كان يتفقد ابا ذر، رآه اقبل وصاح ادركوا عمكم، استقبلوا ابا ذر واذا العطش يملأ جونه.
كان العطش تأثربه لكنه لم يشرب، فقال له النبي(ص): "يا ابا ذر انت بهذا العطش والماء عندك لم لم تشرب" فقال: "يا رسول الله ابت نفسي شرب الماء وانت عطشان".
هذا الايثار هذه المواساة هذا الصدق والصفاء في الصحبة. فرح النبي(ص) لهذا السلوك ولهذا العطاء والتضحية، وقال كلمته الشهيرة: "رحمك الله يا ابا ذر تعيش وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ويسعد اقوام من المؤمنين بدفنك".
اصبح ابو ذر يعرف بان القوى التي كانت ناشطة في مجال صرخة الحق بوجة الباطل وبوجه الفساد وخصوصاً الفساد المالي والعبث ببيت المال، وكان يرى الملاكات والفوارق واللعب بالاموال، فآثر على ان لايسكت طبعاً، ابعد الى الشام وذلك اليوم كان معاوية والياً فلما وصل الى الشام كمبعد، هناك ايضاً في المنفى اخذ بلاحظ سلوك معاوية واستبداد معاوية وفساده. فأخذ ينكر عليه ذلك من باب وظيفته النهي عن المنكر.
حتى قال المؤرخون ان في تلك الايام، كان معاوية على تو فرغ من بناء قصره، وضمن البرامج برامج الاحتفال افتتاح القصرانه امر بمبلغ من الخمور الخاصة، حملت من مناطق بعيدة بواطي خاصة لهذا الاحتفال، وكل كان يتم تحت مظلة الاسلام. تصدى ابو ذر لما نقول ان اصحاب الائمة واصحاب النبي كل واحد منهم نبي صغير وامام صغير. بهذه الصورة تصدى ابو ذر وكان بيده سكيناً فاخذ يمزق البواطي فتريق الخمور ويصيح "لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له والناهين عن المنكر العاملين به".
هجموا عليه جلاوزة معاوية وهو يصيح مخاطباً معاوية: "يا معاوية ان كنت بنيت القصر من مالك فهذا الاسراف بعينه والله لايحب المسرفين، وان كنت بنيته من بيت المال فهذه خيانه للمسلمين وهذا اعتداء على اموالهم".
واذا تأتي الهجرة مرة اخرى تلاحق ابا ذر هذا الصحابي فابعد من الشام الى قرية من قرى جبل عامل ومن قرى بعلبك او جنوب لبنان، وسبحان الله هؤلاء تأثروا بسلوك ابي ذر الجهادي وعقليته الثورية، ولانزال نرى آثار هذا السلوك الثوري عند ابي ذر بترجم على هؤلاء الشباب الفتية الذين آمنوا بربهم وازدادو اهدى، ويسددون الضربات للصهاينة يوماً بعد يوم حتى اتعبوهم وحتى او جعوهم.
شباب جنوب لبنان هؤلاء حزب الله ،الله يؤدهم بنصره فهؤلاء هذه شراره وهذه بركة من بركات حياة ابي ذر في الجهاد والثورة.
اخيراً كتب معاوية آنذاك الى الخليفة ان ابا ذر يفسد القلوب عليك وكذا وطبعاً نحن نعرف ان بني اسرائيل اصحاب فرعون يصفون موسى واصحابه بالفساد، أتذر موسى وقومه يفسدون في الارض، فاي واحد سلوكه يناقض حياتهم ويناقض مشتهايتهم. الطغاة يعتبرونه مفسد مشاغب يعتبرونه يثير الشغب فيقضون عليه، هذا سلوك الطغاة والظلمة.
فساروا به ليلاً ووصلوا به الى المدينة وهذه شبح الهجرة يلاحق هذا الرجل. دخل الى المدينة وكان قد اسود وجهه من شدة الحر والتعب وهو يردد هذه الآية "والذين يكنزون الذّهب والفضّة ولاينفقونها في سبيل الله" الخ الآية.
واخيراً ان شبح الهجرة لاحقه حتى ابعد الى الربذة وعاش هناك وماتت زوجته ومات ولده وبالتالي هو ايضاً انتقل الى جوار ربه غريباً لتحقق كلمة رسول الله مخاطباً اياه "رحمك الله يا ابا ذر تعيش وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك وتسعد اقوام المؤمنين بدفنه".
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم اسلم ويوم هجر ويوم انتقل الى جوار ربه شهيداً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة