البث المباشر

الامام الرضا(ع) وجهاده وصبره وعلمه

الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 11:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين- الحلقة 59

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين ابا القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
نتحدث عن الامام علي بن موسى الرضا(ع) الامام الذي اشتهر بانه ضمن لمن يزوره في غربته الجنة، احد الادباء يقول: 

يا طاوي البيد يرجو نيل مقصده

ارح بطوس تفز فيما ترجيه

فيه علي بن موسى لم يخب ابداً

لاج اليه ولاراج اباديه

ثم يقول: 

الضامن الخلد في اعلى الجنان

لمن يزور في طوس مثواة ويأتيه

ابو الجواد ومن جدوى يديه

اذا مرت على ميت الامال تحيبه

نسأل الله ان يوفقنا ويوفق جميع المؤمنين لزيارة الامام علي بن موسى الرضا(ع). 
احد الادباء قصد الامام الرضا بحاجة وقضيت له وهذه مشهورة عند العامة وان من الطفولة اذكرها وحتى الان بشكل متواتر ان من يزور الامام الرضا(ع)اول مرة الامام يقضي له ثلاث حوائج طبعاً قضاء الحاجة من الله ولكن الائمة وسائط باعتبار مقربون من الله نحن نستشفع بهم الى الله يعني لهم عند الله من القدر ومن الجاه والمقام والا الحياة والموت والرزق والاجل والعمر وكل شئ هو بيد الله سبحانه وتعالى الائمة ايضاً مثلنا يطلبون من الله حوائجهم انما نحن نطلب من الامام الرضا من الامام الحسين هذا من باب التوسل الى الله سبحانه وتعالى بأحب الخلق عنده فهذه متواتره عند العامة ومشهورة ان الامام يتشفع الى الله بقضاء ثلاث حوائج لمن يزوره اول مرة وانا رأيت اكثر من واحد ولا عشرة ولا عشرين اقروا بهذا المعنى احدهم يخاطب الامام راح يزور الامام الرضا: 

انخت ببابك العالي ركابي

لانك للحوائج خير باب

وآمل ان افوز بكل خير

وآمن في غد سوء العذاب

رحم الله احد اساتذنا الخطباء الكبار السيد جواد شبر زار الامام هو ايضاً شملهم هذا المعنى اول مرة زار الامام الرضا طلب منه ثلاث حوائج يقول قضيت لي باسرع وقت فنظم في ذلك قصيدة مطلعها يخاطب الامام الرضا: 

هذا ضريحك ملجأ القصاد

من كل ناحية وكل بلاد

طبعاً الحديث عن الامام الرضا طويل ولكن اختصر الكلام عن الامام(ع) طبعاً الامام عاش بعد وفاة ابيه(ع) الكاظم وفي بواكير صباه وهو ينفذ مسؤولية الامامة، الامام الكاظم كان فترة طويلة في السجن فرغم ان الامام(ع) كان على قيد الحياة وكان يقود مسؤولية الامامة داخل سجنه ولكن كان ينفذ ذلك الامام الرضا(ع) والناس في المدينة بالذات يرجعون اليه وكان الامام الكاظم في السجن بعد ذلك ايام تحمله الامامة مر الامام بفصول تحيّر الناس في نبوغه يعني دهش الناس في نبوغه وفي سعة علمه بحيث هذه قضية جلية وواضحة، في عهد المأمون اقيم مجلس حضره كذا عدد من العلماء اكثر من اربعين عالماً وطلب منهم المأمون ابتكار اسئله واستحداث مسائل عويصه لوضع الامام الرضا(ع) في موقف حرج حتى يرى مثلاً الامام كيف يقف من هذه الضجة وهذه التظاهرة. 
يقول الرواة وهذه يرويها الرحوم الاميني رحمة الله عليه في كتابة "الغدير" يورد الى ذلك اشاره في الجزء الاول الصفحة 212 وفي الجزء الثالث الصفحة 236 صاحب العقد الفريد ابن عبد ربه ورد ايضاً هذه المناقشات تقريباً اكثرها التي بين الامام الرضا وبين اولئك العلماء، تقول الروايات: ان الامام افحمهم واختاروا مسائل صعبة وكان الامام يرد عليها رغم ان المأمون كان ذكي جداً وفطن وكان يحرض هؤلاء العلماء مثل محمد بن منصور وغيره ان يتجرؤا ولو بأسئلة دقيقة والامام يرد على ذلك بحنكة وبتدبر وبسرعة جداً وبلا تأخر وحتى ان الامام بعد ما انتهت تلك المحاورات سأل المأمون عمّ الامام الرضا محمد سأله يقول: من اين جاء ابن اخيك بهذا العلم الغزير؟ فالتفت اليه محمد عم الامام قال: سألتني عن امر نحن لا نعرف عنه شيئاً، ثم التفت اليه قال: انه ليس الا من ذلك العلم الذي وهبه جدنا رسول الله لجدنا علي بن ابي طالب(ع). واقر المأمون بهذه العظمة للامام الرضا(ع) طبعاً المأمون استعجل في قتل الامام الرضا وتصفيته لانه رأى لما طلع الامام الرضا(ع) الى اداء صلاة العيد بطلب من المأمون فلما خرج الامام الرضا(ع) واحدث ذلك التحرك الجماهيري يعني فزع الناس جميعاً الى الامام الرضا والتفوا حوله خاف المأمون على ان هذا يشكل خطر لهدم كيانه فاستعجل قتل الامام، في رواية اخرى اشاروا الىان المأمون شاهد من الامام الرضا(ع) حدية بالموقف يعني وجدان ما قدمه الامام من اعطاءه ولاية العهد من اعطاءه ذلك التكريم توقع من الامام الرضا مهادنه او نوع من المداراة او المماشاة، ابداً الائمة لا يراهنون على مبادئهم اغر شئ واغلى شئ عند الائمة قيمهم ومبادئهم ولذلك دفعوا الثمن الباهض دفعوا رقابهم، حياتهم، اولادهم، وجودهم كله. 
قدموه تضحية من اجل ان تقام مبادئهم في ادمغة الناس، المأمون كان غلط في محاسباته هذه فوجد من الامام موقفاً حدياً وصارماً مثلاً ما راهن الامام يوم من الايام وخاطبه يا امير المؤمنين لان مسؤولية ولا يوم من الايام ايده الامام على باطن وكانت احياناً تأتي اسئلة فقهية ثم يوم من الايام جيئ بسارق هذا السارق من الصوفيه كان سرق من بيت المال وتعمد المأمون واحضر الامام الرضا(ع) ثم صار يستجوب هذا السارق، انك سرقت؟ قال: نعم قال: هل سرقت؟ قال: نعم قال: لو قلتها ثالثاً لقطعت يدك، فقال السارق: اني سرقت اقولها ثلاثاً واكثر لكنك لا تقطع يدي، هذا طبعاً ما تعود المأمون ان يتركوا انسان حر يمتلك القدرة على الجواب لانهم يتعاملون بالقمع وبقطع الرؤوس لما سمع هذا الجواب من السارق، قال: كيف وانا بيدي السلطة ولما بيدي السلطة وانا مبسوط اليد فكيف لا استطيع قطع يدك وانت موثوق اليد؟ قال: لا تقدر على قطع يديي لانك سارق مثلي، النجس لا يطهر نجس مثله، فاقد الشئ لا يهبه لغيره قال كيف؟ قال لان بيت المال فيه حق الى اصناف من الناس وانا تنطبق عليّ صفات اكثر من صنف من هؤلاء الذين يستحقون المال وانت حرمتني كما حرمت هؤلاء فانا ما علي الا من باب الاقتصاص ان اخذ حقي، على اي حال واسترجع بعض ما غضب مني. 
كان الغرض ان الامام الرضا كان جالساً وهذا يجيب المأمون وافحمه فالتفت المأمون الى الامام الرضا وقال: اتسمع ما يقول فقال الامام: انه قابل الحجة بالحجة هذا يجيبك بمنطق انت اجيبه بمنطق ولا بالسيف والتهديد. طبعاً هذا لا يروق للمأمون هذا الموقف من الامام فانزعج وصار من ذلك اليوم بعد العده وبحسب الوقت شئ فشئ لتصفية الامام علي بن موسى الرضا(ع).
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا للاقتداء بسيرة الامام علي بن موسى الرضا وان يوفقنا لزيارته في الدنيا ولا يحرمنا شفاعته يوم نلقاه في الآخرة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة