البث المباشر

بنو أمية ودوافع قتل الحسين(ع)

الثلاثاء 29 يناير 2019 - 11:24 بتوقيت طهران

الحلقة 127

دخلت واقعة كربلاء بأحداثها الدامية المروعة في عمق ذاكرة المسلمين وحصرت بعمق في داخل الذهنية الاسلامية، اسم كربلاء اسم مقصود له مغزى وللمغزى حكمة عليا ومن وراء الحكمة اهداف عظيمة خالدة، وقد روي ان الامام الحسين (سلام الله عليه) لما دنا من كربلاء ‌سأل عن هذه البقعة فقالوا: كربلاء.
فقال: صدق الله ورسوله كرب وبلاء وفي رواية اخرى ارض كرب وبلاء، وهكذا تكون دائرة الكرب مدخلاً الى دائرة البلاء. لقد اراد ابو عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) ان يقف في وجه الانحراف الخطير اخذاً بكل سبب من الاسباب ولكن قضا الله ان تقطع الاسباب وان يقع عزيز الله شهيداً على ارض كربلاء وقتل معه سبعة عشر كلهم من ذرية فاطمة الزهراء مهجة قلب رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه)، وكان عدد من قتل مع الحسين اثنان وسبعون رجلاً.
عن سلمة قالت: دخلت على ام سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟
قالت: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت: مالك يا رسول الله.
قال: شهدت قتل الحسين انفاً، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اعطى ام سلمة التربة التي اتى بها جبرائيل (عليه السلام) يوم ان اخبره ان امته ستقتل حسيناً وقال لها: اذا تحولت هذه التربة دماً فأعلمي ان ابني قد قتل فجعلتها في قارورة.
وروى ابن كثير ان ام سلمة عندما نظرت الى التربة ووجدتها قد تحولت دماً بكت وقالت: قد فعلوها ملأ الله قبورهم ناراً، ووقعت مغشياً عليها، وتوفيت ام سلمة رضوان الله عليها في نفس العام الذي قتل فيه سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين (عليه السلام) وكانت محبة لاهل البيت، واعطاء النبي التربة لها فيه اشارة الى ان الله تعالى اخبره ان حياتها ممتدة الى ان تسمع بهذه الواقعة الفجيعة فتبين الحقيقة في عالم خيم عليه الظلام.
عندما سارت القافلة الاموية ومعها الرؤوس الطاهرة لشهداء عاشوراء المقدسين ومعها ايضاً من بقي من آل الحسين (عليه السلام)، كان لآل الحسين في الطريق الى الكوفة نداً، يقول قرة بن قيس كما في رواية الطبري نظرت الى تلك النسوة لما مررن بحسين واهله وولده صحن ولطمن وجوههن فما نسيت من الاشياء لا انسى قول زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين صريعاً وهي تقول يا محمداه يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء هذا حسين بالعراء مرمل مقطع الاعضاء، يا محمد وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها الصبا.
اجل ان بني امية طافوا من قبل برأس عمرو بن الحنق الخزاعي وهو في ايديهم اما رأس ابي عبد الله الحسين فهو اول رأس رفع على خشبة ودخل الموكب الى قصر الامارة في الكوفة فقام عبيد الله بن زياد ونادى فأجتمع الناس في المسجد فخطب فيهم ومدح الطاغية يزيد وبارك عمله الاجرامي في قتل سيد شباب اهل الجنة ثم شرع يشتم الحسين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليهما السلام) فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتى وثب عليه عبد الله ابن عفيف الازدي وكان من شيعة علي (عليه السلام) وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي والاخرى يوم صفين فكان لا يفارق المسجد الا يصلي فيه الى الليل فلما سمع ما قاله ابن زياد قال: يا بن مرجانة ان الكذاب ابن الكذاب انت وابوك والذي ولاك وابوه، يابن مرجانة اتقتلون ابناء النبي وتتكلمون بكلام الصديقين فقال: ابن زياد علي به فوثب عليه الجلاوزة‌ فأخذوه ثم امر بقتله وامر بصلبه في السبخة فصلب رضوان الله عليه.
وفي القصر جلس ابن زياد للناس وجاءت الوفود فأدخلهم، يقول حميد بن مسلم كما في رواية ابي داود والطبراني، فأذن للناس فدخلت معهم فأذا رأس الحسين موضوع بين يديه واذا هو ينكث بالقضيب بين ثنيتيه فلما رآه زيدين ارقم لا يحجم عن نكثه بالقضيب قال له اعلو بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين فو الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على هاتين الشفتين يقبلهما، ثم بكى زيد فقال له ابن زياد: ابك الله عينيك فو الله لولا انك شيخ قد خرت وذهب عقلك لضربت عنقك.
ثم نهض زيد بن ارقم فلما خرج قال الناس: والله لقد قال زيد بن ارقم قولاً لو سمعه ابن زياد لقتله.
يقول حميد بن مسلم: فسألت ماذا قال؟
قالوا: مربنا.
وهو يقول: انتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم قتلتم بن فاطمة وامرتم ابن مرجانة فهو يقتل خياركم ويستعبد شراركم فرضيتم بالذل فبعداً لمن رضي بالذل.
وروى الطبري انه لما دخل برأس الحسين وصبيانه ونساءه على‌ عبيد الله بن زياد، ولما دخلت زينب بنت فاطمة جلست فقال: ابن زياد من هذه فلم تكلمه.
فقال: ذلك ثلاث مرات، كل ذلك لا تكلمه.
فقال بعض اماءها: هذه زينب ابنة فاطمة.
فقال لها: ابن زياد الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب احدوثتكم.
فقالت زينب (سلام الله عليها): الحمد لله الذي اكرمنا بمحمد (صلى الله عليه وآله) وطهرنا تطهيراً لا كما تقول انت، انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر.
فقال ابن زياد: فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك.
قالت العقيلة (عليها السلام): كتب الله عليهم القتل فيرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون اليه وتخاصمون عنده.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة