ورغم وجود فتاوى كثير من الفقهاء، أنه لا يجوز تعطيل الفريضة إلا لأسباب كبرى تحول دون إتمامها، كانتشار وباء في الحرم.
لكن التاريخ الإسلامى يؤكد أنه منذ العام التاسع للهجرة (وهو العام الذي فرض فيه الحج على الناس)، تم تعطيل الفريضة لنحو 40 مرة.
وفي ما يلي تسلسل زمني لأبرز الحوادث التي عطّلت أو أثّرت في مناسك الحج من العصر الحديث الى التاريخ القديم:
ألغي الحج عام 1798، بحسب مؤرخين، بعد غزو نابليون للمنطقة، الذي جعل سفر الحجاج إلى مكة رحلة غير آمن.
عام 2015: في 24 أيلول/سبتمبر، شهد تدافعاً بين الحجاج في أثناء أدائهم شعيرة رجم الشيطان قرب مكة، تسببّ بوفاة نحو 2300 في أسوأ كارثة عرفها موسم حج.
وفي 11 أيلول/سبتمبر، سُجل مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، بينهم كثير من الأجانب، عندما انهارت رافعة في المسجد الحرام في مكة بسبب الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.
عام 2006: في 6 كانون الثاني/يناير، قتل 76 شخصاً بانهيار فندق بوسط مكة. وفي 12 كانون الثاني/يناير، قتل 364 حاجاً في تدافع خلال طقوس الرجم بالحجارة.
في عام 2005: في 22 كانون الثاني/يناير، توفي 3 حجاج في تدافع خلال مناسك الرجم.
في عام 2004: في 1 شباط/فبراير، قتل 251 شخصاً في تدافع في منى.
في عام 2003: في 11 شباط/فبراير، قتل 14 حاجاً بينهم 6 نساء في اليوم الأول من الرجم.
في عام 2001: في 5 آذار/مارس، توفي 35 حاجاً بينهم 23 امرأة في منى.
في عام 1998: في 9 نيسان/أبريل، سجل مقتل أكثر من 118 شخصاً وإصابة 180 آخرين في تدافع في منى.
في عام 1997: في 15 نيسان/أبريل، أدى نشوب حريق ناجم عن انفجار موقد غاز في مخيم لإسكان الحجاج في منى إلى مقتل 343 شخصاً وإصابة نحو 1500 بجروح.
في عام 1995: في 7 أيار/مايو، قتل 3 أشخاص وأصيب 99 آخرون في حريق في مخيم منى.
في عام 1994: في 24 أيار/مايو، قتل 270 شخصاً في تدافع خلال شعائر الرجم في حادث قالت السلطات إنّ سببه وجود "أعداد قياسية" من الحجاج.
في عام 1990: في 2 تموز/يوليو، تدافع ضخم في نفق بمنى بعد تعطّل نظام التهوية تسبّب بوفاة 1426 من الحجاج معظمهم من دول آسيوية.
في عام 1989: في 10 تموز/يوليو، وقع هجوم مزدوج خارج المسجد الحرام أدى إلى مقتل شخص وجرح 16 آخرين.
في عام 1987: في 31 تموز/يوليو، خلال قمع قوات الأمن السعودية، قتل أكثر من 400 شخص بينهم 275 إيرانياً، بحسب حصيلة رسمية.
في عام 1979: في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، اجتاح مئات المسلحين المسجد الحرام وحصنّوا أنفسهم فيه، وأخذوا عشرات الحجاج رهائن. ووصلت الحصيلة الرسمية للهجوم وعملية قوات الأمن التي تلته إلى 153 قتيلاً و560 جريحاً.
في عام 1975: في كانون الأول/ديسمبر، شب حريق ضخم بسبب قارورة غاز انفجرت في مخيّم للحجاج قرب مكة، ما أدى إلى مقتل 200 شخص.
ظهور الوباء
ذكر ابن كثير فى "البداية والنهاية"، أنه في سنة 357 هجرية، ظهر داء الماشرى و انتشر فى مكة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج.
الغلاء وارتفاع الأسعار
انقطع الحاج المصرى فى عهد العزيز بالله الفاطمى لشدة الغلاء، وفى سنة 419 هجرية لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل مصر، وفى سنة 421 هجرية تعطل الحج أيضا سوى عدد قليل من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفى سنة 430 لم يحج أحد من العراق وخراسان، ولا من أهل الشام ولا مصر.
الطقس السيئ
يقول ابن الأثير في أحداث عام (417هـ): “في هذه السنة كان بالعراق برد شديد جمد فيه الماء في دجلة والأنهار الكبيرة، فأما السواقي فإنها جمدت كلها، وتأخر المطر وزيادة دجلة، فلم يزرع في السواد إلا القليل وفيها توقف الحج من خراسان والعراق".
"القرامطة"
وعلى مدى التاريخ، توقف الناس عن الذهاب إلى الحج، بسبب "القرامطة"، لاعتبارهم الحج من الأعمال الجاهلية، وذلك بحسب ما ذكر في كتاب "تاريخ الإسلام للذهبى.
وذكر الكتاب: "وقف أبو طاهر القرمطى، منشدًا على باب الكعبة يوم الثامن من ذى الحجة سنة 317 هجرية، داعيًا سيوف أتباعه أن تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا، فى الوقت الذى كان يشرف هو بنفسه على هذه المجزرة المروِّعة وينادى أصحابه "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود"، ويومها تعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم سيوف هذا الطاغية من كل جانب، واختلطت دماؤهم الطاهرة وأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة، حتى زاد عدد من قتل فى هذه المجزرة عن 30 ألفا، دفنوا فى مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة".