وإن سورة التوبة المباركة تسمي أيضاً بسورة "البراءة" لها 129 آية وتعدّ من السور المدنية والتي تقع في الجزئين العاشر والحادي عشر وهي السورة 124 من حيث ترتيب النزول على النبي (ص).
إن التوبة تعني الإنابة والعودة من الذنب وسميت السورة بـ التوبة لتكرار مفردة التوبة فيها مرات عديدة ومن صفاتها أنها لا تبدأ بالبسملة كالسور الأخرى لأنها نزلت في فضح المنافقين والبراءة من المشركين.
ومن صفاتها أيضاً بحسب المفسرين:
أولا:
"بسم الله الرحمن الرحيم" هي آية الرحمة والأمان ولكن سورة التوبة نزلت لرفع الأمن والهدنة من الكافرين.
ثانيا:
روي ابن عباس عن عثمان بن عفان أنه لم يسمع الرسول (ص) يتحدث عن محل نزول السورة المباركة، وجاءت سورتا الأنفال والتوبة واحدة تلو الأخرى لأنهما نزلتا بالمدينة المنورة وموضوعهما واحد.
ثالثا:
أصحاب الرسول (ص) لم يسمعوا السورة بعبارة "البسملة" (بسم الله الرحمن الرحيم) أبداً.
رابعا:
نزلت سورة التوبة المباركة مع سورة الأنفال المباركة وتعتبر الإثنتان سورة واحدة.
إن التوبة هي الموضوع الرئيسي لهذه السورة وهي تقدّم حلولاً للتوبة الحقيقية والعودة من الشرك إلى الإيمان والاهتمام بأمور مثل الصلاة والزكاة والجهاد.
وتشير السورة إلي مجموعة أفعال منها حبّ الدنيا والإنتهازية والكذب والغش وهي ليست من الذنوب الكبيرة ولكنها مصداق للفسق.
ونزلت سورة التوبة المباركة لتأمر بحزم وجدية ضرورة قطع العلاقات مع الكفار والمشركين رغم إبقاء طريق التوبة مفتوحا لهم.
وتأمر السورة بالإبتعاد عن المشركين وإن كانوا من الأقرباء كما إبتعد النبي ابراهيم (ع) من أبيه من قبل.
ومن المواضيع الآخرى لسورة التوبة هي المسجد الضرار وهو مسجد شيد لتفريق صف المسلمين حتي أمر الرسول (ص) بهدمه.