ومن الجانب الإماراتي، وقع الاتفاقية عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومن الجانب الإسرائيلي، أورنا باربيفاي، وزيرة الاقتصاد والصناعة، في مراسم أقيمت بمقر وزارة الاقتصاد في دبي، ليبدأ الجانبان بذلك حقبة جديدة من التعاون البناء على ضوء الاتفاق الإبراهيمي للسلام الموقع بينهما في سبتمبر 2020.
وتعد "اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الكيان الإسرائيلي الثانية التي تبرمها دولة الإمارات، بعد اتفاقية مماثلة جرى توقيعها مع جمهورية الهند في فبراير الماضي، ودخلت حيز التنفيذ بالفعل مطلع شهر مايو الجاري"، لافتة إلى أن ذلك يأتي "تنفيذا لبرنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية المعلن في سبتمبر الماضي ضمن "مشاريع الخمسين"، والهادف إلى توسيع شبكة الشركاء التجاريين العالميين لدولة الإمارات عبر إبرام سلسلة من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع 8 دول ذات أهمية استراتيجية إقليميا وعالميا".
وبحسب "وام" فإن "اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وإسرائيل توفر العديد من المزايا لاقتصاد الدولتين، عبر إلغاء الرسوم الجمركية على 96% من البضائع التي تدر نحو 99% من عائدات التصدير، كما تعزز وصول المصدرين إلى الأسواق، وتجذب المزيد من الاستثمارات وتخلق فرصاً جديدة في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والبيئة والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا، بالإضافة إلى أنها تحفز نمو القطاعات الخدمية مثل الضيافة والخدمات المالية والتوزيع والتشييد، كما توفر منصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولتين للتوسع عالميا".
وأشارت "وكالة أنباء الإمارات إلى أنه "من المتوقع أن تحفز اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وإسرائيل، التدفقات التجارية بين الدولتين وصولا إلى 10 مليارات دولار سنويا في غضون 5 أعوام، وأنها ستضيف نحو 1.9 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات خلال الفترة نفسها، وستصب في تحقيق زيادة سنوية ملموسة في قيمة الصادرات غير النفطية للدولة".
من جانبه، شدد عبد الله بن طوق المري أن "الإمارات تواصل اتخاذ خطوات ثابتة للنهوض بالاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للتجارة والاستثمار وصناعات المستقبل، تماشيا مع الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، وتنفيذاً لمشاريع الخمسين"، مضيفا: "إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات و"إسرائيل" ستخلق نموذجا جديدا للتعاون البناء بين دول المنطقة، من منطلق أن بناء اقتصادات مرنة ومستدامة النمو يتطلب التعاون والتكامل والشراكة والانفتاح في ظل التحديات التي يشهدها العالم حاليا".
وأكمل: "هذه الاتفاقية تثبت أيضا أن التعاون والحوار هما أفضل طريق لتحويل التحديات إلى فرص"، لافتا إلى أن "العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات و"إسرائيل" شهدت نمواً متسارعاً منذ توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام في سبتمبر 2020، إذ سجلت التجارة البينية غير النفطية نحو 2.5 مليار دولار منذ ذلك الحين وحتى نهاية مارس 2022، فيما سجلت 1.06 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، وهو ما يعادل 5 أضعاف ما تم تسجيله في الفترة ذاتها من العام الماضي".
من جهتها، أكدت أورنا باربيفاي أن "زيارتها إلى دولة الإمارات تحمل أهمية استراتيجية للعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، بعدما تم اليوم توقيع اتفاقية للشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما، كما تم المضي قدما في سلسلة من الشراكات الاقتصادية الأخرى"، متابعة: "معا سنتخطى التحديات وسنعمل على تعزيز التجارة الشاملة، والتقنيات المتقدمة التي ستكون بمثابة أساس لمسارنا المشترك، بما يسهم في تسهيل الأعمال وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين".
واستطردت: "هذه أول اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة يتم إبرامها مع دولة عربية، وقد جرى إنجازها بنجاح في وقت قصير عقب إقامة العلاقات الدبلوماسية".
هذا ولاقت اتفاقية التطبيع الموقعة انتقاداً شديداً من الفلسطينيين، الذين عبروا عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن تلك الاتفاقيات وقعت بعد “مسيرة الأعلام” الاستيطانية التي استباحت مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وتحت وسم #التطبيع خيانة، كتب كثير من النشطاء تدوينات انتقدت ما حدث، وكتبت إيمان حاتم الشنطي معلقة: “جاء الرد سريعاً على مسيرة الأعلام الصهيونية واقتحامات المسجد الأقصى المستمرة بتوقيع اتفاقية اقتصادية للتجارة الحرة بين دولة الإمارات وكيان الاحتلال”.
وكتب حساب باسم “مجد” معلقاً على ما جرى: “تصالحوا مع الكيان المؤقت إرضاء لأمريكا واتقاء لسخطها، ولم يراعوا رباً في إرضائه أو اتقاء لسخطه”.
كما كتب حساب صـور من التـاريخ على موقع “تويتر” معلقاً: “قناة i24news الإسرائيلية تُعلن افتتاح أول مكتب رسمي لها في المغرب، وهكذا أصبحت العمالة تنقل بشكل مباشر”.
ونشر كثير من المشاركون في الحملة صوراً تجمع مسؤولين عرباً من الدول المطبعة مع قادة دولة الاحتلال، وصوراً أخرى للفعاليات الشعبية التي واجهت المستوطنين في القدس.