جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للشابي أكد من خلاله أن "جبهة الخلاص" ستدفع نحو حوار وطني دون إقصاء، بناء على نداء 9 إبريل/ نيسان الماضي، والذي أعلن فيه عن مبادرته السياسية تحت عنوان "جبهة الخلاص بهدف إنقاذ تونس".
وأفاد الشابي في كلمته خلال المؤتمر بأنه "لابد من رص صفوف كل القوى الديمقراطية من أجل إسقاط الانقلاب والتراجع عن الإجراءات الاستثنائية ومن أجل استئناف المسار الديمقراطي والدستوري"، مؤكدا على ضرورة "بناء البديل الديمقراطي الكفيل بالتأسيس لديمقراطية مستدامة".
وأضاف الشابي أن "جبهة الخلاص ستعمل على تشكيل حكومة شرعية للإنقاذ تتكفل بإدارة مرحلة انتقالية تعد البلاد لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة وعلى إطلاق حوار وطني حول الإصلاحات الأساسية في المجالات السياسية والاقتصادية والدستورية والقانونية ودعم الحكومة الانتقالية".
وأوضح أنه "سيتم العمل على تفعيل القانون عدد 1 لسنة 2022 المؤرخ في 30 مارس/ آذار والمتعلق بإيقاف العمل بالإجراءات الاستثنائية"، مبينا أن "الجبهة تدعو البرلمان الذي وضع نفسه على ذمة الحوار إلى تزكية الحكومة ومخرجات الحوار الوطني".
وتابع الشابي أن "برنامج الخروج من الأزمة موجود وكل طرف له تصور والمهم هو عقد حوار وطني ومنتدى للحوار الاقتصادي"، مؤكدا أنه "لا دخل لهم في نزاع الشرعيات فـ25 يوليو/ تموز غير شرعي ولابد من العودة إلى الديمقراطية، والحوار الوطني يجب أن يكون دون أي إقصاء"، في إشارة إلى تاريخ اتخاذ الرئيس التونسي، قيس سعيّد، إجراءاته الاستثنائية التي انفرد من خلالها بالحكم.
ومنذ 25 يوليو/تموز 2021، تعاني تونس أزمة سياسية حادة إثر إجراءات استثنائية بدأ سعيّد فرضها، ومنها حل البرلمان وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وحل المجلس الأعلى للقضاء، وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "انقلاباً على الدستور".
وقال الشابي "هذه الهيئة التسييرية لجبهة الخلاص الوطني ستنطلق في تنظيم عدد من الاجتماعات الشعبية في مختلف المدن التونسية لحصد دعم شعبي لهذه المبادرة، وستواصل حواراتها إلى غاية منتصف شهر مايو/ أيار القادم".
وفي تصريح له، أكد الشابي أن "جبهة الخلاص تتكون من 10 مكونات (كيانات)، و5 أحزاب و5 مكونات برلمانية وشخصيات".
وأوضح أن الأحزاب هي "حركة النهضة، وقلب تونس، وائتلاف الكرامة، وحراك تونس الإرادة، وحزب أمل"، مضيفا أن المكونات هي "مواطنون ضد الانقلاب واللقاء الوطني للإنقاذ، وتوانسة من أجل الديمقراطية ومبادرة اللقاء من أجل تونس".
وقال "هناك أحزاب أخرى معنية وهناك حوار ومشاورات متقدمة معها"، مبينا أن هناك مجموعة هامة من البرلمانيين، تقريبا 6 مكونات في شكل تنسيقية أعربوا عن رغبتهم في الانخراط في الجبهة". واعتبر أنه "ومن حيث المنطلق فالجبهة لها جل مقومات النجاح".
من جانبه، قال عضو مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، جوهر بن مبارك، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "المبادرة (الجبهة) تعتمد على فكرة أساسية وهي الإنقاذ وخلاص تونس من الأزمة التي تمر بها"، مضيفا أن" الحل هو عودة السيادة لصاحب السيادة بعيدا عن الشعارات وعبر انتخابات مبكرة".
واعتبر أن "تونس بلا حكومة، فحكومة (نجلاء) بودن مجرد أداة تنفيذية لتحقيق رغبات رئيس الجمهورية وفاقدة للشرعية".