ومنها الكثير من المشروبات التراثية التي يمتد تاريخها لآلاف السنين مع توارثها عبر الأجيال في الوطن العربي، وتتميز المشروبات الرمضانية بمفعولها السريع في تخفيف الشعور بالعطش.
وأوضح الدكتور محمد عبد الحليم، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن تاريخ أحد أشهر المشروبات الرمضانية المصرية التي يعتمد عليها المصريون في وجبة الإفطار وهي "التمر الهندي" يعود إلى مئات السنوات، والمشروب موطنه الأصلي الهند وشرق إفريقيا.
وأصل المشروب هو التمر من دولة الهند وشرق إفريقيا الاستوائية، ويزرع في جنوب شرق آسيا، وذلك وفقاً لكتاب الدكتور حمزة الجبالي "أسرار العلاج بالنباتات الطبية والمكسرات والتوابل"، وقام العرب باستيراد التمر إلى بلادهم وأطلقوا عليه اسم "التمر الهندي".
وفي عصر المماليك، ارتبط هذا المشروب برمضان لقدرته على التخفيف من حدة العطش، وظل التمر الهندي أحد المشروبات الأساسية الرمضانية في مصر حتى الآن.
السوبيا:
وهى إحدى المشروبات المعروفة عربياً بين مصر والسعودية مع اختلاف طريقة تصنيعها وأصولها، وتعرف السوبيا المصرية بمكوناتها من الماء واللبن وجوز الهند والفانيلا.
وارتبط مشروب السوبيا بمصر منذ العصر المملوكي، حيث واجهت البلاد فترات من الفقر الشديد التي كان يتم توزيع فيها حصة لكل فرد في البلاد مكونة من دقيق وسمن وسكر وأرز وجوز هند وبعض أنواع التوابل، وهذه المكونات استخدمها الناس لصنع هذا المشروب الغني بالعديد من العناصر، وأصبح مشروبا عاما في البلاد.
قمر الدين:
وهو أحد أبرز المشروبات التي تزين مائدة الإفطار في مصر وهناك العديد من الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم، حيث نسبت بعض الروايات إلى أنه يعود لعام 1400، حيث يروي أن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور ثبوت رؤية هلال رمضان، لذلك أطلق عليه اسم قمر الدين، فيما هناك روايات أخرى تُرجع تسميته إلى أشهر صناعه وكان اسمه قمر الدين، وتعد دولة سوريا هي الأبرز في إنتاجه. ويظل هذا المشروب من أكثر المشروبات الرمضانية المحببة عربياً لقدرته على تخفيف حدة العطش.
ويصنع قمر الدين من شرائح فاكهة المشمش عن طريق تجفيف عصير تلك الثمار، ثم سكبه في صحون كبيرة ويترك ليجف في الشمس ثم يقطع إلى قطع مستطيلة أو مربعة.