البث المباشر

في ذكرى تكريمه.. نظامي كنجوي الشاعر الإيراني العبقري!

الأحد 12 مارس 2023 - 16:56 بتوقيت طهران
في ذكرى تكريمه.. نظامي كنجوي الشاعر الإيراني العبقري!

يصادف اليوم 12 مارس الذكرى السنوية لتخليد الشاعر الفارسي الكبير "نظامي كنجوي" في المفكرة الإيرانية الذي ذاع صيته في الآفاق، بقدراته الشعرية وتعاليمه الأخلاقية من خلال أبياته الشعرية.

وهو راو قصصي مميز في الأدب الفارسي، وصاحب أسلوب مميز في كتابة القصص والروايات الشعرية أو الشعر القصصي.

ولد الشاعر الفارسي نظامي كنجوي عام 1140 للميلاد وتوفي عام 1203 للميلاد. اسمه الكامل الياس بن يوسف نظامي كنجه اي ، هو من كبار الشعراء الفرس. ينسب الى مدينة كنجه والتي تقع حاليا في أذربيجان. ووالدته كردية.

عاش خلال فترة حكم السلاجقة نظامي كنجوي وهو شاعر القرن السادس الهجري القمري ومؤلف اول ملحمة في الادب الفارسي. وقد كتب جميع اشعاره باللغة الفارسية وتقع مقبرته بمدينة كنجة باذربيجان.

لقد كان نظامي ملماً بكافة العلوم المعروفة في زمانه، مثل الأدب وعلم الفلك، والفلسفة، والعلوم الإسلامية والفقه والكلام واللغة العربية، وقد استخدمها في أشعاره مما جعلها متميّزة.

وكنجوي شأنه شأن الشاعرين فردوسي وسعدي استطاع ايجاد واستكمال اسلوب خاص. وعلى الرغم من ان كتابة القصة لم تبدأ مع نظامي كنجوي لكنه يعتبر الشاعر الوحيد الذي استطاع حتى نهاية القرن السادس ايصال الشعر التمثيلي الى ذروته.

ويعد نظامي كنجوي شاعراً لم يشابهه أحد ممن خلفه من الشعراء من حيث انتقاء المفردات والالفاظ المناسبة وايجاد التركيبات الخاصة وابداع المعاني والمضامين الجديدة والجذابة وتصوير التفاصيل في ظل قوة الخيال والدقة في وصف المناظر والطبيعة والاشخاص واستخدام التشبيهات والاستعارة المرجوة والحديثة.

وبالرغم من انه يمكن الاخذ على اعمال نظامي من حيث الاطناب في الكلام والتلاعب بالالفاظ والاتيان بمصطلحات علمية وفلسفية وتركيبات عربية كثيرة وتعقيد المعاني في بعض الابيات، لكن محاسن كلامه بدرجة انه يجب اعتباره احد اكبر شعراء ايران خاصة وأنه لا ند له في فنه.

مكانة نظامي كشاعر موهوب، يعترف بها جميع النقاد من الفرس وغيرهم علي السواء وقد اعترف له بذلك كتاب التراجم ومن بينهم عوفي وحمد الله المستوفي ودولتشاه سمرقندي ولطفعلي بيك وكذلك الشعراء ومن بينهم سعدي وحافظ وجامي وعصمت البخاري.

 

وكان له تأثير كبير وبعيد المدى على الأدب الفارسي. ومن أشهر مؤلفاته (بنج كنج) والتي تعني الكنوز الخمسة والتي تتألف من خمس منظومات قصصية وقد أمضى الشاعر 30 عاماً من عمره في تأليف هذا الكتاب.      

و"مخزن الأسرار" هو منظومة تعليمية شاملة علي الأفكار الإنتزاعية والقصص الهادفة بالمواعظ، والأسرار العرفانية والأخلاقية، والتي حذا كثير من الشعراء في ايران وشبه القارة حذوها في الاسلوب الأدبي والمضامين.

وقد تم تأليف مخزن الأسرار في ٦ ابواب وهي: احوال الشاعر الحكيم نظامي كنجوي وأعماله وأشعاره، وسرد المثنويات العرفانية والأخلاقية في شبه القارة، والاقبال علي أعمال نظامي كنجوي في شبه القارة، وتجزئة مخزن الأسرار وتحليله، والتتبع الأدبي من مخزن الأسرار في شبه القارة، والتتبع الأدبي من مخزن الأسرار في ايران في الفترات المختلفة وفي نهاية الكتاب تم درج فهرس عن عناوين المثنويات واسماء شعرائها وفهرس الأسامي والأماكن وفهرس المصادر.

وجمال الدين ابو محمد الياس بن يوسف بن زكي المعروف بنظامي كنجوي، هو شاعر وقاص إيراني فارسي عاش في القرن السادس من الهجرة (الثاني عشر للميلاد) وعُرف بأنه رائد سرد القصة في الأدب الفارسي. وقد وصلت منه الينا خمسة كتب في ايران بـ"خمسة كنوز" وهي "مخزن الأسرار، وخسرو وشيرين، وليلي ومجنون، والعروش السبعة وكتاب الإسكندر".

ولابد من الإشارة الى حقيقة هنا، وهو أن نظامي لم يكن الأول من انتهج اسلوب الشعر القصصي، ولكنه كان الشاعر الوحيد الذي أوصل الشعر القصصي الى حد الكلام حتى نهاية القرن السادس الهجري.

لقد أبدع نظامي في اختيار الكلمات المناسبة والجمل الشعرية المبتكرة في بعده الى تقليد أسلوبه. ومن أبرز هؤلاء الشعراء الآخرين الذين قلّدوا أسلوب "نظامي"، شعراء مثل "خواجوي كرماني"، و"جامي" ، و"هاتفي"، و"وحشي بافقي"، و"آذر بيغدلي"، بالإضافة الى كتاب "الكنوز الخمسة"، فإن النظامي قد ألّف أيضاً "ديوان القصائد والغزل".

كما ان لنظامي العديد من القصائد في مجال الوعظ والحكمة كأسلوب الشاعر "سنائي"، وكذلك الملوك يحترمون مكانته ولم يعملوا على إقامة موائد الطرب بحضوره.

كما أن الشاعر نظامي لم يرتبط مع أي من شعراء عصره سوى الخاقاني. لقد كان عصر نظامي يؤمن بالخرافات والتنجيم ولكن بسبب أن النظامي كان عالماً ويؤمن بالعلم والمنكق، فقد عمد في عصره أن يبرز ايمانه واعتقاداته العلمية التي كانت تتعارض مع أفكار مجتمعه، وكان يقول: ان الكواكب والنجوم هي أيضاً مخلوقات وليس لها أي تأثير على مصير ومستقبل الإنسان.

 

مميزات وخصائص شعر نظامي:

1- التشبيهات الشعرية والإيضاحات التي يستخدمها نظامي جميلة وخيالية.

2- له قدرة كبيرة على تصوير الطبيعة والأوضاع مع الموسيقى الشعرية.

3- اختيار الكلمات المناسبة لتتوافق مع الموسيقى الشعرية.

4- ابتكار عبارات وجمل خاصة وخلق معاني ومضامين أخرى لها.

5- هناك الكثير من الإبتكار في جمل وعبارات نظامي في أشعاره.

الأمر الذي يثير نوع من الغموض على أشعاره، حيث أن نظامي يختار الكثير من الكلمات العربية والعبارات العلمية والفلسفية، والمعارف الإسلامية، لذلك فقد أصبح فهم أشعاره صعباً ومعقداً، ولكن مكانة "نظامي" العلمية كانت معروفة لدى الغرب والشرق، وعلى سبيل المثال قام "يان ريبكا"  بترجمة ديوان "هفت بيكر"، الى الفرنسية.

كما قام المستشرق الألماني "ويليهلم باحز" باجراء دراسة وبحث حول نظامي. وكذلك قام المستشرق البريطاني "ويلسون" وبترجمة كتاب "هفت بيكر" الى اللغة الإنجليزية.

 

مؤلفاته:

من أشهر مؤلفاته بنج كنج والتي تعني الكنوز الخمسة والتي تتألف من خمس منظومات قصصية:

 

خسرو وشيرين:

في هذه القصة يجري نظامي على نسق الفردوسي من ناحية الموضوع والصياغة. وموضوع قصته يشتمل علي مخاطرات الملك الساساني كسري الثاني وغرامه مع معشوقته الجميلة شيرين، ونهاية‌ منافسه التعيس فرهاد، وقد اعتمد نظامي في هذه القصة علي المصادر التي اعتمد عليها الفردوسي من قبل أو علي مصادر أخرى شبيهة بها، ولكنه تناولها بطريقة أخرى، ابتعد فيها عن الدراسة الموضوعية، فاستطاع أن يخرجها قصة غرامية بعكس الفردوسي فإنه أخرجها قصة حماسية. وهذه المنظومة تشتمل علي ما يقرب 7000 بيت.

 

مخزن الأسرار:

هي منظومة صوفية تشتمل علي كثير من النكات والحكايات علي أسلوب حديقة الحقيقة التي ألفها سنائي أو علي أسلوب المثنوي المعنوي التي كتبه فيما بعد جلال الدين الرومي. وهي تشتمل علي كثير من المقدمات في المناجاة والحمد، يعقبها عشرون مقالة كل واحدة منها تتعلق بموضوع فقهي أو أخلاقي يتناوله الشاعر أولاً من الناحية ‌النظرية والمعنوية، ثم يصوره بعد ذلك بحكاية من الحكايات.

 

إسكندرنامه (كتاب الإسكندر المقدوني):

هذه هي المثنوية الخامسة من مثنويات نظامي وهي مكتوبة في وزن المتقارب وهو الوزن الذي كتب فيه أكثر الشعر القصصي الفارسي. وهذه المثنوية مقسمة إلي قسمين. الأول منهما يسمي إقبالنامه والثاني يسمي خردنامه.

 

ديوان اشعار:

كان لنظامي ديواناً من الغزليات والموشحات والقصائد يبلغ العشرين ألف بيت وقد كتب نظامي ديوانه في سنة 584 ه.

 

ليلي ومجنون:

وهذه القصة لا تحدث وقائعها في إيران بل تقع في بلاد العرب وهي لا تمثل شخصية ملكية، بل تمثل شخصين عاديين من عرب الصحراء إحدهما هو البطل والآخر هو الفتاة المعشوقة. ولكن نظامي استطاع أن يصبغها بالصبغة الفارسية وقد أختار لها وزن الهزج المسدس الأحزب القبوض المحذوف. وتشتمل علي أكثر من 4000 بيت.

 

هفت بيكر (العروش السبعة):

آخر المثنويات التي أنشدها نظامي ويشتمل علي أكثر من 50000 بيت من الشعر. وموضوع هذه المثنوية مشابه لموضوع خسرو وشيرين في كونه متعلقا بقصة خاصة بأحد الملوك الساسانيين وهو بهرام جور.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة