وكانت لهذه العمليات الصاروخية والطائرات المسيرة في عمق أراضي الإمارات العربية المتحدة وقعها القوي وعواقبها الشديدة على دولة كانت تعتبر نفسها آمنة الى حد كبير.
ووفقاً لـ Bloomberg ، عندما أعلنت الإمارات سحب معظم قواتها من اليمن في خريف عام 2019، ربما شعر القادة بالرضا إلى حد ما؛ بين الدول العربية الأربع التي دخلت مباشرة في حرب اليمن (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، حيث نجت الإمارات العربية المتحدة فقط من شكل من أشكال الفخر العسكري بعد أربع سنوات من الحرب.
وأضافت: لقد فشل التحالف السعودي في تحقيق أهدافه كما فشل في الحاق الهزيمة بالجيش اليمني واللجان الشعبية ، لكن الإمارات تمكنت إلى حد ما من إبقاء جنوب اليمن تحت سيطرة القوات الخاضعة لها.
وكتبت بلومبرغ: "لكن أي شعور بالإنجاز شعر به الإماراتي اهتز الشهر الماضي عندما شنت حركة أنصار الله سلسلة من عمليات القصف بالصواريخ والطائرات المسيرة على أبو ظبي ، مقر إقامة ولي العهد الأمير محمد بن زايد".
وذكر التقرير أن الهجوم الأول الذي وقع في 17 يناير / كانون الثاني أشعل النار في مطار ومنطقة صناعية قريبة ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وعلى الرغم من اعتراض أنظمة الدفاع الصاروخي الإماراتية والأمريكية الهجومين التاليين، إلا أن الرسالة اليمنية سُمعت بصوت عالٍ وواضح: الإمارات دخلت بجد في أهداف أنصار الله.
ولفت الى ان هذه الرسالة لها صدى يتجاوز الطائرات بدون طيار والصواريخ. دولة الإمارات نقطة حيوية في الاقتصاد العالمي. إنها ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك وواحدة من أكبر المراكز التجارية في العالم. "أنصار الله، الذين أظهروا مراراً وتكراراً قدراتهم على مهاجمة أعماق المملكة العربية السعودية، حيث يتم تنفيذ هجماتهم كل يوم تقريباً، يظهرون الآن أن نطاقهم لا يقتصر على الدول التي يشاركونها في الحدود. "
ويضيف الكاتب أن وقت الهجوم الثالث، الذي تزامن مع زيارة رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ إلى الإمارات (أول زيارة منذ تطبيع الإمارات وكيان الاحتلال علاقاتهما بموجب اتفاق إبراهيم)، أرسل أيضاً رسالة إلى الكيان الصهيوني.
وعلى الرغم من أن قادة الإمارات يحاولون عدم ابداء الذعر في مواجهة هذه التهديدات الحقيقية، إلا أن هناك قلقاً كبيراً في رد فعلهم على التهديدات المتصورة ؛ حيث تم استدعاء السكان الذين نشروا صوراً للصواريخ التي يتم اعتراضها للاستجواب من قبل السلطات لأن مقاطع الفيديو الخاصة قد تساهم في بث الشائعات أو توفر معلومات أمنية مهمة.
ولكن مقاطع الفيديو التي تثير قلق الامارات لن تبقى مسجلة على الهواتف المحمولة، ولا تستطيع حكومة الإمارات منع من انتشارها خارج الحدود.
وخلص بلومبرغ إلى أن، أنصار الله قد يضعون النهاية لأمل عودة الإمارات إلى نشاطاتها التجارية المعتادة.