أشرق الكون ابتهاجاً
تجلى النور في أفق السماء وأضاءت الدنيا وأُزهر الكون، انتشرت الملائكة وحجبت الجن من استراق السمع، تكسرت الأصنام وانهدّ إيوان كسرى حدثت في الأرض أشياء كثيرة ومعجزات عديدة، حتى تساءلوا فيما بينهم لِمَ كُلَّ هذا ؟ولماذا كُلَّ هذا النور هل عيدٌ وأيُّ عيدٍ للدنيا شمل؟
أنجبت آمنة خير النبيين النبي محمدا فكان خاتمة اليوم الذي خلق الله كل الدُّنا؛ من أجلِه وسجد ملاك الله شكراً وتعظيماً في يوم مولده أُقيمت الصلوات من رب الأرباب على خير الأنام، ولد البشير النذير في عصرٍ كان العالم أحوج ما يكون إلى رسول وإلى شخص ينقذهم وينّجيهم مما هم فيه؛ حَيثُ شاع الفساد والعدوان وضاعت الأخلاق والقيّم، كُثرت النزاعات والحروب وسُلبت المرأة حقوقها، فجاء محمد كالضياء والنور المنتشر بكتاب عظيم أنقذ الإنسانية وأعزّ الأمة وفتح أبواب الخير التي تنتهي إلى سيادة العدل والنور والمعروف.
انتشرت نبوَّة النبي محمد في أنحاء الجزيرة العربية فعارضه البعض وناصره البعض الأخر وممن ناصروه وكانوا أوفياء معه أهل اليمن، فقد اسبشروا بقدومه، وفرحوا بنبوته، ولا يزالون إلى اليوم يحتفلون بمولده العظيم ويتباركون في الثاني عشر من ربيعٍ الأول، ونالوا عزةً ورفعة بمولده وساروا على نهجه وطريقه القويم المستقيم.
ازدانت يمنّا الحبيبة بمولد الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وتلألأ اللون الأخضر في سماء الحرية واستضاء اليمانيون بنورهِ وهديهِ، وابتهج كُلَّ قلبٍ استقر فيهِ حبّ النبي الأكرم، وعجزت كل الأقلام والأيادي أن تسجل أو تعبّر مدى فرحنا بهذا المولد الشريف، ولا يمكن لأحد أن يمنعنا من احتفالنا وفرحنا ونداءاتنا التي تصدع عالياً، لبيك يارسول الله.