الابيات القصيرة التي يرتجلها أصحاب الامام الحسين عند الانحدار الى ميدان القتال، تكشف جانبا راسخا من البصيرة لدى انصار سيد الشهداء، حيث تحمل في طياتها الكثير من المعاني، والمفردات ذات المغزى العميق، فيما يتعلق بالاستعداد التام للتضحية بالنفس في سبيل نصرة ريحانة المصطفى ، بالإضافة لمحاولة تقديم النصح للطرف المقابل، كنوع من المسؤولية الملقاة على عاتق الانسان المسلم، بالإضافة الى ان المنازلة في الحروب تتطلب الارتجاز قبل الالتحام بالسيف، كونها من الأمور المتعارف عليها آنذاك.
من الصعب الوقوف على القراءة الدقيقة لطبيعة الاشعار الارتجالية ، خصوصا وان الظروف التي صيغت فيها تلك الابيات تختلف عن الوضع الراهن أولا، فضلا عن إعطاء صورة متكاملة لقائل تلك الابيات، من الصعوبة بمكانة لدى كافة الباحثين، انطلاقا من مكانة ابطال كربلاء ، وصعوبة الارتقاء لمستوى تقييم تلك الشخصيات من مختلف الجوانب فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا”.
دراسة اراجيز أصحاب سيد الشهداء، لا تعدو عن كونها اجتهادات شخصية ومحاولات بسيطة وسريعة، للوقوف على تلك الابيات، التي ارتجلت ابان المعركة الحامية، التي قادها الامام الحسن مع الثلة من اهل بيته وأصحابه، مقابل جيش جرار يناهز 30 الف مقاتل، وبالتالي فان الدراسة تبقى محل اخذ ورد، انطلاقا من القناعة الراسخة بإمكان تصويب كافة الآراء والاجتهادات، عدم الركون عندها، بهدف الارتقاء بالعمل لتجاوز بعض الاجتهادات، بما يصب في خانة رسم الصورة المناسبة لمعركة الطف الخالدة.
أشعار الارتجاز في واقعة كربلاء الخالدة، تمثل مخزونا معرفيا للجهات العلمية الساعية للبحث في بعض تفاصيل هذه الواقعة الأليمة، فهذه الاشعار قادرة على استنطاق الكلمات بطريقة مباشرة او غير مباشرة، مما يسهم في رسم جانبا من الجوانب التي حاول الاعلام الأموي طمسها او السكوت عنها، لاسيما وان الاشعار تمثل الوسيلة الأكثر انتشارا في القرون الأولى للإسلام، وبالتالي فان الارتجاز يسهم في إيصال الرسالة لمختلف الأطراف، نظرا لسهولة الحفظ لدى المتلقي، فقد استطاعت هذه الرسالة تحقيق جانبا من أهدافها، من خلال تدوينها في كتب السير والمقاتل، التي عمدت لنقل العديد من التفاصيل ليوم عاشوراء، وذلك بالرغم من الجهود التي بذلت لطمس التفاصيل الدقيقة، التي جرت على الامام الحسين واهل بيته وأصحابه.
إعادة الحياة لأبيات الارتجاز التي ارتجلها أصحاب الحسين في يوم عاشوراء، تمثل احد الوجوه العديدة التي تحملها رسالة الطف الخالدة للعالم، فالمعركة الخالدة ما تزال قادرة على رفد العقول الإنسانية، بالمزيد من الزخم والمبادئ الأخلاقية، كونها تتجدد سنويا منذ اكثر من 1350 سنة.
سنحاول في المقالات التالية التعرف على طبيعة تلك الاشعار لمجموعة من الاصحاب، بهدف تسليط الضوء على تلك الابيات التي يرتجلها المقاتلون في ساحة المعركة، خصوصا وان تلك الاشعار ترسم بعض الملامح للطبيعية الشخصية أولا، وثانيا كون الارتجاز يعتبر جزءا من المعارك الحربية، سواء لبث الرعب في نفس الخصم او الاعتزاز بالقبيلة.
2
حملت الابيات الثلاثة التي ارتجزها حبيب بن مظاهر، اثناء نزوله الى حومة الميدان في يوم عاشوراء، 6 أمور تتوزع على التعريف بالذات وكذلك الفروسية والمنازلة في الحروب ، بالإضافة الى كثرة الجيش الاموي، وأيضا الصبر لدى جيش سيد الشهداء، فضلا عن الوفاء، وكذلك امتلاك الحجة الظاهرة، وأخيرا التقوى لدى معسكر الامام الجيش.
بالرغم من محدودية المفردات التي تحملها الابيات، التي ارتجزها الصحابي حبيب بن مظاهر في ساحة الطف، فأنها تكشف عن مقدرة بالغة في الاختزال، والقدرة على إيصال الرسالة بطريقة واضحة، من خلال استخدام المفردات البسيطة، وذات الدلالة الكبيرة في الوقت نفسه، مما يكشف جانبا واضحا في شخصية شيخ الأنصار، وبالتالي فان القراءة السريعة لتلك الابيات القصيرة، تعطي الكثير من المعاني، وتكشف العديد من الأمور عبر قراءة ما تحت السطور، في تلك العبارات القصيرة التي تتضمن الابيات الثلاثة.
تنقل كتب السيرة المؤرخة لمعركة الطف الخالدة، ان شيخ الأنصار الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه، ارتجل عدة ابيات بمجرد الحصول على الاذن بالقتال، من لدن سيد الشهداء ، حيث تضمنت تلك الابيات كشفا للشخصية القادمة، لمواجهة الأعداء لنصرة الحق على الجيش الأموي، فالأبيات التي تنقلها كتب السير لمعركة كربلاء، تتحدث عن ارتجاز شيخ الأنصار ابيات قصيرة كالاتي:
انا حبيب ابي مظاهر == فارس الهيجاء وحرب تسعر
انتم اعدة عدة واكثر == ونحن اوفي منكم واصبر
ونحن اعلى حجة واظهر == حقا واتقى منكم واعذر
منذ الوهلة الأولى لقراءة تلك الابيات القصيرة، يكتشف القارئ ان قائلها ليس مجهولا او غير معروف، فقد حرص شيخ الأنصار على التعريف بالذات، بهدف إيصال رسالة واضحة المعالم للجيش الأموي، ان القادم للقتال ليس شخصية مغمورة، او انها لا تمتلك رصيدا اجتماعيا، او مكانة مرموقة في مجتمع الكوفة، حيث يعد حبيب بن مظاهر من الشخصيات التي يشار لها بالبنان في الكوفة، وكذلك مكانته في قومه، مما يسهم في القاء الحجة على جيش بن سعد، وتحميلها مسؤولية هذه الفاجعة الكبرى، التي لطخت جبين الإنسانية منذ ارتكابها حتى عصرنا الحالي، ”انا حبيب ابي مظاهر“.
بالإضافة لذلك فان الابيات المذكورة تتناول جانبا مهما في حياة العرب، فالفروسية وخوض الحروب يمثل ركيزة أساسية لدى العرب، خصوصا وان الشجاعة ليست غريبة عن العرب على مر التاريخ، وبالتالي فان الابيات حرصت على تذكير الأعداء بعدم الخوف، او الجبن من الموت، ”فارس الهيجاء وحرب تسعر“.
وينتقل شيخ الأنصار في البيت الثاني، الى تقرير حقيقة اعتزام عبيد الله بن زياد على ارتكاب الجريمة الكبرى بحق سيد الشهداء، من خلال تجييش الألاف من المقاتلين لمواجهة ثلة قليلة العدد، بيدان تلك الاعداد لم تؤثر على العزيمة الراسخة، لمعسكر الامام الحسين ، حيث يقول ”انتم اعدة عدة واكثر“.
وفي الشطر الاخير من البيت الثاني، يتناول حبيب بن مظاهر صفة أساسية لدى جيش الحق، الذي يقوده سيد الشهداء في يوم عاشوراء، من خلال التركيز على صفة الوفاء وعدم الخذلان، فالجميع على قلب واحد في التضحية بالدفاع عن الامام الحسين حتى الرمق الأخير، خصوصا وان الخذلان مفردة ليست موجودة في قاموس الأنصار، فضلا عن اهل بيت بطل كربلاء، حيث يقول ”و نحن اوفي منكم واصبر“.
بينما يركز في البيت الثالث على امتلاك البصيرة ووضوح الرؤية، لدى معسكر سيد الشهداء مقابل الضلال واتباع الدنيا لدى جيش بني امية، فالأنصار على اختلافهم وكذلك اهل بيت الامام الحسين ، على معرفة تامة بالمصير الاخروي والفوز بالجنان، فيما المعسكر الاموي مصيره اللعنة في الدنيا والتخليد في النيران، حيث يقول ”و نحن اعلى حجة واظهر“.
ويحمل الشطر الأخير من البيت الثالث جانبا من صفات معسكر سيد الشهداء ، فالتقوى التي يحملها جيش الامام الحسين ، ليست متوافرة على الاطلاق في أصحاب المطامع الدنيوية، خصوصا وان المحركات التي تقود الجيش الاموي لا تتجاوز ”الذهب والفضة“، فالجميع يأمل بالتقرب من عبيد الله بن زياد والفوز بالجائزة، من خلال المشاركة في قتل مظلوم كلابلاء، فالبيت الأخير يقول:
ونحن اعلى حجة واظهر== حقا واتقى منكم واعذر
3
تضمن البيت الشعري الذي ارتجزه الحر بن يزيد الرياحي، في الغاضرية اثناء نزوله ساحة الوغى، العديد من المعاني ذات الدلالة الواضحة على اعتزازه بنفسه، وشجاعته في مواجهة الأعداء، بالإضافة الى القدرة على مواجهة العدو، فضلا عن الاتصاف بالكرم.
القراءة السريعة للبيت الشعري الذي ارتجله، بمجرد الدخول في ساحة المعركة يوم عاشوراء، تكشف بعضا من الصفات النبيلة التي يتحلى بها الحر بن يزيد الرياحي، فهو يذّكر اهل الكوفة بنفسه والمكارم التي يتصف بها، باعتباره من علية القوم في قبيلته بالإضافة كونه من أصحاب القامات الرفيعة في مجتمع الكوفة، فضلا عن كونه قائدا عسكريا تشهد له المعارك، حيث كان يرأس سرية قوامها الف فارس، قبل التحاقه بمعسكر سيد الشهداء في معركة الطف الخالدة.
الاعتزاز بالنفس يلاحظ في مطلع البيت الشعري، الذي ارتجزه عند مواجهة الجيش الاموي، من اجل التعريف بالذات أولا، وبث الرعب في نفوس جيش عمر بن سعد، لاسيما وان الجميع يعرف شجاعته وعدم خوفه من الحروب، فالتاريخ ينقل مقوله احد افراد جيش بن اسعد حينما رآه حائرا وخائفا قبل التحاقه بمعسكر غريب كربلاء بقوله ”لو قيل من اشجع اهل الكوفة لما عدوتك“، فقد استقبل الحر الرياحي الأعداء بقوله ”اني انا الحر“، فهذه المفردات تكشف معرفة اهل الكوفة بشخصيته لدى القاصي والداني، فالمجتمع الكوفي يدرك مصير المواجهة العسكرية في المبارزة معه منذ اللحظات الأولى، الامر الذي دفع بعض الجيش الاموي عن التراجع عن الدخول، في المواجهة المباشرة مع الحر.
فيما يحمل الجزء الثاني من الشطر الأول، صفة أخلاقية سامية يتسم بها العرب بشكل عام، فإكرام الضيف من الصفات الحميدة، التي يتصف بها العرب على مر العصور، سواء في الجاهلية او الإسلام، فهذا الجزء يذّكر الجيش الاموي بجذوره العربية الاصيلة من جانب، وتذكير اهل الكوفة بفضائله الحميدة، التي شملت العديد من الفئات في الكوفة، فهذا الشطر من البيت يوحي بان منزله مفتوحا على الدوام لاستقبال الضيوف، وتوفير المأوى اللازم للجميع، وبالتالي فان الجزء الثاني من الشطر الأول يتكلم عن صفة أخلاقية فاضلة، ما تزال حديث القاصي والداني لدى اهل الكوفة، مما يجعل يعني ان الحر يحاول إيصال رسالة واضحة للعدو، انه ليس شخصية مغمورة او غير معروفة لدى كافة افراد الجيش الاموي، الامر الذي يدلل على كون بيته – الحر – مقصدا دائما للضيوف، حيث يقول في البيت التي ارتجزه ”و مأوى الضيف“.
للانتقال للشطر الثاني من البيت الشعري، الذي ارتجزه الحر الرياحي في يوم عاشوراء، فانه يحمل في طياته الشجاعة وفرحته بلقاء العدو، فهو قادر على الوصول الى الاعناق بسهولة، من خلال الضرب الشديد بالسيف، والحاق الهزيمة السريعة بالأعداء، خصوصا وانه يمتلك القدرة والدراية الكاملة بأصول الحروب، وكيفية الانتصار السريع وقطع الرقاب من خلال السيف الذي يحمله.
فالشطر الثاني يبدأ بمفردة ”الضرب“ التي تحمل في طياتها الكثير من الدلائل، منها عدم التساهل والتردد في انزال العقاب، وإيصال جيش بني امية الى جهنم وبئس المصير، بالإضافة الى الاستعداد التام لمواجهة الجيش الاموي، بدون التفريق بين شخص او اخر، فهو لوحده قادر على تمكين السيف من رقاب جيش عمر بن سعد، من خلال قوله ”اضرب في اعناقكم بالسيف“، وبالتالي فان اللغة التي يعرفها الجيش الاموي، تتمثل المواجهة بالسيف دون غيره، لاسيما وان الخطب التي القاها الامام الحسين صبيحة يوم عاشوراء، لم تثن الجيش الأموي عن إراقة دماء سيد الشهداء مع اهل بيته، فالحر ارتجل بيت شعر بمجرد نزوله ساحة المعركة بقوله:
إني أنا الحر ومأوى الضيف * أضرب في أعناقكم بالسيف
4
اجتزل البيت القصير الذي ارتجزه برير بن خضير في ساحة الطف، والذي لم تتجاوز كلماته 8 كلمات العديد من المضامين، فقد احتوى البيت الشعري الاعتزاز بالذات، بالإضافة الى احتواء البيت على صفة أخلاقية سامية، بحيث كشفت الكلمات البسيطة والواضحة، العديد من الجوانب لهذه الشخصية ذات الأصول العربية.
البيت الشعري الذي ارتجزه الشهيد برير بن خضير، عند انحدار لقتال الجيش الاموي، يكشف جانبا من الشجاعة الطاعية، وعدم امتلاك الرهبة والخوف من نفسه، اذ حاول التعريف بالذات منذ البداية، من اجل اماطة اللثام عن شخصيته والقبيلة التي ينتمي اليها، فهو لم يكتف بذكر اسمه في مطلع بيت الشعر، وانما حاول ربط اسمه بوالده، من اجل رفع الالتباس وكشف شخصيته الحقيقية، لاسيما وان الجيش الاموي يضم عشرات الألوف، فالبعض منهم لم يسمع بهذه الشخصية، مما فرض وضع الجميع في الصورة.
التعريف بالذات عملية أساسية في مختلف الحروب، خصوصا وان الحروب في تلك الفترة الزمنية، تعتمد في البداية على النزال قبل الالتحام المباشر، الامر الذي يستدعي التعريف بالذات للطرف المقابل، وبالتالي فان الارتجاز الذي يتضمن التعريف بالذات، ضرورة لإحداث الأثر النفسي في العدو، لاسيما وان الحالة النفسية تلعب دورا أساسيا في ترجيح كفة على أخرى، بمعنى اخر، فان الدخول في الحرب يستدعي احداث الخوف في الطرف المقابل، لتحقيق الانتصار السريع، الامر الذي يستشف من البيت الشعري الذي ارتجزه الشهيد برير بن خضير، في معركة الطف بمجرد نزوله الى ساحة الميدان، لمواجهة جيش عمر بن سعد، حيث يقول ”انا برير“.
في الشطر الثاني من البيت الأول، يتضمن التعريف يتضمن التعريف بوالد ”برير“، فهو يحاول إزالة جميع التكهنات، ورفع البلس في عقول العدو، خصوصا وان التعريف بالوالد ينم عن الاعتزاز بهذا النسب الشريف من جانب، وتحريك العقول لدى العدو بشرف المقاتل القادم للمنازلة من جانب اخر، فالتعريف بالوالد منذ البداية ينهي كافة التأويل، او القيل والقال بخصوص الشخصية القادمة للقتال، وبالتالي فان شجاعة برير دفعت البعض لمحاولة الهرب من المواجهة، نظرا لمعرفة اهل الكوفة بباسلة الشهيد برير بن خضير، حيث تجلى ذلك في القتال الشديد الذي اظهره، منذ اللحظات الأولى للنزول في ساحة الميدان، فالشطر الثاني يحتوى ”وابي خضير“.
بينما يحتوي الشطر الثاني، مساحة واسعة من المعاني، فهو يتضمن صفة من الصفات الحميدة، التي ترفع صاحبها عند الله أولا، وفي المجتمع ثانيا، حيث يذّكر الجميع بانه يمتاز بكافة مزايا الخير والاخلاق الحميدة، فقد استخدم مفردة قادرة على احتواء كافة الصفات الحميدة، بحيث لا تقتصر على جانب واحد، وانما تشمل كافة الاخلاق الفاضلة والقيم النبيلة، مما يدلل على قدرة غير اعتيادية في الاختزال، وتطويع المفردات لتخدم المراد، فالكلمة المستخدمة تستوعب كافة اعمال الصلاح، وبالتالي فان الشطر الثاني يمثل رسالة واضحة للجيش الاموي، حيث تتمثل هذه الرسالة ”انه يقف الى جانب ثلة تسعى للشهادة ونيل رضوان الله، فهذه الثلة المؤمنة من انصار سيد الشهداء“ ع ”، حريصة على طاعة الله على الدوام، سواء في أوقات الرخاء او الشدة، حيث يقول في الشطر الأول من البيت الثاني“ وكل خير “.
الشهيد برير بن خضير لم يترك المتلقي حائرا، فقد اردف مفردة سريعة للإجابة على التساؤلات المتعلقة، عن معنى ”وكل خير“، من خلال ربط الخير بشخصية القائل، فهو يعني ما يقول بشكل دقيق، استنادا للتاريخ العملي في سيرته بالمجتمع الكوفي، حيث يحظى بالتقدير والاجلال من لدن الجميع، نتيجة الصلاح والتقوى الذي يمتاز بهما، الامر الذي يتمثل في قوله ”فله برير“، بمعنى اخر، فان الخير كله ينطلق من برير ويعود اليه، بحيث يصعب الفصل بينهما، جراء الانسجام الداخلي والخارجي في عمل الخير على الدوام، طاعة لله رضوانه والفوز بجنانه.
فالتاريخ ينقل ان برير ارتجز بيتا شعريا اثناء قتاله في معركة كربلاء ، حيث يقول:
أنا برير وأبي خضير *** وكل خير فله برير
محمد أحمد التاروتي