وقال الموقع في تقريره، إن الدول الكبرى تعمل حاليا على إنشاء طرق نقل جديدة لتعزيز قدراتها الاقتصادية، حيث تعمل الصين على تطوير طريق الحرير الجديد، ويتم بناء قناة جديدة في نيكاراغوا، وتقوم تركيا ببناء قناة موازية لقناة إسطنبول.
وقد تزايدت تلك الجهود وتعززت بسبب الحادثة التي عرفتها قناة السويس في 28 أيار/ مايو الماضي، ما دفع العديد من الدول إلى البحث عن بدائل جديدة لشريان النقل البحري المصري.
وفي تصريح له نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أشار سورين سكو، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك للنقل البحري، إلى تسارع التحوّلات في سلاسل التوريد العالمية للسلع بعد إغلاق قناة السويس.
وقد أخذت شركة ميرسك (وهي واحدة من أكبر شركات الخدمات اللوجستية المتخصصة في نقل الحاويات عبر العالم) في الاعتبار زيادة حركة الشحن عالميا، لا سيما نقل الحاويات الروسية من آسيا عن طريق البحر إلى ميناء فوستوشني، ثم على طول خطوط السكك الحديدية في روسيا.
من هناك، يتم تسليم الحاويات عبر طرق النقل الروسية إلى ميناء نوفوروسيسك، ويتم نقلها بواسطة السفن إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وفقا للشركة الدانماركية، سيخفض هذا التوجه الجديد العابر للقارات وقت النقل إلى النصف.
وفي عام 2019، أطلقت الشركة مسارا مماثلا آخر يربط بين مينائي فوستوشني وسانت بطرسبورغ الروسيين، وقد نقلت عبره حوالي ألفين حاوية منذ بداية عام 2021.
من جانبها، أكدت شركة السكك الحديدية الروسية زيادة مستويات طلبات العملاء للنقل العابر في الحاويات. ومنذ نيسان/ أبريل 2020، سجلت السكك الحديدية الروسية زيادة ملحوظة في حجم عبور الحاويات على طول طريق الصين ـ أوروبا ـ الصين.
وذكر رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا، أن فكرته السابقة بإعادة بناء خطوط السكك الحديدية الرائدة، المعروفة بطريق سيبيريا، يمكن أن تصبح بديلاً تنافسيًا لـ"طريق الحرير" الصيني الجديد، ما يتيح لروسيا فرصة كبيرة لتصبح مركزًا مهمًا للتجارة العالمية وهمزة وصل بين أوروبا وآسيا.
كما يعدّ الطريق البحري الشمالي واحدا من بدائل النقل التي تفكر فيها روسيا. في نهاية شهر أيار/ مايو، اقترحت وزارة الصناعة والتجارة الروسية نقل النفط والغاز على طول طريق بحر الشمال بواسطة سفن محلية الصنع تستطيع نقل الفحم والهيدروكربونات.
بدورها، اقترحت السلطات الروسية النظر في الطريق البحري الشمالي كبديل للطريق عبر البحر الأحمر، يربط بين آسيا وأوروبا؛ سعيا منها لجعل حركة المرور على الطريق البحري الشمالي يستمر على مدار العام بفضل أسطول كاسحات الجليد الذي تقوم روسيا ببنائه.
في الآونة الأخيرة، ظهرت خطط جديدة لإنشاء بديل جديد للنقل في روسيا، وهو ممر النقل النهري "الشمال ـ الجنوب". وقد أبلغ رئيس الشركة الروسية المتحدة لبناء السفن، أليكسي رخمانوف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 22 تموز/ يوليو من العام الجاري بهذه الخطط، إضافة إلى الكشف عن تصميم سفينة حاويات قادرة على نقل البضائع من بحر قزوين إلى بحر البلطيق.
ويستهدف ممر النقل "الشمال ـ الجنوب" في المقام الأول إيران والهند وغيرها من الدول المطلة على المحيط الهندي. ومن المفترض أن يمر التدفق الرئيسي للبضائع عبر ميناء مومباي، ثم عبر ميناء تشابهار الإيراني، ليتم بعد ذلك نقلها برا أو عن طريق السكك الحديدية عبر إيران إلى بحر قزوين.
وفيما يخص البضائع القادمة من الصين، تعمل روسيا على بناء ممرات نقل تربط بين الشرق والغرب وأوروبا وغرب الصين.
ومن المتوقع أن يستحوذ طريق "أستراخان - هلسنكي" على جزء من البضائع العابرة من قناة السويس، لكن من السابق لأوانه تحديد تكلفة الممر الأرباح التي قد تجنيها روسيا من إنشائه.