يقال أيضاً أن أطرافا عربية ذهبت للتفاوض مع إيران في بغداد –حسب ما هو معلن- إلا أن التوصل أيضاً لاتفاق نهائي فيما بينهم يبدو بعيد المنال.
ويقال أيضاً أن العرب الذين يعتقدون أنهم أفضل البشر –طبعاً بعد الأمريكي والإسرائيلي- بانتظار إبرام الاتفاق النووي ليبنى على الشيء مقتضاه.
لم تمنع مفاوضات فيينا حدوث اشتباكات بين الأمريكي والإسرائيلي من جهة والإيراني والسوري والفلسطيني من جهة أخرى حيث تعرضت اليوم سفينة اسرائيلية لهجوم مجهول الهوية في بحر عمان على بعد نحو ٣٠٠كم من مسقط ونحو ٢٨٠ كم من ميناء الدقم العماني العملاق وهي سفينة تُشغلها شركة إسرائيلية.
هناك حرب مشتعلة بالفعل في البر والجو وفي أعالي البحار حيث تتبادل إيران مع الكيان الصهيوني الضربات المحدودة إلا أن أحداً لا يضمن أن يتطور الأمر ليشتعل حريق هائل واسع النطاق لا يبقي ولا يذر.
يخوض الأمريكي المفاوضات مع إيران بالنيابة أولا عن الكيان اليهودي وثانياً أو عاشراً بالنيابة عن بعض العرب لعل الضغوط الاقتصادية تفلح في إجبار إيران على التخلي عن (نفوذها الإقليمي) والذي يسميه بنو جلدتنا التدخل الإيراني في الشأن العربي (المصون) الذي لا يحق لأحد أن يتدخل فيه إلا "إسرائيل" وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وروسيا والصين!!!.
فقط لا غير!!.
ما يقوله البعض من أنه اشترط على الإيرانيين عدم التدخل في الشأن العربي هو ذاته ما يطلبه الأمريكي الآن في فيينا وهو نفسه الذي حاولت أمريكا فرضه من قبل فلم تتمكن.
هل انتهت فرصة التوصل لاتفاق؟!.
ليس بوسعنا تقديم إجابة حاسمة على هذا السؤال ولما تصل حروب التخريب والتجويع التي يشنها الإسرائيلي والأمريكي على سوريا ولبنان وإيران إلى النتائج المتوخاة.
عندما نقض الأمريكي الاتفاق النووي ألحق الضرر بالتيار الإصلاحي الذي كان يراهن على إمكانية الانضمام للنظام العالمي عبر تقديم تنازلات مثل تخفيض معدل تخصيب اليوارنيوم ووقف العمل ببعض المفاعلات إلا أن هذا لم يفض إلى النتيجة المرجوة.
أما الذين يطالبون إيران بوقف تدخلها في الشأن العربي ودعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين وتضامنها مع سوريا فيبدو أن الأوان قد فات لتلبية هكذا طلبات أو شروط للإذعان خاصة وأن هؤلاء لم يهزموا وليس هناك إمكان لفرض هذه الشروط عليهم.
إذا كان هناك من يتعين عليه القبول بالهزيمة فقطعاً ليس محور المقاومة.
ولأن النتائج تبدو ملتبسة لدى البعض أو هكذا يقدم الإعلام المسألة يبدو أن ثمة حاجة لجولة مواجهة نهائية كبيرة وحاسمة ولذا فليس مستبعداً حدوث مثل هذا الإعصار حال إعلان الفشل النهائي لهذه المفاوضات.
دكتور أحمد راسم النفيس