البث المباشر

عطاءات الفكر الايراني الي البشرية خلال القرون والأعصار

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 10:00 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – فجر الإنتصار : الحلقة : 12

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخري وجديدة من هذا البرنامج الذي يعرض عطاءات الفكر الأيراني الي البشرية خلال القرون والأعصار.
اعزاءنا، في الحلقة التي سبقت تحدثنا بانتشار الثقافة والفكر الأيراني في انحاء مختلفة من العالم، واشرنا الي وصول المد الثقافي الأيراني الي مصر وشمال افريقيا والي الأندلس وجنوب اوروبا حيث عاش الفكر الأيراني النابض قروناً عدة في بلاد الأندلس وساهم مساهمة فاعلة في بناء الحضارة الأسلامية في تلك الديار وانتقل الفكر الأيراني كذلك الي جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا واندونيسيا وكذلك الي بلاء ما وراء النهر.
وللأيرانيين دور في دخول الأتراك القاطنين في آسيا في الدين الأسلامي حيث خرجوا بذلك من الجهل والتوحشي الذيين كانا يعيشان فيه.
والتاريخ يحدثنا ان الخلفاء العباسيين منذ عهد الخليفة المعتصم استثمروا قدرات الأتراك العسكرية حيث صار لهم حضور في الجيش.
وعلي هذا المسار سار حكام الدولتين الصفارية والسامانية في ايران.
وارتقي من هؤلاء الأتراك الي مراتب القيادة مثل سبكتگين الذي صار قائداً لجيش خراسان شمال شرقي ايران.
ان الدولة الغزنوية في ايران دولة مشهورة في التاريخ. لقد كانت الدولة الغزنوية مترامية الجهات سياسياً وثقافياً. اذ في ظلالها تواصل المد الثقافي والفكري علي جهتي الزمان والمكان.
ويحدثنا التاريخ ان فتوحات الغزنويين لم تكن فتوحات سياسيه وفحسب بل كانت فتوحات ثقافية وحضارية ايضاً. حيث كان العلماء والمثقفون واهل الفن والصناعات علي الدوام في ركاب السلاطين الغزنويين. اجل لقد كان لتلك الكوادر الثقافية في حل وترحال الغزنويين.
حضرات المستمعين، اشتهر من علماء ايران، عالم الفلك والرياضيات المعروف ابو ريحان البيروني وهذا الرجل له انجازات علميه ثرة، ولم يدخر وسعاً في طلب العلم وكان باحثاً في مجالات العلوم المختلفة وانه الف كتابة المعروف [ تحقيق ما للهند] في احدي رحلاته مع الغزنويين وانه حتي آخر لحظات حياته كان للعلم طالباً واليه متجهاً.
ما زال برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية يأتيكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران. من بعد فاصل نتابع الحديث.
ايها الكرام ان الثقافة الأيرانية بما تحمله من سمات ايجابية ساعدت علي التفاف غير الأيرانيين حول محورها ومن الذين التفوا حول رآية الثقافة الأيرانية وانصهروا في بوتقتها اولئك الأتراك الذين دخلوا الأسلام.
ان من يطالع تاريخ ايران بعد الأسلام يري ان من الدول التي كان لها نفوذ في هذا البلد الدولة السلجوقية علماً ان السلاجقة وفي فترة من الزمن اخضعوا لنفوذهم خلفاء الدولة العباسية.
ومن الشخصيات الثقافية المتألقة في العصر السلجوقي. الخواجة نظام الملك وكان وزيراً للسلاجقة ويعرفنا التاريخ ان الوزير نظام الملك اسس في زمانه المدارس المنسوبة اليه والمعروفة بالمدارس النظامية وكانت في مدن عديدة من العالم الأسلامي حيث لم تقتصر علي بغداد عاصمة الخلافة العباسية.
حضرات المستمعين، من مشاهير الفكر الأيراني في العصر السلجوقي الأديب والشاعر والعارف جلال الدين المولوي المعروف في الكتابات الفارسية بأسم مولانا وجلال الدين محمد الذي يسمي كذلك شاعر العرفان، شخصية ايرانية متألقة واشتهر ديوانه المثنوي في الأرجاء الأدبية شهرة واسعة وهذا الشاعر العارف حمل للبشرية جمعاء افكاراً ثرة وغنية ورغم مرور زمن طويل علي موته، لا يزال مولوي حياً بافكاره ونتاجاته وانه ليس مفخرة لأيران وحدها بل مفخرة للأنسانية ايضاً.
ولد جلال الدين المولوي في مدينة بلخ ومدفنه اليوم في مدينة [ قونيا] من مدن تركيا حالياً.
اما نتاجاته الأدبية والعرفانية التي شدت اليها حتي المستشرقين فهي باللغة الفارسية وليس هناك ادني شك في ان المولوي الذي حاز الثناء والأعجاب من ادباء عصره والعصور التي تلت هو مصدر من مصادر الأشعاع الفكري الأيراني ولا غرو ولا عجب في ان تكرم منظمات دولية مثل اليونسكو هذه الشخصية لانها ذات عطاء جزيل في دنيا الثقافة والعرفان والأدب. عطاء لم ينقصه الزمان بل رحل مع رحلة الزمان الي كل مكان فكان نبراساً وضاءاً في دنيا الأدب والشعر والعرفان.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا واياكم الي نهاية هذه الحلقة من برنامج [ مشاهير الفكر الأيراني. منار للبشرية] قدمناها لكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران علي أمل ان نلقيكم في حلقة جديدة. طبتم وطابت لكم الأوقات الي اللقاء والسلام خير ختام

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة