وأوضحت المجلة أنّ شعور نتنياهو يعود إلى احتمال انضمامه إلى نادٍ آخر، وهو الذي يضم قادة العالم الذين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال بحقهم، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
كما أكّدت أنّ نتنياهو كان "قلقاً للغاية"، مشيرةً إلى المقطع المصوّر الذي نشره، في 30 نيسان/أبريل، ليقول إنّ إصدار مثل هذه المذكرات ضد كبار الإسرائيليين سيكون "إهانةً ذات أبعاد تاريخية"، من شأنها أن "تصبّ وقوداً على نيران معاداة السامية".
وفي ما لم تؤكّد المحكمة الجنائية الدولية أنّ مدّعيها العام، كريم خان، يعدّ مثل هذه المذكرات، فإنّ دبلوماسيين إسرائيليين يقولون إنّ لديهم مؤشرات على أنّ رئيس الحكومة، ووزير الدفاع فيها، يوآف غالانت، وجنرالات كبار في "الجيش" الإسرائيلي هم "في مرمى نظره"، ويؤكّدون أنّ جرائم الحرب قيد التحقيق تتعلّق بشكل أساسي بعرقلة "إسرائيل" إمدادات الغذاء للمدنيين في غزة، بحسب ما أفادت المجلة.
ونقلت "ذي إيكونومست"، عن أحد المسؤولين الإسرائيليين، قوله إنّه لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت مذكرات الاعتقال "وشيكة"، لكنّ الأمر المؤكّد هو أنّ نتنياهو "يعتقد أنّها كذلك"، وهو في "حالة من الذعر".
ورجّحت المجلة أنّ نتنياهو كان منشغلاً منذ عدّة أسابيع بالتهديد المحتمل من قِبل المحكمة الدولية، لأنّه في تلك الفترة "عمِل بعكس السياسات الإسرائيلية" بشأن إمداد غزة بالمساعدات، وأرجأ هجوماً مخططاً على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما أنّه "أصبح أكثر قبولاً للهدنة مع حركة حماس".
وفي هذا الإطار، رأت المجلة أنّ سيطرة نتنياهو على الأحداث في غزة وما يتعلق بها "تقل أكثر فأكثر". وبدلاً من ذلك، فهو "يسترشد بتهديدات وإلحاحات حلفائه وأعدائه على حدّ سواء".
كما ذكرت أنّ الجناح الأكثر براغماتية في حكومة نتنياهو، بقيادة بيني غانتس، يهدّد رئيس الحكومة بسحب دعمه إذا لم تقبل "إسرائيل" بالصفقة. وفي المقلب الآخر، يخشى نتنياهو من الجناح اليميني المتطرف، حيث أنّ فقدان دعمه سيؤدي إلى إسقاط حكومته، ولكنّ الموافقة على مطالبه ستزيد من سوء وضعه فيما يتعلق بلاهاي.
ويعتقد نتنياهو، بحسب "ذي إيكونومست"، أنّ للإدارة الأميركية تأثير على المحكمة الجنائية الدولية، ويأمل أن يتم تغيير رأي مدّعيها العام، ربما تحت الضغط الأميركي، لكنّ نتنياهو "قلق من أن حلفاءه سعداء بتركه في قلق".