البث المباشر

شرح فقرة: "الشديد الاركان، العزيز السلطان، ..."

الأحد 4 أغسطس 2019 - 09:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " الشديد الاركان، العزيز السلطان " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها أحد ادعية الزهراء (عليها السلام(، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه عن مظاهر عظمة الله تعالي ما يأتي: (الشديد الاركان، العزيز السلطان، العظيم الشأن، الواضح البرهان، المنعم المنان،...)، بهذا ينتهي احد مقاطع الدعاء، حيث بدأ المقطع بعبارة (الحمد لله العلي المكان، والرفيع البنيان)، وقد حدثناك عن ذلك في لقاء سابق، الا ان ما نعتزم توضيحه الآن هو: ان هذا المقطع يخضع لبناء ايقاعي تنتهي فواصله بفاصلة موحدة هي الألف والنون مما يكشف ذلك عن خضوع المقطع لدلالة موحدة هي احد مظاهر عظمة الله تعالي. 
اذن لنتابع هذه المظاهر التي تتجانس دلالتها من جانب، وتستقل من جانب بمضامينها (الخاصة) والان الي عبارة (الشديد الاركان)، ثم (العزيز السلطان)، (العظيم الشأن) حيث تتجانس وتتفاوت العبارات علي نحو ما نوضحه. 
العبارة الاولي تقول (الشديد الاركان)، تري ماذا نستلهم منها؟
(الركن) هو: العز والمنعة والاقوي من سواه من الاشياء المرتبطة بالبناء المادي أو المعنوي وحينما نربط بين هذه العبارة الاستعارية وبين السابقة لها وهي (الرفيع البنيان) نلاحظ تجانسهما من حيث الاستعارة لكلمة (البنيان) وصلتها بعبارة (الاركان)، اي: ما هو اقوي، ما هو عز وما هو منعة. 
اذن الدلالة التي ترمز اليها عبارة (الشديد الاركان) تعني: ان الله تعالي ذو عزة ومنعة وقوة، تتسم بما هو شديد لا يرقي اليه اي موجود وهذه الصفة تتداعي بذهن قارئ الدعاء الي انه تعالي خير من يركن اليه في مختلف حاجاتنا، وهو عطاء فخم دون ادني شك، يتعين علينا ان نثمنه ونعمق ايماننا بذلك وهذا بالنسبة الي عبارة (شديد الاركان) ولكن ماذا بالنسبة الي العبارة الاخري(العزيز السلطان)؟ 
من الواضح، عندما نثق بان الله تعالي خير من يركن اليه بصفة انه (شديد الاركان)، حينئذ فان عبارة (العزيز السلطان) تعني: توضيحاً للاركان المشار اليها، اي: ان العبد عندما يركن الي الله تعالي، انما يواجه سلطاناً مقروناً بالعزة والمنعة وهاتان الصفتان تنسحبان كما لاحظنا علي عبارة (الركن)، وحينئذ تجئ عبارة (العزيز السلطان) لتوضح لنا انه تعالي (السلطان)، اي: من يمتلك سلطة او هيمنته علي كل شيء، وبهذا نتوهج الدلالة التي يستخلصها قارئ الدعاء في ركونه الي الله تعالي. 
بعد ذلك نواجه عبارة (العظيم الشان). فماذا نستخلص منها؟ 
الجواب: مادام تعالي هو (السلطان العزيز) حينئذ فان الهيمنة التي يملكها الله تعالي تظل من العظمة بحيث توضح عبارة(العظيم الشأن) درجة هذه العظمة التي يتفرد بها تعالي وهي (الشأن) حيث ان الدلالة اللغوية لكلمة (الشأن)، تعني: ما عظم من الامور، وهذا ما ينسحب علي الله تعالي من حيث تفرده في العظمة المذكورة متمثلة في ما سبق هذه العبارة من اشارات الي بعض مفردات العظمة مثل: شديد الاركان، رفيع البنيان. 
اذن امكننا ان نتبين جانباً من العبارات المتقدمة علي ان نحدثك عن العبارات التي انتظمها مقطع الدعاء وهي عبارات: (الواضح البرهان)، (الرحيم الرحمان)، (المنعم المنان) نحدثك عنها لاحقاً ان شاء الله. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة