البث المباشر

شروط الإنتظار الصادق/ تكاليف عصر الغيبة أم واجباته/ زرت زائر الرضا

الأربعاء 17 إبريل 2019 - 15:04 بتوقيت طهران

(الحلقة : 398)

موضوع البرنامج:
شروط الإنتظار الصادق
تكاليف عصر الغيبة أم واجباته
زرت زائر الرضا

يا صاحب الأمر يا من ليس إلاه

لنا إمام زمان ما عدوناه

مولاي غبت عن الأنظار محتجباً

حتام حتامّ يا من نحن نهواه

حتّام أنت بظهر الغيب مستتر

بقية الله ما صبر صبرناه

وا حسرتا سيدي وا لهفتاه على

من هام عشقاً بكم، وا حر قلباه


بسم الله والحمد لله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين وحبيب قلوب الصادقين وأزكى الصلاة وأطيب التسليم على أعلام نهجه القويم وصراطه المستقيم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته..
معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج إخترنا لمطلعها وما بين فقراتها أبياتاً من قصيدة مهدوية للأديب المعاصر الدكتور يحيى الشامي الأستاذ في الجامعة اللبنانية.
أما الفقرات الأخرى فالأولى عنوانها: شروط الإنتظار الصادق
ثم إجابة عن سؤال الأخ منذر عبدالكريم بشأن: تكاليف عصر الغيبة أم واجباته
ومسك الختام حكاية تربوية موثقة عنوانها: زرت زائر الرضا
أطيب الأوقات وأنفعها نرجوها لكم أيها الأكارم مع فقرات حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب(
تابعونا والفقرة التالية تحت عنوان:

شروط الإنتظار الصادق

قال مولانا الإمام زين العابدين علي السجاد – صلوات الله عليه – ضمن حديث عن غيبة سليله بقية الله المهدي، قال:
(إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من اهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالسيف، اولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة الى دين الله عزوجل سراً وجهراً).
النص المتقدم مستمعينا الأفاضل هو جزء من أحد أهم الأحاديث الشريفة المبينة لواجب الإنتظار، وقد رواه الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين وعن الطبرسي في كتاب (أعلام الورى بأعلام الهدى) والحر العاملي في كتاب (إثبات الهداة).
والإنتظار للظهور المهدوي المبارك هو من أهم واجبات عصر الغيبة، وفي هذا الحديث الشريف يبين لنا مولانا الإمام السجاد – عليه السلام – الشروط أو السبل العملية التي يكون بها هذا الإنتظار صادقاً، فأولها الشرط العقائدي الشمار إليه بقوله – عليه السلام -: (ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان) وهذا يعني أن على المؤمن أن يسعى باستمرار الى ترسيخ إعتقاده بإمام زمانه المحمدي – عجل الله فرجه – وارتباطه به بالدعاء والزيارة والإخلاص له ولأهدافه الإصلاحية الكبرى، حتى يتجاوز أستار الغيبة وحجبها ويكون ارتباطه به – أرواحنا فداه – كالإرتباط بمن يستشعر وجوده حسياً وعياناً ويتعامل معه على هذا الأساس.
أما بالنسبة للشرط الثاني فهو الذي يبينه الفقيه الورع آية الله السيد محمد تقي الأصفهاني وهو يعرف معنى الإنتظار في كتابه القيم مكيال المكارم حيث قال:
)الإنتظار عبارة عن كيفية نفسانية ينبعث منها التهيؤ لما تنتظره وضده اليأس، فكلما كان الإنتظار أشد كان التهيؤ آكد... وكما تتفاوت مراتب الإنتظار من هذه الجهة، كذلك تتفاوت مراتبه من حيث حبك لمن تنتظره، فكلما اشتد الحب ازداد التهيؤ للحبيب.(
وهذا الشرط – أعزاءنا المستمعين – هو الذي يشير إليه مولانا الإمام زين العابدين – عليه السلام – يوصف المنتظرين بأنهم (شيعتنا صدقاً)، إذ أن محور صدق التشيع هو المودة لأهل البيت النبوي – عليهم السلام – والتي أمرنا بها الله تبارك وتعالى في سورة الشورى من قرآنه الكريم.
وعليه يكون من علامات صدق الإنتظار المهدوي الإهتمام بهذه الحالة النفسانية التي أشار إليها الفقيه الإصفهاني وهي التي تنقل الإنسان الى الشرط الثالث وهو الشرط العملي لتحقق صدق الإنتظار، قال – قدس سره الشريف – في تتمة كلامه المتقدم:
(..فالمؤمن المنتظر لقدوم مولاه – عجل الله فرجه – كلما اشتد انتظاره له ازداد جهده في التهيؤ لذلك بالورع والإجتهاد وتهذيب نفسه عن الأخلاق الرذيلة واقتناء الأخلاق الحميدة حتى يفوز بزيارة مولاه..
ولذلك أمر الأئمة الطاهرون – عليهم السلام – بتهذيب الصفات وملازمة الطاعات، بل إن حديث الإمام الصادق – عليه السلام – مشعر أو دال على توقف الفوز بذلك الأجر – يعني المعد للمنتظرين الصادقين – على العمل بذلك حيث يقول – عليه السلام -:
من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل من أدركه...
ولا ريب أنه كلما اشتد الإنتظار ازداد صاحبه مقاماً وثواباً عند الله عزوجل).
ويكفينا أيها الإخوة والأخوات في بيان عظمة هذا الثواب ما نلاحظ في الحديث السجادي من وصف الإمام السجاد – عليه السلام – للمنتظرين الصادقين بقوله:
"وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالسيف".
وأخيراً نلاحظ في الحديث السجادي المتقدم تأكيد الإمام – عليه السلام – على أن المنتظرين الصادقين هم – حسب تعبير البليغ -: "الدعاة الى دين الله سراً وجهاراً".
فهم إذن في حركة مستمرة من الدعوة الى الإسلام المحمدي النقي بأفعالهم وحسن سيرتهم وكذلك بأقوالهم سراً أو جهاراً حسبما تقتضيه الأوضاع والشروط الزمانية والمكانية وبما يجنهم أذى الظالمين المتربصين بهم دون ضرورة.

طال الإنتظار إمام العصر طال متى

نور الإمام تعم الكون بشراه

متى الظهور، متى نشفي الصدور به

متى يفرج عن هم حملناه

متى يطل ضحى كالشمس قد سفرت

فتشرق الأرض نوراً من محياه


نتابع أيها الأطائب تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
من أخينا الكريم منذر عبدالكريم وصلت البرنامج رسالة عبر البريد الإلكتروني إشتملت على سؤال ملخصه هو:
ما هي أهم الكتب التي جمعت تكاليف المؤمنين في عصر الغيبة والتي خصصتهم لها عديد من حلقات البرنامج، ثم هل أن تعبير (تكاليف) يعني واجبات وفرائض كالصلاة والصيام.
نستمع معاً للإجابة عن هذا السؤال بل السؤالين في الواقع من أخينا الحاج عباس باقري:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات وسلام على أخينا الكريم منذر. لأخ منذر بالنسبة لسؤالكم الكريم عن أهم الكتب التي جمعت تكاليف عصر الغيبة، هنالك كتب متعددة لعلها غير متخصصة وردت فيها أبواب خاصة في تكاليف عصر الغيبة ولكن أشمل هذه الكتب ولعله أجمعها هو كتاب "مكيال المكارم" للفقيه الجليل آية الله السيد محمد تقي الأحمد آبادي الأصفهاني وهو من الكتب القيمة في مجلدين، لعله يمثل رسالة عملية في طريقة التعامل مع الامام المهدي سلام الله عليه وماهي حقوق الامام؟ وماينبغي للمؤمن أن يقوم به في عصر الغيبة. من الكتب القيمة وقد ذكر مؤلفه في بدايته قدس سره بأنه ألف بأمر من صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو الذي إختار عنوان الكتاب "مكيال المكارم" هذا هو أجمع الكتب. إختصره هو ايضاً في كتاب تحت عنوان "وظائف الأنام في غيبة الامام". العلامة النوري ايضاً في كتاب "النجم الثاقب" خصص أبواباً لتكاليف عصر الغيبة. الميرزا الهمداني ايضاً قام بذلك وألف كتاباً في وظائف الامام وهذا الأخير بالفارسية ولعله لم يترجم او لاعلم لي بأنه ترجم. هناك ايضاً مقالة للأستاذ أفغان محمود جامعة فيما يرتبط بتكاليف عصر الغيبة إستناداً للأحاديث الشريفة الواردة من طرق الفريقين تكاليف المؤمنين في عصر غيبة الامام المهدي منشورة في مجلة الفكر الاسلامي. هذا بالنسبة للشطر الأول من سؤالكم أما بالنسبة لقضية تعبير التكاليف يعني أن هذه الأمور واجبات كالفرائض؟ في الاجابة عن هذا السؤال نقول إن العلماء الأعلام أشاروا الى أن بعض هذه الأمور نعم واجبات كالفرائض يعني صرح الفقهاء بوجوب الانتظار وحرمت اليأس من ظهوره، يجب الانتظار بمعنى توقع ظهوره في كل آن، حالة التوقع بما تشتمل عليه من التهيء النفسي لظهوره صلوات الله وسلامه عليه. الفقهاء صرحوا بوجوب ذلك وصرحوا بحرمة اليأس من ظهوره سلام الله عليه بإعتبار فيه نوع من الإنكار لبعض ضروريات الدين وليس مذهب أهل البيت عليهم السلام خاصة بل عموم المسلمين بإعتبار نبي الاسلام النبي الكرم صلى الله عليه وآله بشر بذلك. نعم هنالك بعض التكاليف يمكن أن تندرج تحت عناوين الاستحباب مثلاً قراءة بعض الأدعية، مثلاً التصدق عن الامام سلام الله عليه، هنالك بعض التكاليف فيها تأكيدات للوجوب او فيها اشارات بوجوب الموارد الخاصة في التكاليف إتجاه الفتن كما أشرنا الى ذلك في حلقات سابقة فيما يرتبط بما حدثته الأحاديث الشريفة من تكاليف في مواجهة الفتن فيها وجوب إجتناب الفتن، إجتناب أدعياء المهدوية، إجتناب أي مدعي لاتثبت لنا على نحو القطع واليقين بأنه يدعو الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. اذن بصورة عامة وإجمالية نقول إنها تصدق عليها العناوين الفقهية من الواجب والمستحب وكذلك المحرم على هذه التكاليف وفي عنوان عام يشمل جميع هذه العناوين الخاصة. شكراً لك أخ منذر عبد الكريم وشكراً للأخوة والأخوات.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه الإجابة وننقلكم الى أجواء الحكايات التربوية الموثقة في الفقرة التالية تحت عنوان:

زار زائر الرضا

نقل الحكاية التالية العالم الرباني الجليل آية الله الشيخ محمود الميثمي العراقي في كتابه المهدوي القيم (دار السلام)، وقد ذكر – قدس سره – في مقدمتها أنه سمعها مباشرة من صاحبها في منزله المجاور للمشهد العلوي المباشر وهو الثقة الجليل آية الله الميرزا محمد الرازي وكان – رضوان الله عليه – من المتعبدين المواظبين على الطاعات والزيارات؛ وفيه دروس تربوية عدة منها ما يشير الى اهتمام إمام العصر – أرواحنا فداه – برعاية زوار مشاهد آبائه الطاهرين، ومنها دعوته – عليه السلام – العملية للإخلاص وابتغاء وجه الله وحده في أداء الطاعات ومنها زيارة زوار أهل البيت – عليهم السلام -؛ فلنستلهم معاً هذه الدروس المهدوية ونحن نتأمل معاً في هذه الحكاية التربوية.. ابقوا معنا:
قال آية الله الميرزا محمد الرازي – رضوان الله عليه – ما ترجمته:
(كنت شديد الشوق للقاء مولاي بقية الله؛ وكنت أقول في نفسي:
لو كنت من شيعته الصادقين لوفقني الله حتماً برؤية طلعته الرشيدة – روحي فداه -، إما في اليقظة أو في المنام؛ فلابد أنني لست أهلاً لذلك، والعلة في بلا شك.
وبسبب هذه الأفكار كانت تسيطر علي حالة من القلق والخوف والإضطراب، وبقيت أسير هذه الحالة حتى وفقني الله عزوجل لزيارة ثامن الحجج الإمام الرضا – عليه السلام – فبعد عودتي الى النجف الأشرف ببضعة أيام، رأيت في منامي وكأن شخصاً يقول لي:
لقد جاء إمام العصر – عليه السلام – الى النجف الأشرف.. إنه الآن في مسجد الهندي، فغمرني السرور والبهجة وأسرعت بكل جهدي الى هذا المسجد للفوز برؤية مولاي، لكنني عندما دخلت المسجد وجدت الإزدحام شديداً والى درجة جعلتني عاجزاً عن الوصول إليه – روحي فداه – فوقفت متذمراً وقد استحوذ علي اليأس وأنا أقول في نفسي: الآخرون سباقون في كل شيء ولا يتركون مجالاً لغيرهم.
وإثر ذلك مباشرة شاهدت مولاي وقد رفع رأسه ونظر إلي بعينه الكريمة ودعاني للتقدم نحوه بيده الشريفة، فلما رأى الحاضرون ذلك إنفرجوا وفتحوا طريقي نحوه، فلما وصلت إليه تلطف به بعطف بالغ، وقال برأفة:
لقد جئت لزيارتك مع من جاء بعد عودتك من زيارة جدي الرضا – عليه السلام – وجلست مع زائريك في الغرفة العلوية من دارك لكنك لم تعرفني!
مستمعينا الأفاضل، ويتابع آية الله الميرزا محمد الرازي نقل حكايته ومجريات تلك الرؤيا الصادقة قائلاً:
)عندما سمعت كلامه – عليه السلام – تذكرت أنه وفي أحد الأيام التي تلت عودتي من مشهد الرضا – عليه السلام – جلست في الغرفة العلوية من داري لإستقبال المهنئين لي بتوفيق الزيارة – كما هي عادة أهل النجف – فكان ضمن الزائرين مولاي وهو يرتدي ملابس عادية، لقد هوى قلبي إليه وجذبتني هيبته لكنني لم أعرف أنه هو مولاي – روحي فداه – بل ومولى العالمين..
وإثر سماعس لقوله – عليه السلام – غمرني أعظم السرور فاستيقظت من منامي وبادرت الى السجود فوراً لأداء سجدة الشكر لله عزوجل على توفيقه لي على هذه النعمة العظمى، الفوز بلقاء الإمام في اليقظة والمنام واعتباري من شيعته والحمد لله رب العالمين.(

أين الإمام الذي بالقسط يملؤها

شرقاً وغرباً تبير الجور يمناه

يستأصل الشرك ما يبقي له أثراً

وتنشر العدل في الدنيا سراياه

أين الذي هو مذخور على قدر

بحكمة الله سيفاً سله الله

أيها الأعزاء،
لكم منا إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الشكر على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
دمتم بكل خير وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة