البث المباشر

الصلاة على النبي وآله تدحر الشيطان حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول ديمومة زيارة النبي الاكرم(ص) وصورها المختصرة زيارة النبي(ص) في كل ساعة

الأربعاء 10 إبريل 2019 - 16:52 بتوقيت طهران

الحلقة 63

الحمد لله المنان بالبركات، والصلاة والسلام على معادن الخيرات المصطفى محمد وآله سادات السادات.
السلام عليكم احباءنا اذاعة طهران ورحمة الله وبركاته، وعلى بركة الله نبدأ لقاءنا بكم ضمن هذا البرنامج ونستهله بأحد وسائل الخير عرفنا بها فاتح كل خير حبيبنا سيد الرسل في حديث نقله العلامة الشهيد الثاني، قال فيه (صلى الله عليه وآله): ان الشيطان اثنان، شيطان الجن ويبعد بقول: لا حول ولا قوة الا بالله، وشيطان الانس ويبعد بالصلاة عليّ. 
انتهى بنا الحديث الى آخر فقرة في النص المروي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) لزيارة حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) من بعيد، وفيه يعلم مولانا الصادق المؤمن أن يدعو الله في ختام الزيارة ويقول: «اللهم صل على محمد وآل محمد وبلغ روح نبيك محمدا ً وآله في ساعتي هذه وفي كل ساعة تحية مني وسلاماً». 
ثم يتوجه اليه صلى الله عليه وآله قائلاً: «السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ولا جعله الله آخر تسليمي».
هنا يختم الزائر بالصلاة على محمد وآله التي هي جناح استجابة كل دعاء كما ورد في الاحاديث الشريفة،لكي يضمن استجابة دعائه وقبول زيارته وهو يدعو بالصلاة الكاملة التي امر بها رسول الله وليس بالصلاة البتراء التي نهى عنها صلى الله عليه وآله والتي تفرق بينه وبين آله ائمة الهدى عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام. 
ولكن ما هو الامر الذي يطلبه الزائر من الله عزوجل بعد الصلاة على محمد وآله؟ 
الطلب هو أن يبلغ الله عزوجل روح محمد وآله تحيته وسلامه في كل ساعة، فما هو المقصود بذلك؟ ثم ان الاحاديث الشريفة صريحة في ان سلام الزائر لمحمد وآله يبلغه حتماً ومباشرة، فلماذا يطلب الزائر من الله عزوجل ابلاغ هذا السلام؟ 
لعل المراد هو ان ينقي الله عزوجل هذا السلام من الشوائب التي لا تجعله اهلاً لان يبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله، مثل شوائب النوايا غيرالسليمة كالرياء والسمعة، او شوائب الغفلة وغير ذلك فيكون المطلوب هو أن يكون سلاماً خالصاً يناسب مقامه (صلى الله عليه وآله) هذا اولاً.
والامر الثاني هو ان الزائر يطلب ان يكون سلامه هذا دائمياً وفي كل ساعة، فيكون معنى طلب ابلاغ الله عزوجل لسلام الزائر هو ان يكتب الله له ثواب من يسلم على محمد وآله صلى الله عليهم اجمعين في كل ساعة، أو ان ينبهه باستمرار للسلام عليهم في كل ساعة. 

*******

وثمة سؤال هنا يرتبط بقضية استمرار المؤمن بالسلام على نبيه الاكرم (صلى الله عليه وآله)، يعرضه زميلنا على خبير البرنامج في الاتصال الهاتفي التالي: 

ديمومة زيارة النبي الاكرم(ص) وصورها المختصرة

المحاور: سلام من الله عليكم احبائنا اذاعة طهران، معنا مشكوراً على خط الهاتف خبير برنامج فاتح الخير سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ هذه هي الحلقة الخاصة الفقرات الاخيرة من نص زيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم من بعيد المروية عن امامنا الصادق عليه السلام نص الزيارة طويل ولكن انتم اشرتم في حلقة سابقة الى الآثار المهمة المداومة على زيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم من بعيد، قد لا يتسنى للجميع المداومة على قراءة هذا النص الطويل نسبياً هل هنالك بدائل بحيث يتوفق الانسان مثلاً مرة واحدة في الاسبوع او مرة واحدة في الشهر لقراءة هذا النص الطويل ويضم اليها بدائل مختصرة؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، نعم يمكن للانسان المؤمن ان يقتصر على زيارات مختصرة للنبي وآله اذا لم يسمح له المجال او لم تتح له الفرصة للمواضبة على الزيارة الكاملة المطولة من بعيد، فيمكن ان يختصر على الزيارة التي نقلها المحدث القمي اعلى الله مقامه في مفاتيح الجنان في ذيل اعمال يوم السبت، زيارة يوم السبت متعلق بالنبي صلى الله عليه وآله في الصفحة الثانية هو ذكر زيارة مختصرة يزار بها النبي صلى الله عليه وآله يبدأها "السلام عليك يا رسول الله"، ويمكن للانسان اذا كان حتى هذا المقطع الذي ذكره المحدث القمي لا يسمح له المجال لذلك يمكن له ان يقتصر على (السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الرحمة، السلام عليك يا سيد المرسلين، السلام عليك يا ابا القاسم)، ويسلم عليه ويصلي عليه بلا شك تصل، وان هناك ملائكة تنقل هذا السلام، الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله رسالة سمحة جئتكم بالشريعة السمحاء، والهدف ان تتحقق الرابطة وهذا الارتباط بين الزائر والمزور يتحقق ولو بهذا السلام، كما وردت بعض النصوص في زيارة سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ان يصعد الزائر الى اعلى السطح وينظر يمنى ويسرى ويقول: "السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته"، او "السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا ابا عبد الله ورحمة الله وبركاته"، وهذا يكفي في بعض النصوص، وهكذا بالنسبة للانسان الذي يريد ان يعمق رابطته بالنبي صلى الله عليه وآله يقتصر على ما ذكره المحدث القمي في زيارة يوم السبت القسم الثاني منها "السلام عليك يا رسول الله"، او ما ذكرنا ذلك، وقد ورد والحمد لله في الصلاة اليومية اشارة الى هذا المعنى، في الصلوات اليومية وهو حينما ينتهي الانسان من الصلاة يسلم على الرسول (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته)، ثم يمكن اذا اراد بدائل غير السلام ان يقتصر على الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، فان الصلاة على النبي كذلك تبلغه، وقد وردت روايات عن ائمتنا في استحباب المداومة على الصلاة على النبي، وقد سئل الامام الصادق عليه السلام كيف نصلي على جدك رسول الله فقال قولوا صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، كذلك هذا نص مختصر ومفيد وفي الصلاة وفيه السلام وثواب الصلاة على النبي بهذه الصلاة كما روي عن الامام الصادق عليه السلام رواها الشيخ الصدوق في معاني الاخبار قال قيل له ما ثواب من صلى على النبي هذه الصلاة؟ 
فقال الامام: الخروج من الذنوب كهيئته يوم ولدته امه، هذا في الحقيقة ما يأتي في الذهن من هذه البدائل والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

*******

نعود الاكارم الى المقطع الاخير من نص زيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من بعيد، وقد لاحظنا ان الامام الصادق (عليه السلام) يعلمنا فيه ان نطلب من الله عزوجل ان يبلغ سلامنا في كل ساعة الى (روح نبيك محمد وآله )، فما هو السر الكامن وراء استخدام لفظ (روح) وهو للمفرد لسلام على جمع عو (محمد وآله) عليه وعليهم السلام؟ 
لعل في هذا الاستخدام الافاضل تنبيهاً لطيفاً الى وحدة النورانية بين النبي (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة عليهم السلام كما تشير الى ذلك كثير من الاحاديث الشريفة. 
وفي نهاية الزيارة يعلمنا امامنا الصادق )سلام الله عليه) أن نتوجه الى حبيبنا المختار (صلى الله عليه وآله) قائلين: "والسلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ولا جعله الله آخر تسليمي". 
وهذه العبارة من الصيغ الجامعة في السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) تمثل بحد ذاتها زيارة مختصرة جامعة، وفيها ايضاً طلب من الله عزوجل ان يرزق الزائر دوام التوجه والارتباط القلبي برسوله الاعظم، وهذا الارتباط هو بحد ذاته يشتمل على خير كثير مثل تعميق محبته في القلوب وترسيخ التخلق بأخلاقه الفاضلة والفوز بمعرفته الحقة (صلى الله عليه وآله) وغير ذلك. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة