الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
حديثنا عن الامام المهدي(عج) وكحل نواظرنا بوجوده وبالنظر اليه يقول رسول الله(ص) في حديث له عن الامام المهدي يقول(ص):"لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر فيه غائبنا اهل البيت"، طبعاً هذا الحديث كنائي لطول الله ذلك اليوم بمعني انه هذه الحقيقة حتميه ولا مفر منها ولرب قائل يقول هل هذا ممكن؟ لو اخذنا الكلام على ظاهره نعم هذا يمكن لاننا الان حينما نقلع بالطائرة من طهران الساعة التاسعة صباحاً نصل بعد ثمانية ساعات او بعد اكثر من خمسة عشر ساعة نصل الى عاصمة او مدينة في اقصى الغرب وهناك الساعة ايضاً التاسعة صباحاً بمعني اننا نسير باتجاه الشمس يعني نلاحق الشمس ونرى النهار يصبح بايدينا اربع وعشرين ساعة وهكذا لو قدر للانسان ان يطير مع الشمس فلم ينته يومه لكن كما قلت الحديث فيه معنى كفائي وهو ان هذه حقيقة لا مفر منها في آخر الدهر. كما يقول النبي(ص): "لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر فيه غالباً لنا اوبة. 
الشاعر يقول: 

لنا اوبة من بعد غيبتنا عظما

نسيم اعادينا به الذل والضيما

في آخر الدهر ظهور مصلح يغير واقع الارض ومن على الارض هذا امر يتفق عليه كل دعاة الاديان وكل مبلغي الاديان مثلاً ايها الاخوة بعض حاخامات اليهود يقولون ان بني اسرائيل اشاروا بظهور مخلص محرر يبعثه الله ليخلص البشرية مما تعانيه مثلاً كثيرين من علماء النصارى يعتقدون بأن المسيح سيعود يعتقدون برجعة المسيح وظهوره لانقاذ العالم من المحن ومن فتك الانسان بالانسان طبعاً نظرية اهل البيت مبادئ الامامية الفكر الامامي ايضاً يقر هذا يقول بان المسيح موجود ولكنه سيكون جناحاً للامام المهدي(ع) عندنا ايضاً يصلي المسيح خالفه باعتبار انهم احياء، وهناك بالتاريخ ومن كتب حول المعمرين يقرون بوجود اشخاص لا يزالون الى الان على قيد الحياة فهذا بالنسبة الى اراء علماء النصارى مثلاً المؤلف المشهور صبحي الصالح المؤلف والكاتب اللبناني في كتابه "نظرية الامامة عند الشيعة الاثنى عشرية" يقول بان مسيحي الحبشة ينتظرون ايضاً عودة مليكهم الكيودور ويصفوه بانه المهدي لآخر الزمان، المغول مثلاً يعتقدون ان تيمور لنك او جنكيز خان وعدهم قبل موته بعوده الى الدنيا ليخلص قومه من السطو الصيني، مثلاً الزردشت المجوس هؤلاء ينتظرون اشور دربابي وهو من اعقاب زرادشت من سلالته ويرون بانه هو سيكون المصلح في آخر الزمان، هكذا كما قلت تشير كتب الصينيين وعقائد الهنود القدامى القائلين مثلاً بتناسخ الارواح او الفرس القدامى. 
الشئ الذي نريد ان نؤكد عليه بان جميع النظريات السماوية او غيرها تتحد بان لابد وان يكون فيه آخر الدهر مصلح وهذا المصلح يرفع لواء العدل ويطهر الارض من الفساد ويقيم سنن الله واحكام الله وينتصر للمظلومين وينتقم من الظالمين. 
هنا مثلاً يرد هذا السؤال كيف يبقى شخص هذه الفترة على قيد الحياة؟ 
طبعاً بقاء الامام المهدي(ع) حي طوال هذه الفترة هذا ليس فقط محل تأكيد لوحده انما هناك احياء نص التاريخ عليهم الى الآن موجودين مثل ادريس النبي مثل الخضر وهو جرجيس لانه كلما وقف على ارض اخضرت ولكن هو اسمه جرجيس او عيسى كما اشرت لانه لم يقتل القرآن يقول: "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" وعندنا في الروايات ان عيسى يظهر ويصلي خلف الامام المهدي عندنا ايضاً في الاخبار الدجال يبقى الى آخر الزمان، فاذن ليست بمشكلة بقاء انسان. 
في التاريخ مثلاً يكتب كيف عاش نوح الف واربعمئة سنة لقمان ثلاثة الاف سنة ذو القرنين ثلاثة الاف سنة اصلاً ابو حاتم السجستاني في كتابه المعمرون يذكر اسماء اكثر من مئتين نفر عمروا ثلاثمئة عام او اربعمئة عام او خمسمئة عام ارادة الله سبحانه وتعالى لما تقضي تفرض وتقدر بأن يعيش الانسان فلا راد لقضاء الله. 
نحن نقرأ في القرآن قضية الراكب الذي مر على حماره وحين المرور نظر الى قرية خاوية على عروشها قال انى يحيي الله هذه القرية بعد موتها فاماته الله مئة عام واحياه بعد قرن من الزمن لما احياه يقول المؤرخون مات واعيدت له الحياة بنفس الحظة مثلاً وسط النهار فلما سأل قيل كم لبثت قال لبثت يوماً او بعض يوم القرآن يقول: لا"بل لبثت مئة عام" انها فترة لم تحس بها ابداً "لبثت مئة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه" يعني لم يتلف لم يفسد لان المؤرخون يقولون بان العنب والتين والشراب والطعام وهذه الفواكة لم تفسد، حتى حماره بقي على حالة هذه ارادة الله سبحانه وتعالى. 
قرأت في بعض الصحف نشرت هذا خبر انه عثر المحققون على سمكة في قاع احد المحيطات نقلوها الى المختبر وبعد اجراء الفحوص والتحقيق عمرها بثلاثة الاف وخمسمئة سنة كاءن حي يعيش هذه الفترة من الزمن ما معناه؟ الطب والعلم يقول ان الانسان مكون من عظام وشرايين وجلد ولحم وحياته مرهونه بانتظام الدورة الدموية فلو اراد الله سبحانه وتعالى لهذه الطاقة ولهذه الدورة الدموية ان تستمر وان يعيش الانسان الاف السنين ولا يجد العلم مانعاً لذلك اطلاقاً، كيف اذا كانت المسألة غيبية من باب اذا اراد الله سبحانه وتعالى شيئاً فيقول له كن فيكون فالله سبحانه وتعالى يحفظ لنا هذا الوجود المبارك لينتظم وضع الارض على يديه اي بعد ما الانحراف والضلال والفساد يغطي كل حقول الكرة الارضية في عالم الاجتماع في عالم الاقتصاد في عالم الاخلاق في عالم الاسر في عالم السياسة، لذلك تقول الروايات ان الامام المهدي(عج) مثلاً هذه من الاحاديث التي ظاهرها شكل ولكن مغزاها شكل اخر حتى يمكن ان المشكك او المخرب يستفيد منها من اجل رفع التشويق عندنا الحديث مثلاً يأتي الامام المهدي(عج)بدين جديد وبقران جديد طبعاً لما يأخذ الانسان ظاهر الكلام يرى بان هذا -نعوذ بالله - هذا دين غير دين الاسلام لا هذا معناه لكثرة ما يسود الانحراف ولكثرة ما يبتعد المسلمون عن روح القرآن وعن مفاهيم القرآن الطبيعية فحينما يأتي الامام المهدي(عج)لتطبيق شرع الله عزوجل يشعر الانسان بانهم كانوا عالم غير هذا. 
ساد الفساد وقد عمّ البلا فمتى يا سيدي نرى بسيفك هذا الكون قد صلحا، فمتى يرف لواء العدل منتشراً والنصر يمحوه بالافاق اين نحى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******