فأنا حيثما سلكت آمن مطمئن وعدوي في الأهوال حيران قد حف بالمهانة وألبس الذل وقمع بالصغار ضربت على نفسي سرادق الحياطة ولبست درع الحفظ وعلقت على هيكل الهيبة وتتوجت بتاج الكرامة وتقلدت بسيف العز الذي لا يفل وخفيت عن أعين الباغين الناظرين وتواريت عن الظنون وأمنت على نفسي وسلمت من أعدائي بجلال الله.
فهم لي خاضعون وعني نافرون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قصرت أيديهم عن بلوغي وعميت أبصارهم عن رؤيتي وخرست ألسنتهم عن ذكري وذهلت عقولهم عن معرفتي وتخوفت قلوبهم وارتعدت فرائصهم ونفوسهم من مخافتي يا الله الذي لا إله إلا هو.
يا هو يا من لا إله إلا هو افلل جنودهم واكسر شوكتهم ونكس رؤوسهم وأعم أبصارهم فظلت أعناقهم لي خاضعين، وانهزم جيشهم وولوا مدبرين سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما أمر الساعة إلا كلمح البصر.
علوت عليهم بعلو الله الذي كان يعلو به صاحب الحروب منكس الرايات ومبيد الأقران وتعوذت بأسماء الله الحسنى وكلماته العليا وظهرت على أعدائي ببأس شديد وأمر رشيد وأذللتهم وقمعت رءوسهم وظلت أعناقهم لي خاضعين.
*******
المصدر: الصحيفة الرضويّة