وتتواصل عمليات الاستهداف والتصدي تزامنا مع تصاعد المجابهات في محافظات مأرب والتي يضيق فيها انصار الله والجيش الخناق على المدينة ابتغاء تحريرها من قوات التحالف السعودي الاماراتي حيث باتت هذه القوات في وضع لا تحسد عليه بسبب اصرار المقاومين على طرد الغزاة ومرتزقتهم واعادة مأرب الى السيادة اليمنية.
النظام السعودي ونتيجة لهزائمه المتكررة ما فتئ يتوسل بالغارات الجوية الغادرة على المناطق المدنية، وهو يكاد يصاب بالجنون بسبب نجاح القوات المسلحة واللجان الشعبية في السيطرة على عشرات المواقع في محور جيزان مكبدة قوات الجيش السعودي والمرتزقة المتمركزة فيها خسائر فادحة في الافراد والعتاد.
القيادي محمد علي الحوثي قال في تصريح صحفي ان العملية الهجومية الواسعة لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في محور جيزان تمثل بداية لمرحلة الوجع الكبير التي ستمتد الى عمليات اوسع واكبر في العمق السعودي. واقع الامر ان التطورات الميدانية في مأرب ومحور جيزان هي التي عجلت التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة غريفيث للتحدث مع الحكومة اليمنية في صنعاء بهدف اقناعها بوقف الزحف على مأرب وحل الصراع عبر تسوية سياسية.
ولا شك في ان غريفيث لا يواجه تصلبا من صنعاء لان غاية مايصبو اليه اليمنيون هو وقف العدوان والحصار الجائر ومنع الغارات الوحشية السعودية عن المدن والمنشآت المدنية. من الواضح ان النظام السعودي مازال يكابر مع انه يتعرض لاعنف الضربات العسكرية اليمنية الدقيقة، وهو يحاول عبثا جر اية محادثات سياسية الى دهاليز المراوغة والتسويف تهربا من استحقاقات السلام المنشود الذي يتطلع اليه الشعب اليمني.
من المؤكد ان استمرار الرياض في استخدام هذا التكتيك لن يعود عليها بالنفع ولن ينقذ السعوديين وحلفاءهم من كماشة الزحف الثائر المتقدم يوما بعد آخر في مأرب .
علما ان الضمير الانساني يقف الى جانب الحق اليمني ويدافع عنه. واذا كان السعوديون والاماراتيون يفكرون حقا في النجاة من المستنقع الذي ورطوا انفسهم فيه فان عليهم الاسراع في الخروج من اراضي اليمن قبل ان تشهد الاوضاع منعطفا جديدا وبما يسوء الغزاة ومرتزقتهم قريبا.
بقلم حميد حلمي البغدادي