وكانت الحفرة الواقعة في مجمع كهوف على طول ساحل كينيا، مجرّدة من الزخارف أو القرابين أو المنحوتات الطينية التي يمكن العثور عليها في مقابر العصر الحجري الأحدث في المنطقة، كما أوضحوا في مجلة «نيتشر» العلمية.
لكن «متوتو»، التي تعني «طفلاً» في اللغة السواحيلية، كان ملفوفاً في كفن مع رأسها أو رأسه على ما يعتقد أنه وسادة، «ما يشير إلى أن المجتمع ربما كان يقوم بشكل من أشكال الطقوس الجنائزية»، كما أوضحت المؤلفة الرئيسية للبحث ماريا مارتينون-توريس مديرة المركز القومي للبحوث حول التطور البشري في بورغوس بإسبانيا.
وهذا الاكتشاف الاستثنائي يسلّط الضوء على ظهور سلوك اجتماعي معقد للإنسان العاقل واختلافات ثقافية بين مجموعات البشر المعاصرين في أفريقيا وخارجها.
وعثر على عظام الطفل في كهوف بانغا يا سعيدي عام 2013 لكن لم يتم الكشف بالكامل عن القبر الدائري الواقع تحت أرضية الكهف بثلاثة أمتار، إلا بعد 5 سنوات، ما أدى إلى العثور على بقايا متحللة.
وقال إيمانويل نديما من المتحف الوطني في كينيا «في هذه المرحلة، لم نكن متأكدين مما وجدناه. كانت العظام هشة جداً لدرجة لن نتمكن من أجراء الدراسة عليها في المكان».
وقام علماء الآثار بتثبيتها وتجميعها في حزمة ونقلها، أولاً إلى المتحف ثم إلى مركز الأبحاث في إسبانيا.
وقالت مارتينون-توريس: «بدأنا الكشف عن أجزاء من الجمجمة والوجه»: مضيفة «كانت مفاصل العمود الفقري والأضلاع محفوظة بشكل مذهل، حتى إن تقوس القفص الصدري كان واضحاً».
وأكد تحليل مجهري وتأريخ ضيائي أن جسد «متوتو» الصغير غطي بعناية بالأوساخ من حول الحفرة ورقد بسلام لمدة تقرب من 80 ألف عام.