بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلقتْ وجهي عندك، وحجبتْني عن استئهال رحمتك، وباعدتني عن استيجاب مغفرتك.
ولولا تعلّقي بآلائك وتمسّكي بالدعاء وما وعدتَ أمثالي من المسرفين، وأشباهي من الخاطئين، ووعدتَ القانطين من رحمتك بقولك: يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسِهم لا تَقنطُوا من رحمةِ الله إنّ الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً إنّه هو الغفورُ الرحيم، وحذّرت القانطين من رحمتك فقلت: ومَن يقنطُ مِن رحمةِ ربّهِ إلاّ الضالّون.
ثمّ ندبتنا برأفتك إلى دعائك فقلت: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.
إلهي! لقد كان ذُلّ الإياس علَيّ مشتملاً، والقنوط من رحمتك مُلْتحِفاً، إلهي! لقد وعدتَ المحسنَ ظنَّه بك ثواباً، وأوعدت المسيءَ ظنَّه بك عقاباً.
اللّهمّ وقد أمسك رَمقي حسنُ الظنّ بك في عتق رقبتي من النار، وتغمُّدِ زلّتي، وإقالةِ عثرتي.
اللّهمّ قلت في كتابك، وقولك الحقّ الذي لا خُلف له ولا تبديل: يومَ نَدعو كلَّ أُناسٍ بإمامِهم، وذلك يوم النشور، إذا نُفخ في الصّور، وبُعثر ما في القبور.
*******
المصدر: الصحيفة الرضويّة