وقالت الانباء ان الولايات المتحدة ابدت خيبة املها ازاء قرار محكمة لاهاي مدعية "ان العقوبات كانت ضرورية لان ايران ـ بزعم واشنطن ـ تشكل تهديدا للامن الدولي".
من المؤكد ان قرار محكمة العدل الدولية يدل دلالة واضحة على ان اميركا هي التي تتلاعب بالعهود والمواثيق وتفسر الامور وفقا لتوجهاتها المتعجرفة والاستكبارية متجاهلة دورها الارهابي والاستبدادي في انحاء العالم.
ان اميركا هي آخر من يحق له التحدث عن حماية الامن العالمي لانها دولة مارقة على جميع القوانين الدولية وهي اليوم تحتل افغانستان والعراق واجزاء من سوريا وتنفذ ما تتطلبه استراتجياتها العدوانية والتوسعية هنا وهناك.
ومن الناحية العملية فان الجمهورية الاسلامية برهنت دائما على التزامها بالقانون الدولي ووفائها لتعهداتها بشكل يتماشى مع المنطق والحق، لكنها في نفس الوقت ترفض الاذعان للغة الغطرسة وشريعة الغاب التي تتمسك بها الولايات المتحدة في كل اداراتها الجمهورية منها والديمقراطية.
اميركا اثبتت على الدوام انها لا تتبع القوانين والمعاهدات بدليل انها تخلت عن الاتفاق النووي في ايار 2018 بشخطة قلم على عهد الرئيس الاهوج دونالد ترامب، وتزعم بان خطواتها الخاطئة ضد الامم والشعوب عين الصواب. لكن ان تقوم الجمهورية الاسلامية بحماية مصالحها والدفاع عن ثوابتها الوطنية فان ذلك بزعم حكام الولايات المتحدة يشكل "تهديدا خطيرا للسلام العالمي".
ان الحقيقة لايمكن التغطية عليها بغربال لان شعوب الارض كلها تعرف من هي اميركا وما هو دورها في زعزعة الامن والاستقرار العالميين، كما انها تؤمن بدور ايران التحرري المدافع عن قضايا المنطقة وتعلم بالضغوط والعقوبات القصوى التي تمارسها واشنطن عليها لكي تتخلى عن مبادئها وهو امر مرفوض قانونيا ومنطقيا.
لا شك بان الجمهورية الاسلامية ستواصل المطالبة بحقوقها العادلة بالاعتماد على استقلالها ومكانتها ودورها القيادي في المجتمع الدولي ولاشك في ان اميركا المستكبرة محكومة بالهزيمة والخيبة لانها تستخدم أساليب الباطل والتضليل والتزييف في جميع سلوكياتها ومواقفها ومنها موقفها الناكث للاتفاق النووي.
بقلم حميد حلمي البغدادي