فالشهيدان سليماني والمهندس لم يمثلا شخصيهما وحسب وانما مثلا شعبين عظيمين هما شعبا الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العراقية وبالتالي فان هذا يجعل الثأر لدمائهما الطاهرة مسؤولية رسمية وقانونية لا يمكن التراجع عنها ابدا وهو ما تدركه حكومة الولايات المتحدة التي عبرت بجريمتها الارهابية عن حقدها الدفين لكل ما يقوض مخططاتها في غرب اسيا ومنها مؤامرة دفع عصابات داعش التكفيرية الى القتل والتدمير وتشويه الرسالة المحمدية السمحاء.
لقد جاءت الجيوش الاميركية والاطلسية الى منطقة غرب آسيا وفي نيتها ان تبقى فيها لتخطط حسب استراتجيتها ما يؤدي الى تقطيع اوصال العالم الاسلامي اكثر فاكثر وزرع كيانات ارهابية متطرفة فيه مهمتها تأمين المصالح الاستكبارية الغربية اضافة الى حماية الوجود الصهيوني المحتل باستحداث مناطق محصنة عميلة تحمل زيفا ونفاقا راية الاسلام لكنها اكثر حقدا من "اسرائيل" الغاصبة على الامتين الاسلامية والعربية.
في ضوء ذلك جاءت تصريحات قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي في اكثر من مناسبة لتؤكد ان على اميركا ان تغادر العراق والمنطقة قبل ان يأتي وقت تتمنى فيه الولايات المتحدة لو انها لم تغتال القائدين الكبيرين ولم تقم بنشر قواتها الغازية في عدد من الدول الاسلامية ومنها العراق وسوريا وافغانستان.
وفي كلمة له خلال اجتماع (المجاهدون في الغربة) الدولي الخامس كرر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي السيد حسين امير عبد اللهيان يوم الجمعة الماضي هذا الموقف بالقول: ان الاميركيين ارتكبوا خطأ جسيما بعملية الاغتيال الغادرة للشهيدين سليماني والمهندس وان عليهم مغادرة المنطقة اليوم وان لم يفعلوا ذلك فان غدا سيكون متأخرا لانهم سيتكبدون خسائر جسيمة.
من الثابت ان موقف الجمهورية الاسلامية في هذا الصدد موقف مبدئي وحازم وهو ليس مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي. فقد خسر العراق وايران بهذا الاغتيال الغاشم اعظم قائدين في مؤسستيهما العسكرية بجريمة غادرة يندى لها الجبين وازاء ذلك فان الانتقام لدمائهما وكما اعلن سابقا القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء حسين سلامي سيكون حاسماً وجدياً وحقيقياً وسيطال الضالعين في اغتيالهما بصورة مباشرة وغير مباشرة.
من الواضح ان المنطقة قد اضطربت اضطرابا شديدا نتيجة للانتشار العسكري الاميركي من جهة وبسبب السياسات التصعيدية التي تمارسها ادارة الرئيس الاهوج دونالد ترامب من جهة اخرى. وازاء ذلك فان هذه السلوكيات الاستفزازية لا يمكن ان تقابل باكاليل الزهور وانما بالمقاومة التي مرغت انف اميركا والصهاينة بالوحل.
من المؤكد ان بلدان العالم الاسلامي وشعوبها لا يمكن لها السكوت الى ما لا نهاية وهي تتابع سلوكيات البلطجة الصهيواميركية والتحركات الاستكبارية التي تسعى الى معاقبة محور المقاومة واعادة المنطقة الى بيت الطاعة الاميركي.
فموازين القوى الدولية قد تغيرت والمقاومة الاسلامية والوطنية في لبنان وفلسطين والعراق واليمن بانتظار ساعة الصفر لمطاردة الغزاة والمحتلين والمتغطرسين وتوجيه الضربات القاصمة لهم واعادة الحق الى نصابه في مستقبل لن يكون بعيدا.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي