اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِسْمِكَ العَظِيمِ الاَعْظَمِ الاَعْظَمِ الاَعْظَمِ(۲)، الاَعَزِّ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ(۳) أَبْوابِ السَّمأِء لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الاَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تيَسَّرَتْ وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى الاَمْواتِ لِلْنُّشُورِ انْتَشَرَتْ وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى كَشْفِ البَأْسأِء وَالضَّرَّأِء(٤) انْكَشَفَتْ.
وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَكْرَمِ الوُجُوهِ وَأَعَزِّ الوُجُوهِ الَّذِي عَنَتْ(٥) لَهُ الوُجُوهِ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ(٦) لَهُ الاَصْواتِ وَوَجِلَتْ(۷) لَهُ القُلُوبِ مِنْ مَخافَتِكَ.
وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي تُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلى الاَرْضِ إِلا بِإِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالاَرْضِ أَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتِي دانَ(۸) لَها العالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِها السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَبِحِكْمَتِكَ الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ، وَخَلَقْتَ بِها الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَنا(۹)، وَخَلَقْتَ بِها النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِها الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً، وَخَلَقْتَ بِها القَمَرَ وَجَعَلْتَ القَمَرَ نُوراً.
وَخَلَقْتَ بِها الكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوما وَبُرُوجا وَمَصابِيحَ وَزِينَةً وَرُجُوما، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِي، وَجَعَلْتَ لَها فُلْكا وَمَسابِحَ(۱۰)، وَقَدَّرْتَها فِي السَّمأِ مَنازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيرَها، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَها وَأَحْصَيْتَها بِأَسْمائِكَ إِحْصاءً وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيرا وَأَحْسَنْتَ تَدْبِيرَها، وَسَخَرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ وعرَّفت بها عددَ السِّنِينَ(۱۱) وَالحِسابِ وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَمِيعِ النّاسِ مَرْأىً وَاحِداً.
وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُوسى بْنَ عُمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي المُقَدَّسِينَ(۱۲) فَوْقَ احساسِ الكَرُّوبِين(۱۳) فَوْقَ غَمائِمِ(۱٤) النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ(۱٥) الشَّهادَةِ فِي عَمُودِ النَّارِ وَفِي طُورِ سَيْناء(۱٦)، وَفِي جَبَلِ حُورِيثَ(۱۷) فِي الوادِي المُقَدَّسِ فِي البُقْعَةِ المُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الاَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ، وَيَوْمَ فَرَّقْتَ(۱۸) لِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ وَفِي المُنْبِجِساتِ(۱۹) الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ(۲۰)، وَعَقَدْتَ ماء البَحْرِ فِي قَلْبِ الغَمْرِ(۲۱) كَالحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الاَرْضِ وَمَغارِبِها الَّتِي بارَكْتَ فِيها لِلْعالَمِينَ وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ(۲۲) فِي اليَمِّ.
وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الاَعْظَمِ الاَعْظَمِ الاَعْظَمِ(۲۳) الاَعَزِّ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَلِيمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي طُورِ سَيْناء، وَلاِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلِيلِكَ(۲٤) مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الخِيْفِ(۲٥)، وَلاِسْحاقَ صَفِيَّكَ(۲٦) عَلَيْهِ السَّلامُ فِي بِئْرِ شِيعٍ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي بَيْتِ إِيْل(۲۷) وَأَوْفَيْتَ لاِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِمِيثاقِكَ(۲۸)، وَلاِسْحاقَ بِحِلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ بِشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ وَلِلْدَّاعِينَ بِأَسْمائِكَ فَأَجَبْتَ(۲۹).
وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسى بْنِ عُمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمّانِ(۳۰) وَبِآياتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ(۳۱) عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ العِزَّةِ وَالغَلَبَةِ بِآياتٍ عَزِيزَةٍ وَبِسُلْطانِ القُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ القُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الكَلِمَةِ التَّامَّةِ.
وَبِكَلِماتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيا وَأَهْلِ الاخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِها عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَباسْتِطاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِها عَلى العالَمِينَ وَبِنُورِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناء.
وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ، وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّها الاَرْضَ، وَانْخَفَضَتْ(۳۲) لَها السَّماواتِ وَأَنْزَجَرَ(۳۳) لَها العُمْقُ الاَكْبَرُ وَرَكَدَتْ لَها البِحارُ وَالاَنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَها الجِبالُ وَسَكَنَتْ لَها الاَرْضُ بِمَناكِبِها وَاسْتَسْلَمَتْ لَها الخَلائِقُ كُلِّها وَخَفَقَتْ(۳٤) لَها الرِّياحُ فِي جَرَيانِها وَخَمَدَتْ(۳٥) لَها النِّيرانُ فِي أَوْطانِها وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لاَبِينا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.
وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيٍْ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّا(۳٦) وَخَرَّ مُوسى صَعِقا، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناء فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُوسى بْنِ عُمْرانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فِي ساعِيرَ(۳۷)، وَظُهُورِكَ فِي جَبَلِ فارانَ(۳۸)، بِرَبَواتِ(۳۹) المُقَدَّسَيْنِ وَجُنُودِ المَلائِكَةِ الصَّافِّينَ، وَخُشُوعِ المَلائِكَةِ المُسَبِّحِينَ.
وَبِبَرَكاتِكَ الَّتِي بارَكْتَ فِيها عَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبارَكْتَ لاِسْحاقَ صَفِيِّكَ فِي اُمَّةِ عِيْسى عَلَيْهِما السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائِيلِكَ فِي اُمَّةِ مُوسى عَلَيْهِما السَّلامُ وَبارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَاَّلِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ.
اللَّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَاَّمَنّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقا وَعَدْلاً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَعّالٌ لِما تُرِيدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ.
ثم تذكر حاجتك وتقول:
ياحنّان يا منّان يا بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام يا ارحم الراحمين، اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الاَسْماءِ الَّتِي لايَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا يَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ.
وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي(٤۰) ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ وَوَسِعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوءٍ وَجارِ سَوءٍ وَقَرِينِ سَوءٍ وَسُلْطانِ سَوءٍ، إِنَّكَ عَلى ما تَشاء قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيٍْ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.
*******
(۱) السمات - بكسر السين- العلامات، كأنّ عليه علامات الاجابة.
(۲) الاعظم الاعظم (خ ل).
(۳) المغالق جميع مغلاق: وهو ما يغلق ويفتح بالمفتاح.
(٤) البأساء: الفقر والشدة، الضراء: المرض.
(٥) عنت: خضعت وذلت.
(٦) خشعت: خفضت وخفيت.
(۷) الوجل: الخوف.
(۸) دان: ذل واطاع.
(۹) مسكناً (خ ل).
(۱۰) المسابح: المجاري.
(۱۱) والساعات وعدد السنين (خ ل).
(۱۲) المقدّسين - بفتح الدال-: اي في الملائكة الذين قدستهم وطهرتهم من الذنوب والعيوب.
(۱۳) الكروبين (خ ل)، احساس الكروبيين: اصواتهم، والحس والحسيس: الصوت الخفي، والكروبيون: القريبون منه تعالى من قولهم: كرب اي قرب.
(۱٤) الغمائم جمع غمامة، وهي السحائب البيض سميّت غمامة لسترها، لانها تغمّ الماء في اجوافها اي تستره.
(۱٥) التابوت: صندوق التوراة، وروي غير ذلك.
(۱٦) طور سيناء: جبل بالشام.
(۱۷) جبل حوريث: جبل الذي خاطب الله جل الله موسى عليه السلام في اول خطابه، وتابوت يوسف حمل الى ناحية جبل حوريث من ناحية طور سيناء.
(۱۸) فرّقت: فلقت.
(۱۹) الانبجاس: الانفجار والانفتاح بسعة بسعة وكثرة.
(۲۰) بحر سوف: بلسان العبرية يوم سوف: اي بحر بعيد.
(۲۱) قلب الشيء: باطنه، الغمرة: الماء الكثير الذي يغمر صاحبه، سميت الشدة غمرة لانها تغمر القلب اي تغطيه.
(۲۲) مواكبة (خ ل)، اقول: المراكب جمع المركب، وهي الافراس وغيرهما مما يركب، والمواكب جمع موكب وهي ركوب القوم للزينة والمراد هنا جيوشه وعساكره.
(۲۳) الاعظم الاعظم (خ ل).
(۲٤) الفرق بين الخليل والصديق، ان الخليل لايقتضي ان يكون من جنس من هو خليله، بخلاف الصديق.
(۲٥) مسجد الخيف، بمنى معروف.
(۲٦) الصفى: الصافي، صفو الشيء: خالصه.
(۲۷) بيت ايل، قيل هو بيت المقدس، وقيل معناه بيت الله، وعن الطبرسي: ان ايل بالعبرانية الله.
(۲۸) الميثاق: العهد، واخذ الميثاق هنا بمعنى الاستحلاف.
(۲۹) فاجابت (خ ل).
(۳۰) الزمان (خ ل)، وهي القبة التي بناها موسى وهارون في التيه بامره تعالى، فكان معبداً لهم. وقيل: هي بيت المقدس.
(۳۱) باياتك التي رفعت (وقعت) (خ ل).
(۳۲) الانخفاض: الانحطاط، وهنا كناية عن الذلة والاذعان والانقياد.
(۳۳) الزجر: المنع، العمق الاكبر، اشارة الى تخوم الارض.
(۳٤) خفقت: اضطربت وتحركت.
(۳٥) خمد النار: سكن لهبها.
(۳٦) دكاً اي مدكوكاً مستوياً مع وجه الارض.
(۳۷) ساعير: جبل بالحجاز يدعى جبل الشرات، كان عيسى عليه السلام يناجي الله تعالى.
(۳۸) جبل فاراون: جبل كان نبينا محمد صلى الله عليه وآله يناجي الله تعالى عليه، وهو قريب من مكة.
(۳۹) الربوات: موضع نزول الوحي على موسى.
(٤۰) ثم قل: يا الله، يا حنان يا منان يا بديع السموات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا ارحم الراحمين، اللهم بحق هذا الدعاء وبحق هذه الاسماء التي لا يعلم تفسيرها ولا يعلم باطنها غيرك، صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا وانتقم لي من فلان بن فلان واغفر لي من ذنوبي (خ ل).
*******
المصدر: الصحيفة الباقرية