وقامت فصائل المقاومة العراقية المشكلة حديثًا بتوجيه صواريخها وقذائفها نحو القوات الإرهابية الأميركية، مستهدفةً قواعدها عدة مرات وتسببت في خسائر مالية وبشرية فادحة.
ولم تقتصر هجمات فصائل المقاومة العراقية على القواعد، حيث لم تفلت الأرتال العسكرية للقوات الأميركية الإرهابية التي كانت تتحرك في اتجاهات مختلفة من غضب المقاتلين، واستُهدفت في عدة عمليات.
الأميركيون الذين فوجئوا وأصيبوا بالحيرة والذهول لأنهم لم يعرفوا من أين يصابون، حجبوا في البداية تفاصيل الأخبار المتعلقة بضربات المقاومة، لمنع الهزائم من الظهور علناً في العراق وتخفيف الضغط إلى حد ما.
إخفاء الأميركيين للهزائم لم يكن قضيةً يمكن أن تستمر حتى النهاية، حيث نقلت مجموعات المقاومة ساحة المعركة إلى وسائل الإعلام بشكل متزامن، وبثت صور الهجمات، ووجهت ضربةً أخرى لواشنطن لم يعد من الممكن إنكارها.
الأميركيون العاجزون والمربَكون، الذين لم يروا سوى جزءاً من قوة جبهة المقاومة على الأراضي العراقية، ولاحظوا أن التباهي الإعلامي لوزير خارجيتهم المتعجرف والرجعي والفاقد للمصداقية ليس له حتى استهلاك محلّي، قرروا الهروب من المهلكة وعدم التعرُّض للخزي والعار أكثر من ذلك.
انسحاب الجيش الأميركي الإرهابي وقوات التحالف من قاعدة "التاجي" العسكرية شمال بغداد، يوم الأحد 2 أيلول، أظهر بوضوح أن البيت الأبيض لم يعد بإمكانه تحمّل الضربات من قبل مجموعات المقاومة العراقية ولا يمكنه الرد عليها.
لقد تمّ استهداف التاجي، وهي قاعدة استراتيجية ومهمّة على بعد 15 كيلومتراً شمال بغداد، عدّة مرات من قبل فصائل المقاومة العراقية المشكلة حديثًا منذ أوائل عام 2020، ولم تنج القوات الإرهابية الأميركية وقوات التحالف من موجة الهجمات هذه.
وكانت قاعدة التاجي إحدي القواعد الأساسية لقوات التحالف وخاصةً القوات الأميركية، وتم تدريب القوات العراقية هناك. تتصل هذه القاعدة بمحافظة "ديالى" من المحور الشرقي، ومن المحور الشمالي الشرقي بمناطق مهمة وغير آمنة مثل "الطارمية".
كما يمر الطريق الاستراتيجي للمركز إلي الشمال (بغداد - نينوى - دهوك - تركيا) من هذه القاعدة العسكرية، وقد زادت هذه القضية أهميتها. وإذا تحركنا جنوباً من الطريق الرئيسي على أطراف قاعدة التاجي، سنصل إلى الأحياء المهمة جدًا شمال بغداد (الكاظمية والشعلة).
يبدو أن الأميركيين يعتزمون الاستمرار في عملية سحب قواتهم من بعض القواعد العسكرية ونقلها إلى قواعد أكبر وأكثر أمانًا، من أجل الحد من الهجمات والبقاء في أمان، إلا أن مجموعات المقاومة العراقية ومن بينها "ذو الفقار، جنود سليماني، عصبة الثائرين وأصحاب الكهف وغيرها" تطالب بالانسحاب الكامل للجيش الإرهابي الأميركي.
من جهة أخرى، أصدرت جماعات المقاومة العراقية مثل "ذو الفقار" بياناً، قالت فيه إن استراتيجية الأميركيين هذه لن تنجح، وإلى جانب زيادة الهجمات ضدهم في الأيام المقبلة، سيتغير أسلوب المواجهة أيضاً.
كان لدى ما يسمى بالتحالف الغربي بقيادة الجيش الأميركي، وبحجة محاربة الإرهابيين، 18 قاعدة عسكرية وعدة معسكرات تدريب ومستشارين وقواعد سرية في العراق، ولكنه أخلي في الأشهر الأخيرة 9 قواعد ومعسكرات (التاجي، بسمايه، القائم، كي 1، القيارة، نينوى، الحبانية، أبو غريب، الرمانة) كليًا أو جزئيًا.
وتوجد القوات الأميركية وقوات التحالف حالياً في تسع قواعد عسكرية عراقية، منها "عين الأسد والرطبة والنصر وبلد وأتروش وبشار وأربيل والحرير ومخمور" ولم يتمّ الإعلان عن أيّ إخلاء لهذه القواعد حتى الآن.
المصدر: الوقت