هو المجتبى في الغاضريةِ رائدا ***** فبورِكَ مِن شبلٍ تحدى الشدائدا
وقد أذهلَ المستذئبِينَ ببأسهِ ***** وكانَ كما كانَ الزكيُّ مُجاهدا
فتىً أخضعَ الأهوالَ تترى كأنهُ ***** مقيمٌ بريحانِ العقيدةِ لابِدا
حبيبٌ لقلبِ السبطِ يغمرُهُ جوىً ***** فقد كانَ تذكارَ الزكيِّ مَحامِدا
وسار إلى حيثُ الجيوشُ مُقارعاً ***** ذوي بغضةٍ لا يفقهونَ العقائدا
يُذكّرُهم بالأطهرينَ أَرُومةً ***** ولكنهم صَمُّوا وعَقُّوا الأماجدا
وكانَ هُدى الحسَنِ الزكيِّ مُدافِعاً ***** عن السِّبطِ عَمَّاً يستزيدُ مَراشِدا
يُنادي بهم إنَّ الحسينَ زعيمَنا ***** صدوقٌ لهُ رُوحي الفِداءُ مُسانِدا
أمامٌ أجلَّتْهُ الفضائلُ طاهرٌ ***** ومَن ذابَ في نهجِ الإمامةِ راشدا
علي القاسمِ انهالتْ جميعُ سيوفهِم ***** ولكنهُ استعصى عليها عَوانِدا
فحاربَ أجنادَ الضلالِ مُكافحاً ***** وأرهقَهم شأنُ الجبالِ مُصامِدا
فتىً حقَّرَ الدنيا الغرورَ ومَكرَهُا ***** وأنزلَهُا مِن شِسْعِ نعلٍ مُباعِدا
وقد نالَهْ الغدرُ الحَقُودُ تكالباً ***** بلحظةِ إهمالِ الهصورِ المكائدا
فراحَ الى باري الخلائقِ موقِناً ***** وصارَ بأخلاقِ البواسلِ خالدا
فتيً مِن بني طه الأمينِ وسبطهِ ***** مَضى راشداً في كربلاءَ وماجدا
عليه من الله السلامُ تحيةً ***** وأكرِمْ بهِ حُرَّاً تَتبَّعَ والدا