رفع (عليه السلام) سبابتيه الى السماء، وارخى عينيه بالدموع، وهو يقول:
«اللهم كن انت الشهيد عليهم، فقد برز اليهم غلام اشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك محمد (صلى الله عليه وآله)، وكنا اذا اشتقنا الى رؤية نبيك نظرنا اليه. اللهم فامنعهم بركات الارض، وفرقهم تفريقاً، ومزقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم ابداً، فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا».
ثم تلا قوله تعالى: «ان الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم» وصاح (عليه السلام) بعمر بن سعد: قطع الله رحمك كما قطعت رحمي، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسلط عليك من يذبحك على فراشك (۱).
*******
(۱) أئمتنا ج ۱ ص ۲۱٦، ورواه العلامة الزبيدي الحنفي في الاتحاف (ج ۱۰ ص ۳۲۰ طبع الميمنيه بمصر) قال: قال محمود بن محمد بن الفضل (كتاب المتفجعين): حدثنا عبيد الله بن محمد حدثنا محمد بن خلف حدثنا نصر بن مزاحم العطار عن ابي مخنف حدثنا سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام) وقد احاطوا به فذكر الدعاء باختلاف يسير عن هذا الدعاء والذي يليه فان مضمونه في الدعاءين ولا يكاد أن يختلف عنهما الا بسير العبارة.
*******
المصدر: نقلاً عن كتاب الصحيفة الحسينية، اعداد: محمد علي الهمداني، الناشر: مؤسسة البلاغ