عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: دخل عديّ بن ثابت الانصاريّ على امير المؤمنين (عليه السلام) في يوم النصف من رجب وهو يصلّي، فلما سمع حسّه اومى بيده الى خلفه ان قف، قال عديّ: فوقفت فصلّى اربع ركعات لم نَر أحَداً صلاّها قبله ولا بعده، فلما سلّم بسط يده وقال:
اَللَّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، ويا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ، اَنْتَ كَهْفي حينَ تُعْيينِي الْمَذاهِبُ، واَنْتَ بارِىءُ خَلْقي رَحْمَةً لي، وقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقي غَنِيّاً، ولَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتَ مِنَ الْهالِكينَ، واَنْتَ مُؤَيِّدي بِالنَّصْرِ عَلى اَعْدائي ولَوْلا نَصْرُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحينَ.
يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها ومُنْشِيَ الْبَرَكَةِ مِنْ مَواضِعِها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشُّمُوخِ (۱) والرِّفْعَةِ، فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يِتَعَزَّزُونَ، يا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نيرَ (۲) الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ.
اَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، واَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، واَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ، فَخَلَقْتَ بِها جَميعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ واَهْلِ بِيْتِهِ.
قال: ثم تكلّم بشيء خفي عنّي، ثمّ التفت الىّ فقال: يا عدىّ اسمعت؟
قلت: نعم.
قال: أحفظت؟
قلت: نعم.
قال: ويحك احفظه واعربه فوالّذي فلق الحبّة ونصب الكعبة وبرء النسمة ما هو عند احد من اهل الارض ولا دعا به مكروب الاّ نفّس الله كربته.
(۱) شمخ الجبل: علا وطال، والرجل بانفه: تكبّر.
(۲) النير: الخشبة على عنق الثور باداتها.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية