وكان بين آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا ليلة أمس الأربعاء/الخميس أمام مقر المحكمة الفدرالية وسط المدينة عمدة بورتلاند، الديمقراطي تيد ويلر، وهو أيضا أصيب بالاختناق جراء استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع.
وزار العمدة ويلر موقع التظاهر حيث شكر المحتجين على "مواجهة احتلال إدارة ترامب للمدينة"، مضيفا: "هذا الأمر بالغ الأهمية لأن ذلك لا يحدث في بورتلاند وحدها، لكننا هنا في بورتلاند عند الجبهة الأمامية".
تعرض العمدة في البداية لانتقادات شديدة اللهجة من قبل بعض المحتجين الذين دعوه إلى الاستقالة وهتفوا شعار "عار عليك"، متهمين إياه بعدم فعل ما يلزم لحماية المتظاهرين من تصرفات قوات الأمن الفدرالية.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، التحق ويلر، الذي كان يرتدي كمامة طبية، بالمتظاهرين ولم يتركهم بعد استخدام القوات الفدرالية الغاز المسيل للدموع، ونشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهره وهو يسعل إثر تعرضه للاختناق.
واحتشد حول العمدة مجموعة كبيرة من المحتجين الذين أشعلوا حريقا كبيرا أمام مقر المحكمة الفدرالية، فيما كان الضباط الفدراليون يخرجون من حين إلى آخر من المبنى لإطلاق حزمة جديدة من قنابل الغاز على المحتجين.
وتتواصل المظاهرات التي ترافقها أعمال شغب في بورتلاند للشهر الثاني على التوالي، ضمن إطار موجة الاحتجاجات التي هزت الولايات المتحدة بعد مقتل الشاب من ذوي البشرة السمراء، جورج فلويد، على يد شرطي أبيض خلال توقيفه في مدينة ماريلاند بمنيابوليس في 25 أبريل الماضي.
وشهدت بورتلاند، مركز ولاية أوريغون، تصعيدا ملموسا من حدة التوتر إثر قرار إدارة ترامب في الرابع من يوليو نشر قوات الأمن الفدرالية هناك بهدف حماية المقرات الفدرالية في المدينة.
وفي الأيام اللاحقة استخدمت هذه القوات الفدرالية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين ونفذت اعتقالات تعسفية في أماكن بعيدة عن المقرات الفدرالية، وذلك باستخدام سيارات لا تحمل أي علامات، ما أثار موجة انتقادات عارمة بحق إدارة ترامب، لاسيما من قبل المسؤولين المحليين.
وجاء ظهور عمدة بورتلاند بين المتظاهرين الليلة الماضية بعد ساعات من تقديم مدعين يمثلون أوريغون طلبا إلى القضاء الفدرالي لإصدار حكم يمنع الضباط الفدراليين من استخدام وسائل التفريق بحق المحتجين في المدينة.
وجاء هذا الطلب ضمن إطار شكوى قضائية رفعتها النائبة العامة في أوريغون، إيلين روزينبلوم، إلى محكمة فدرالية ضد وزارة الأمن الداخلي وخدمة المارشال.
ولفتت وكالة "رويترز" إلى ارتفاع عدد المحتجين الليلة الماضية مقارنة مع الأيام السابقة.
بدوره، أعرب ترامب عن التزامه بنهجه السابق القاضي باستخدام القوات الفدرالية للتعامل مع المتظاهرين، وأعلن أمس أثناء اجتماع عقده في البيت الأبيض عن قراره بزيادة تعداد هذه القوات في المدن والبلدات التي "تعاني من الجرائم العنيفة".