البث المباشر

قصة الأخ الكريم (عماد عوض أحمد باشا) من السودان

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 14:16 بتوقيت طهران

بسم الله وله عظيم الحمد والثناء إذ رزقنا معرفة ومودة وموالاة صفوته الرحماء سيد الأنبياء وآله الأوصياء صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار. السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نتعطر فيها بعطر الهداية الحسينية ونحن ننقل لكم قصة أخرى من قصص الذين هداهم الله عن دينه الحق الذي ارتضاه لعباده ببركة تعريفهم بمنار تقواه ومصباح هداه مولانا أبي عبد الله الحسين – صلوات الله عليه – ننقل لكم في هذا اللقاء قصة الأخ الكريم (عماد عوض أحمد باشا) وقد كتبها محاوراً بعض المؤمنين على موقع (شمس كربلاء) من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، تابعونا على بركة الله.

إخوة الإيمان، من النصوص المهمة لزيارة مولانا الحسين – عليه السلام – هو النص المروي عن مولانا الإمام جعفر الصادقعليه السلام – وفيه إشارة لطيفة إلى إحدى الخصوصيات البارزة للهداية الحسينية.
 

هذا النص هو من نصوص الزيارات العامة وإن ورد إستحباب زيارته – عليه السلام – به في النصف من شعبان، وجاء في هذا النص أن يقول الزائر لسيد الشهداء من الأولين والآخرين: "الحمد لله العلي العظيم السلام عليك أيها العبد الصالح الزكي، أودعك شهادة مني لك تقربني إليك في يوم شفاعتك أشهد أنك قتلت ولم تمت بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك وبضياء نورك إهتدى الطالبون إليك، وأشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ ولا يطفأ أبداً، وأنك وجد الله الذي لم يهلك ولا يهلك أبدا، وأشهد الله أن هذه التربة تربتك وهذا الحرم حرمك وهذا المصرع مصرع بدنك لا ذليل والله معزك ولا مغلوب والله ناصرك، هذه شهادة عندك إلى يوم قبض روحي بحضرتك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته".
 

أيها الإخوة والأخوات، ومن الذين هداهم الله بضياء نوره الحسيني فتعلقت به روحه وأنس به قلبه، أخونا عماد عوض أحمد باشا من السودان، فقد اهتزت فطرته السليمة لما سمعه بعض وقائع الملحمة الحسينية فحيي قلبه بها.
 

كتب هذا الأخ قصته مختصرة على موقع شمس كربلاء تحت عنوان (شيعني عبد الزهراء الكعبي) فقال: (في أحد أيام العام ۱۹۷۸ وكنت يومها صغيراً يافعاً، كنت مع أسرتي مجتمعين في غرفة طينية صغيرة في إحدى قرى شرق السودان، كنت أتوسد ذراع والدي رحمه الله، وكان المذياع مفتوحاً والوالد يتنقل بين محطات المذياع، وفجأة سمعنا صوتاً عرفت فيما بعد أنه صوت الخطيب الحسيني عبد الزهراء الكعبي وهو يقرأ المقتل الحسيني.. كان والدي السني الأمي يحب الإمام الحسين ويبغض بني أمية هكذا بالفطرة.. عندما سمعنا هذا الصوت صمتنا جميعاً وطار النوم عن أعيننا، وأتذكر أن والدي تأثر لسماعه وقد تناثرت دمعاته، أما أنا فقد ظل ذلك الصوت يرن في أذني لأكثر من خمسة عشر عاماً).
 

مستمعينا الأطائب، ويتابع أخونا السوداني عماد عوض أحمد باشا نقل حكايته وهو يعرفنا بجميل التدبير الإلهي لأمر تنمية قبسة الهداية الحسينية التي حصل عليها من سماع المقتل الحسيني للمرحوم الكعبي – رضوان الله عليه -، فيروي لنا تهيأة الله لأسباب إعطائها لثمارها في قلبه، يقول الأخ عماد – حفظه الله -: (ومن ثم وجدت أحد المستبصرين الذي أخذني لزيارة أحد شباب القطيف الذي جاء للسودان في رحلة تبليغية، وبعد الجلسة أهداني شريط كاسيت، وكان تسجيل قصة المقتل الحسيني للشيخ عبد الزهراء الكعبي!.. أتذكر أن قلبي إنفتح وتشيعت بدون مناقشة، كنت وقتها أطلب فقط طريق الحسين وقد وجدته، وبعد ذلك بسنوات بدأت رحلة الإطلاع من كتاب الغدير إلى معالم المدرستين، والحمد لله.. إن طريق آل محمد – صلى الله عليه وآله – هو طريق يجعل كل من يسلكه غواصاً لا يمل من العلم والبحث).
 

مستمعينا الأفاضل، وبقيت قبسة الهداية التي حملها صوت المقتل الحسيني والشيخ عبد الزهراء الكعبي رضوان الله عليه، لقلب أخينا السوداني الشاب عماد عوض أحمد باشا، تتفاعل في قلبه منورة له بنور محبة الحسينعليه السلام -، وقد قال لنا سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله"أحب الله من أحب حسينا"، وهذا يعني أن من أحب الحسين – عليه السلام – فاز بمحبة الله عزوجل له.
 

نلاحظ معاً، أيها الأعزاء، نموذجاً توقد نور محبة الحسينعليه السلام – في قلب هذا الأخ فيما كتبه على موقع شمس كربلاء بتأريخ ٦/۱۲/۲۰۱۰ ميلادية، قال – حفظه الله – مخاطباً سيد الشهداء – صلوات الله عليه – تحت عنوان (دمعات حرى):
مولاي يا أبا عبد الله أكثر من عشرين عاماً مضت على استبصاري وأنا أتطلع ليوم أتمرغ فيه على تلك الأرض التي احتضنت جسدك الشريف، أكثر من عشرين عاماً وأنا أنتظر الفرج وأن أتمكن من مشاركة الموالين في ركضة طويريج، ولكن الحمد لله على كل حال، صرنا نرى قبتك الشريفة عياناً بواسطة الفضائيات وصرنا نسمع الأذان يتعالى من مقامك الشريف صادحاً بالولاية، نعم لم نكن نحلم بهذا في يوم كان غاية ما نتمناه أن نرى أحد الموالين فقط رؤية شيعي واحد كانت تمثل بالنسبة لنا زيارة لك، ولكن شوقنا يزداد ودمعات حرى تتساقط كلما جاء المحرم، سيدي متى تأذن لي بزيارتكم؟ أنت وسيلتنا ورجاءنا وكريم مأمور بالإجارة والضيافة نتوسل بك ونلوذ بك فقط زيارة واحدة من يدعو لي من يزور عني... من؟
 

أيها الأخوة والأخوات، إثر هذا الخطاب كتب عدد من المؤمنين المتحاورين على موقع شمس كربلاء للأخ عماد من أهل مدينة الحسين وغيرها مستجيبين لطلبه في زيارة مولاه وحبيبهم الحسين – صلوات الله عليه – نيابةً عنه، فكتب – حفظه الله – في جوابهم:
(إخوتي.. جزاكم الله خيراً وصدقوني كلما زار عني أحد من المؤمنين فأنا عادة أحس مباشرة بتجدد في روحي وسعادة تغمرني، أتذكر أنني في شهر رمضان الماضي كنت أعاني من ضعف في روحانيتي وتركت صلاة الليل وفجأة عادت لي روحانيتي وأحسست بنفسي أحلق واحترت في معرفة سر ذلك حتى اتصل بي أحد الموالين من المدينة المنورة ليخبرني بأنه قد زار عني أئمة البقيع ولذا فأنا عاجز عن الشكر وأسأل الله أن يجعلنا من الملبين لنداء هل من ناصر.)
 

وتلاحظون أيها الأخوة والأخوات، في هذه الحالة نموذجاً حياً لما فعله حب مصباح الهدى الإلهي مولانا الحسين – عليه السلام – في قلب هذا الشاب حتى نقله إلى رحاب حب العبادة والروحانية والتقرب إلى الله جل جلاله.
 

نسأل الله عزوجل له ولكم ولنا المزيد من أنوار المحبة الحسينية، إنه سميع مجيب.. اللهم آمين.
وبهذا ننهي أيها الأعزاء من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لقاء اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة