البث المباشر

إهتداء عبد العال سليمه السوداني وبولينا البلغارية

الأحد 28 أكتوبر 2018 - 11:22 بتوقيت طهران

السلام عليكم أيها الأعزاء، تحية مباركة معطرة بأريج الإيمان والولاء نهديها لكم ونحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج وقد اخترنا لكم فيه قصتين من قصص الذين اهتدوا إلى معرفة الدين الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده ببركة ملحمة الحسين وآل الحسين عليه وعليهم السلام. القصة الأول هي قصة أخ كريم من السودان هو الأستاذ عبد العال سليمه وقد جذبته إلى مدرسة القرآن والعترة المحمدية مولاتنا السيدة الشهيدة رقية بنت الحسين عليهما السلام –.

أما القصة الثانية فهي قصة أخت من بلغاريا كانت واقعة الطف هي البداية التي انطلقت منها في رحلة الإنتقال من المسيحية إلى إعتناق الإسلام المحمدي الأصيل.. تابعونا على بركة الله:
نبدأ مستمعينا الأفاضل بقصة أخينا الأستاذ السوداني عبد العال سليمه وقد كتب قصته بنفسه وبعثها إلى عدة من المواقع الإلكترونية الإسلامية كما نشرها على مدونته في شبكة الإنترنت. قال حفظه الله:
"الربانيون.. لا يقاسون بأعمارهم.. وإنما بمقاماتهم.. وإنجازاتهم.. ورقية التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها وربما أقل حسب الروايات.. هي واحدة منهم.."
 

رقية.. نقلت لنا أفجع حوادث كربلاء.. وشاركت في تسجيل أهم المنعطفات فيها.. لاحظ دورها في الخروج من المدينة.. وهي تفرش السجادة لأبيها الإمام الحسين عليه السلام عند كل صلاة. وهي تودع الإمام الحسين عليه السلام وداعا متميزا.. وتسجل فاجعة الوداع بقلمها الصغير.. وهي في الطريق.. سقوطها أو إسقاطها من المحمل.. وثبات رأس الحسين عليه السلام والمعجزة التي حدثت حتى عادوا إليها ووجدوها.. فتمكنوا من تحريك الرأس الشريف.
 

في خربة الشام.. والنهاية التي لا تنتهي.. فقد سجلت بشهادتها أفجع منعطفات المأساة الحسينية.. وذلك في أيام الخامس من صفر عام ٦۱ هجرية. وعندما سئل الإمام الحسين عليه السلام عن سر إخراجه لنسائه وأطفاله معه قال عليه السلام: شاء الله أن يراني قتيلا ويراهن سبايا.
 

ويبدو أن رقية عليها السلام أبت إلا أن تجمع بين الفضيلتين: السبي والشهادة.. فشاركت النساء السبي.. وقاسمت الرجال الشهادة.
مستمعينا الأفاضل، وبعد هذه المقدمة عن دور مولاتنا السيدة رقية عليها السلام في الملحمة الحسينية، يتطرق أخونا السوداني الأستاذ عبد العال سليمة إلى إشارة لمن اهتدوا إلى معرفة الدين الحق ببركة هذه الشهيدة المظلومة، وذلك قبل أن ينقل قصته كأحد نماذج الإهتداء بها _عليها السلام_ قال الأستاذ عبد العال: إن ما وصلنا عن تشيع الكثير هو فقط ما وصلنا.. وما لم يصلنا أكثر بالتأكيد..: سادن مقامها المقدس رآها في المنام في قصة مفصلة تطلب منه أن يوقف الماء الذي يتهدد قبرها وبعد أن فتحوا القبر وجدوا جسدها الطاهر وكأنها ماتت قبل لحظات..فأعلن تشيعه. نموذج آخر هو (أنا) فقد شيعتني رقية لقد أحببت أن أكتب عن سبب استبصاري إذ يتلخص السبب في كلمة واحدة وهي (رقية).
 

إن إسم رقية الذي أعنيه هنا في الحقيقة لم أكن أعرف عنه شيء ولكن بعد البحث الكبير الذي قمت به منذ شهر رمضان الماضي وحتى الآن ونحن في عام ۲۰۰۷ للميلاد صادفني فيلم بعنوان موكب الإباء، كان هذا الفيلم وسيلتي للتعرف على السيدة الكريمة بنت الإمام الحسين عليه السلام، أعني بذلك السيدة رقية تلك الطفلة التي لم تبلغ عامها الخامس، في الحقيقة لم نكن ندري شيئا عن الفضائع التي أعقبت جريمة كربلاء حيث سيق آل بيت النبوة سبايا في عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنهم الله جميعا.
 

من خلال هذا الفيلم تعرفت على السيدة رقية عليها السلام وتألمت كثيرا لما حدث من فضائع تجاه أعظم خلق الله قاطبة آل بيت أعظم خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم. وخاصة الفجيعة العظمى وهي موت الحبيبة السيدة رقية حال رؤية رأس أبيها الإمام الحسين عليه السلام وفمها في فم أبيها تشم رائحته، ولما كنت أعلم مدى حب البنت لأبيها وحب الأب لابنته هذا الحب العظيم شعرت بكل كياني يرتجف ولم أتمالك نفسي لأنني كنت في دهشة بالغة من هذه الأحداث، لم أصدق حدوثها من الأصل وأخذت أبحث عن الحقيقة من الكتب التي كتبت فيها، وتوصلت إلى أن كل ما شاهدته في الفيلم نقطة من محيط وما خفي كان أعظم، رغم أن الله عزوجل أنعم علينا بأبحاث كثيرة وإلقاء الكثير من المحاضرات والكثير منها على الإنترنت، ورغم أني بعد هذه الأبحاث كنت أعلم بأن المذهب الشيعي هو المذهب الحق، إلا أنني رجحت تسويف أمر إعلان التشيع حتى أستزيد من الأبحاث، إلا أنني بعد ما شاهدت فيلم موكب الإباء وتحققت من صحة أحداثه قررت على الفور إعلان تشيعي في غرفة الحبيب رفيق الموسوي، ولا سيما وأنني كنت قد عاهدتهم أنني سألقي محاضرة عن أحداث ما بعد كربلاء، لم أكن أظن أن الله سبحانه وتعالى سيقدر لي أن أشاهد فيلم موكب الإباء والتعرف على السيدة رقية، بل لم يكن في الحسبان وفي هذا الوقت الراهن إتخاذ قرار إعلان التشيع، ولما انتهيت من البحث قررت إعلان التشيع بعد محاضرتي وكان هذا القرار مفاجئا لكل الإخوة والأخوات إذ لم يعلم أحد أنني سأعلن تشيعي في هذا الوقت وكان ذلك في يوم الثاني عشر من مايو عام ۲۰۰۷ م، فلما سئلت عن سبب تشيعي قلت لهم شيعتني رقية.
 

سلام الله علي حبيبتي رقية التي شيعتني واضطرتني واستفزتني حتى ألجأتني إلى سرعة إعلان تشيعي دون تسويف.
كانت هذه أيها الإخوة والأخوات قصة تشيع الأستاذ عبد العال سليمه واهتدائه للدين الذي ارتضاه الله لعباده ببركة تفاعله مع مظلومية السيدة رقية بنت الحسين – عليهما السلام – ومنها ننقلكم إلى قصة أختنا الكريمة (بولينا) المولودة في مدينة صوفيا البلغارية سنة ۱۹۸۰ ميلادية، فقد كانت معرفتها بواقعة الطف بداية رحلتها إلى الدين الحق..
 

قالت هذه الأخت البلغارية في رسالة نشرت في مساهمات المستبصرين من موقع مركز الأبحاث العقائدية: أنا إمرأة مسيحية من أصول بلغارية ومن سكنة العاصمة البغارية صوفيا. كنت أعيش حياة عادية مثل بقية الناس في بلغاريا وأوروبا عموما حيث طبيعة الحياة بعيدة عن الإلتزام الديني والواجبات الإلهية التي فرضها الله علينا.
 

قصة اعتناقي أو استبصاري للإسلام بدأت منذ أن تعرفت على شاب مسلم من دولة العراق وكان ذلك الشاب دائما ما يصلي ويتحدث عن الإسلام بصورته الحقيقية وليست تلك التي يعرفه الغرب عنها، بعد ذلك بدأ ذلك الشاب بالحديث عن واقعة الطف وعن أخلاق أهل البيت (عليهم السلام) فبدأت أزداد شوقا وأنا أستمع إلى قصص أولئك الأطهار وبدأنا يوما بعد يوم نزيد من وقت الحديث عن أهل البيت (عليهم السلام) وبعد ذلك بدأت رغبتي الحقيقية بالتوجه إلى الله والقيام بتلك الفرائض التي أوجبها الله علينا وأولها الصلاة التي علمني إياها ذلك الشاب الذي أصبح فيما بعد زوجي. بعد ذلك بدأت الصلاة وذهبنا إلى السفارة الإيرانية في بلغاريا واشترينا من هناك بعض الكتب العربية التي تشرح الإسلام وكان زوجي يترجم لي تلك الكتب إلى البغارية وطبعا أنا لم يكن لدي سوى القرآن الكريم باللغة البلغارية وأنا إلى الآن لا أملك كتبا إسلامية باللغة البغارية إلا القليل منها، ولذا فإنا بحاجة ماسة إلى قراءة كتب تتحدث عن الإسلام وأهل البيت (عليهم السلام) باللغة البلغارية لأنها تبقي لغتي الأم التي أجيدها أفضل من باقي اللغات وبذلك يمكنني فهم الكتب بشكل أفضل حتى أستطيع أن أشرح لأطفالي فيما بعد عن الإسلام ولكي لا يضيعوا في هذه البلاد الغربية.
 

أعزائنا مستمعي إذاعة صوت الجمهورية الإسلامية في إيران وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم في حلقة اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة